رام الله - معا - يشارك وفد المجلس التشريعي الدائم إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في أعمال الدورة الثانية العادية للمجمعية للعام 2016، ويضم الوفد د. برنارد سابيلا رئيساً، وعضوية النائب قيس عبد الكريم والنائب د. نجاة الأسطل، وذلك في فترة بين 18-22/ نيسان في مقر الجمعية في مدينة ستراسبورغ/ فرنسا.
وصوتت الجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا بالأغلبية الساحقة لصالح مشروع القرار المقدم من لجنة الشؤون السياسية حول تقييم برنامج الشراكة من أجل الديمقراطية مع فلسطين وتمديد عضويتها في البرنامج على ضوء التقرير المقدم من النائب الإسباني جوردي زوغلا مقرر اللجنة حول تقييم الشراكة من أجل الديمقراطية مع فلسطين.
وأشار التقرير إلى أن الإحتلال الإسرائيلي والانقسام هما العائقان الأساسيان أمام إيفاء فلسطين بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها عند حصولها على مكانة الشريك من اجل الديمقراطية في العام 2011، ودعا النائب زوغلا في تقريره الذي تبنته لجنة الشؤون السياسية إلى تعزيز الديمقراطية في فلسطين من خلال عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية وترسيخ مبدأ سيادة القانون واحترام حقوق الانسان كجزء من التزاماتها لما فيه صالح فلسطين ونظامها السياسي.
ورحب القرار بالمشاركة الفاعلة لاعضاء الوفد البرلماني الفلسطيني الدائم في اجتماعات اللجان وفي والجلسات العامة للجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا، معتبراً أن هذه المشاركة فرصة للاطلاع على آخر التطورات في فلسطين.
كما أشار إلى الوضع القانوني الراهن والمتعلق بتجميد تنفيذ عقوبة الاعدام منذ العام 2005، إلا أنه إستنكر عمليات الاعدام التي تتم خارج اطار القانون في قطاع غزة.
وطالب التقرير بالمزيد من الإصلاحات الديمقراطية في بنية المجلس الوطني الفلسطيني، وذلك من خلال اجراءات الانتخابات بما يحافظ على توازن القوى بين السلطات الثلاث في النظام السياسي، وبما يحول دون استقواء السلطة التنفيذية على باقي السلطات.
ورحب التقرير بالجهود المبذولة لدعم وتعزيز مشاركة المراة في الحياة السياسية والعامة ومحاربة التمييز القائم على أساس الجنس، إلا أنه أعرب في الوقت ذاته عن قلقه جراء العنف الذي لا زال يمارس ضد المراة في فلسطين. وفي معرض تناوله لموضوع الحريات، رحب التقرير بوجود التعددية والحرية الاعلامية بالرغم من وجود بعض التقارير حول بعض التجاوزات هنا او هناك.
وفي معرض رد النائب د.برنارد سابيلا على التقرير، قدم مداخلة أشار من خلالها إلى أهمية استمرار برنامج الشراكة ما بين فلسطين والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والذي يترجم اهتمام مجلس أوروبا بحقوق الشعب الفلسطيني في الخلاص من الاحتلال وممارسته لحقوقه المشروعة في اقامة دولته العتيدة. وشدد سابيلا على ضرورة تغيير مواقف أوروبا تجاه الشرق الأوسط وأن لا تكتفي بمواقف الشجب والاستنكار، وضرورة أن تقوم بخطوات عملية إن هي أرادت فعلاً أن تلعب دوراً إيجابياً في العملية السياسية .
وأشار سابيلا الى المسؤولية الفلسطينية قيادة وشعباً لانهاء حالة الانقسام، لان الشعب لديه الرغبة والارادة لاعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد وإعادة الوحدة الوطنية الداخلية، وأكد في ختام مداخلته على أن النصر في النهاية لا بد أن يكون حليف شعبنا الفلسطيني الذي صبر طويلاً وعانى من ويلات الاحتلال.
ومن جهته قدم النائب قيس عبد الكريم "أبو ليلى"، مداخلة خلال منقاشة التقرير قال فيها: "إن الفلسطينيين يطمحون إلى بناء ديمقراطية حديثة وتعددية سياسية تحترم حقوق الإنسان وتضمن المساواة لجميع مواطنيها نساءً ورجالاً إلى جانب طموحهم للتحرر من الاحتلال". وأكد أيضاً على أن الاحتلال هو العقبة الأولى والرئيسية أمام مسار الديمقراطية والتنمية، وقال: "لقد عملت اسرائيل بكل طاقاتها على تعطيل عمل المجلس التشريعي المنتخب من خلال إعتقال أعضائه المنتخبين".
كما أشار إلى أن الانقسام هو عقبة رئيسية أيضاً أمام إعادة الحياة الديمقراطية، إلا أنه حمل على عاتق الولايات المتحدة وبعض القوى الأوروبية المسؤولية الكبيرة في هذا الجانب، حيث أنها ساهمت في إيجاد الانقسام من خلال رفضها الاعتراف بنتائج الانتخابات التي جرت عام 2006 رغم نزاهتها.
وعلقت د. نجاة الاسطل، على موضوع حقوق المرأة في فلسطين والوارد في التقرير قائلة: "إن المجلس التشريعي يساهم وبالشراكة مع وزارة المرأة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط إستراتيجية للنهوض بمكانة المراة الفلسطينية وعلى رأسها الخطة الوطنية لمناهضة العنف ضد المراة 2011 – 2019، والخطة الإستراتيجية للمساواة بين الجنسين 2012 -2020، بالاضافة إلى تشكيل اللجنة الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325، حول حماية المراة في أماكن النزاعات وتحت الاحتلال. وقالت: "إنه وبالرغم من كافة الصعوبات التي نواجهها كشعب فلسطيني جراء الاحتلال وممارساته من قمع وتوسع استيطاني وحصار على قطاع غزة، إلا أننا نبذل قصارى جهودنا للإيفاء بالتزاماتنا تجاه برنامج الشراكة وتجاه تطبيق مبادئ حقوق الانسان وقيم العدالة والديمقراطية التي يتبناها مجلس أوروبا.
كما شارك الوفد في اجتماعات لجنة الشؤون السياسية، حيث قدم النائب قيس عبد الكريم مداخلة حول النقاش الذي بحث موضوع مواجهة اللاسامية، أشار فيها إلى ضرورة التمييز بين اللاسامية وإنتقاد إسرائيل كدولة إحتلال، مشيراً إلى أن حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، والتي باتت تنشط في كل أنحاء العالم هي الرد الطبيعي من العالم أجمع على ممارسات إسرائيل العدوانية والتعسفية بحق الشعب الفلسطيني، ورداً على إدارة ظهرها لكافة قرارات الشرعية الدولية.
هذا واجتمع الوفد مع رئيس الجمعية البرلمانية السيد بيدرو أغرامونت، وأطلعه على آخر تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة وعلى معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة جراء الاحتلال، وقدم النائب برنارد سابيلا التهاني للسيد أغرامونت لإنتخابه رئيساً جديداً للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا معرباً عن تمنياته بالتوفيق للسيد اغرامونت في إدارة الجمعية خلال فترة رئاسته. ومن جهتهه قدم أغرامونت الشكر للوفد الفلسطيني معرباً عن أمله للمزيد من التعاون بين مجلس أوروبا وفلسطين للنهوض بالقيم الديمقراطية وحقوق الانسان.