الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العروقي: الجالية الفلسطينية في أوكرانيا تبحث عن منبر رياضي

نشر بتاريخ: 21/04/2016 ( آخر تحديث: 21/04/2016 الساعة: 15:53 )
العروقي: الجالية الفلسطينية في أوكرانيا تبحث عن منبر رياضي
كييف - معا -مأمون شحادة : المتجول في شوارع العاصمة الأوكرانية "كييف"، والمنبهر بطبيعة المدن الخضراء مروراً بـ"نهر دنيبر" وتلة "الببيدا" في دنيبروبتروفسك، يدرك جلياً ان الجالية الفلسطينية استطاعت تخريج كوكبة من المبدعين الذين أصبحوا مفخرة للجالية هناك.ولكن ثمة سؤال يطرق ابواب العقل الرياضي، هل استطاعت تلك الجالية حشد تحركاتها لرسم لوحة رياضية تمثلها، لتكون سفيرة على الارض الأوكرانية؟
للتعرف على ثنايا الاجوبة، استضاف موقع "أخبار العالم" الإعلامي محمد العروقي، المقيم في أوكرانيا، للحديث عن فحوى السؤال وحيثيات الاجابة، قائلاً: ان الواقع الرياضي للجالية الفلسطينية يشوبه حالة من الإهمال واللامبالاة، فلا يوجد بطولة معينة تنظم لإحدى الالعاب بشكل دوري، وإنما بشكل ارتجالي بقصد الترفيه فقط، حيث تتم المشاركة بالاجتهاد الشخصي او بمحض الصدفة، معللاً ان الامر المادي يلعب دورا مهما، وان السواد الاعظم من أبناء الجالية يتكون من طلاب او عمال اثقلتهم السوق السوداء لتحصيل لقمة العيش... ما يعني انه لا يوجد من يمثل الجالية رياضياً، على الرغم انها تعتبر من المتابعين الاوائل لمباريات الأندية الأوكرانية شهرة كـ "دينامو كييف (فريق العاصمة) وشختيار دونيتسك" اضافة الى الالعاب الاخرى كـ"كرة السلة" و"الطائرة" و"الكراتيه" وغيرها.

وثمن العروقي الدور الفعال للجالية في مدينة "أوديسا الساحلية"، التي نظمت وشاركت في أكثر من بطولة لكرة القدم خلال الخمس سنوات الاخيرة وفازت فيها جميعا، كذلك الدور الفعال للجالية الفلسطينية في مدينة خاركوف، التي شارك فريقها مؤخراً بأكثر من بطولة و ذاع صيته، مبيناً كذلك ان الصوت الرياضي لبعض افراد الجالية ما زال مدوياً في سماء الطير الأوكراني، امثال البطلة زهرية مشينش لاعبة منتخب فلسطين للكراتيه والتي تعتبر أهم شخصية فلسطينية رياضية في أوكرانيا، حيث مثلت منتخب فلسطين في اكثر من مناسبة وحصلت على مراكز متقدمة، كالميدالية الفضية في بطولة قطر الدولية الثالثة للكراتيه، والتي اقيمت في الدوحة خلال الفترة 10-11/5/2014، كما حصلت على المركز الاول والميدالية الذهبية في بطولة كأس العرب التي اقيمت في قطر مؤخرا لوزن دون الـ60.

وأشار الى انه لا توجد متابعة من جهة معينة لرصد وجوه فلسطينية تلعب مع الفرق الأوكرانية، وقد يكون هناك كوكبة من اصول فلسطينية في مختلف المناطق الأوكرانية ولكن من الصعب حصرهم، فعلى سبيل المثال، هناك لاعب كرة سلة في احدى المدن البعيدة عن العاصمة يدعى رامي الشريف (هاجر لهولندا)، حيث كان متفوقاً مع منتخب مدرسته، وفريق المدينة، لكن ظروف الدراسة والإمكانيات حالت دون انتقاله للعاصمة او تسليط الاضواء عليه ودعمه كي يستطيع مواصلة مشواره الرياضي.

وحمل العروقي مسؤولية هذا التقصير للهيئات الإدارية التي ترعى الجالية في مختلف المدن الأوكرانية، داعياً وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية للعب دور فعال تستطيع من خلاله اكتشاف مواهب رياضية فلسطينية لرعايتها والاهتمام بها، وعلى سبيل المثال، البطلة زهرية مشينش تواجه مشاكل مادية وفنية جمة في كل مشاركة تقوم بها باسم فلسطين.

وتساءل؟
لماذا لا يكون الرياضي الفلسطيني سفيراً عالمياً يمثل القضية رياضياً؟... الا ان العروقي اجاب بحسرة!!،، اعتقد ان التمويل وفنيات الإدارة المدعومة تقف حائلاً امام ذلك، مبيناً انه قام في الاعوام الماضية بمبادرة لاستضافة معسكر لاحد الفرق الفلسطينية في أوكرانيا، ولكن عقبة التمويل كانت معضلة كبيرة.

واعتبر العروقي ان التوأمة بين الفرق الفلسطينية والأوكرانية خطوة مهمة ولازمة ضمن الاسس الهادفة لايصال جوهر نبرات معاناة قضيتنا الى مختلف الساحات والميادين العالمية، لان الصوت الفلسطيني يجب ان يصل من خلال عدة قنوات وليس حصره بمحددات القناة السياسية فقط، فهناك القناة الثقافية والتي من خلالها استطعنا ايصال الصوت الفلسطيني عندما تم تنظيم احتفاليات لإحياء يوم الثقافة الفلسطيني، حيث مازالت هذه اللوحة الفسيفسائية بين الأوكرانيين شاهدة حتى الآن... والملف الرياضي لو تم استغلاله ايجابياً في أوكرانيا سيخدم قضيتنا بشكل كبير.

وشدد على تفعيل التحركات والرؤى لتطوير الحالة الرياضية الفلسطينية في أوكرانيا من خلال تشكيل لوحة تمثل الجالية رياضياً للتغلب على المشاكل الرياضية التي يعيشها المغترب الفلسطيني، مبيناً ان الجامعات الأوكرانية لا تنظم دوريات رياضية للاجانب كما كان زمن الاتحاد السوفييتي (السيّوز)، اضافة الى ان المغترب الفلسطيني -في ظل عدم توفر الضمانة الاجتماعية للمواطن او الاجنبي في حالة فقد عمله-اما يصارع وظيفته او عمله لتحصيل لقمة العيش.

اخبار العالم