نشر بتاريخ: 22/04/2016 ( آخر تحديث: 24/04/2016 الساعة: 09:28 )
غزة- تقرير معا- يختلف يوم الأسير العربي الذي يصادف الـ 22 من نيسان من كل عام، بغياب رمزه سمير القنطار الذي أمضى أكثر من 29 عاما في سجون الاحتلال، واغتالته إسرائيل في الـ 20 من ديسمبر العام الماضي.
ويحيي الشعب الفلسطيني سنويا يوم الأسير العربي تقديرا ووفاء لكل العرب الذين مروا على السجون الإسرائيلية، دفاعا عن القضية الفلسطينية والقضايا القومية في الوقت الذي لا يزال 30 أسيرا عربيا يقبعون داخل سجون الاحتلال.
وقال الأسير المحرر العربي اللبناني أنور ياسين:" 17 عاما من التنقل من سجن إلى آخر ومن جلاد إلى آخر، جعلت مني الرجل الأكثر إصرارا على مواصلة الطريق.. صحيح أنها سرقت أجمل سنوات شبابي لكنها منحتني تجربة مكثفة ما كانت لتتهيأ لي خارج قضبان السجن ولو عشت ألف عام".
وأضاف ياسين لمراسل معا: بالرغم من مرارة السجن وقسوة التجربة إلا أنني أشعر بفخر كبير، لأنني قدمت شيئا لفلسطين وتشرفت بلقاء كوكبة من الأسرى الفلسطينيين والتعرف عليهم والعيش سويا بين جدران السجون وهؤلاء الذين أعتز بهم وأحرص على التواصل معهم.
بدوره، قال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين: ما يحزنننا اليوم هو غياب رمز هذا اليوم سمير القنطار الذي أمضى ما يزيد عن 29 سنة في سجون الاحتلال قبل أن يتحرر في إطار صفقة التبادل ما بين حزب الله ودولة الاحتلال الإسرائيلي في تموز عام 2008، واغتالته إسرائيل في ديسمبر من العام الماضي عندما قصفت طائرات إسرائيلية مبنى في سوريا.. وفي نفس الوقت ذلك يزيدنا فخرا بهؤلاء وبالقنطار تحديدا الذي قال فور تحرره: "عدت من فلسطين كي أعود إلى فلسطين".
وأضاف فروانة وهو أسير سابق في حديث لمراسل معا:" نعم لقد عاد من فلسطين الى بيروت محررا ومنتصرا رغم أنف الاحتلال ليعود إلى فلسطين شهيدا ويسكن قلوب شعب أحبه فعشقه فحفظ اسمه في ذاكرة الوطن، وحفر مسيرته النضالية المظفرة في سجلات تاريخ الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية الأسيرة".
وأوضح أنه لا يزال في سجون الاحتلال الإسرائيلي 30 أسيرا عربيا خاصة من لبنان والأردن ومصر والجولان المحتل بالإضافة إلى أسير بلجيكي، مشيرا إلى أن الأسير صدقي المقت من الجولان كان قد أمضى 27 عاما في السجون الإسرائيلية وأعيد اعتقاله قبل حوالي عام، وكذلك يعتبر الأسير العربي الأردني عبد الله أبو جابر أقدم الأسرى العرب حيث يقضي 16 عاماً داخل السجون.
وأشار المختص في شؤون الأسرى، إلى أن القضية الفلسطينية لم تكن في يوم من الأيام تخص الفلسطينيين فحسب بل هي قضية العرب كافة، ولأجلها دخلت كل الدول والشعوب العربية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي فقدموا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى.
وتابع:" لم تخل يوما سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي من الأسرى العرب والدوريات ومن كافة الجنسيات العربية ذكورا وإناثا، وهذا يعكس حجم المشاركة العربية واستمراريتها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخل هي الأخرى من الأسرى العرب.
وأوضح فروانة أن إدارة السجون لم تميز يوما في تعاملها القاسي وقمعها وبطشها بين أسير فلسطيني وآخر عربي.
وقال:" الأسرى العرب وأسرى الدوريات تعرضوا لما تعرض له باقي الأسرى الفلسطينيين القاطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة من تعذيب وانتهاكات وإجراءات قهرية ومعاملة لا إنسانية ولربما معاناتهم تضاعفت بسبب حرمان الغالبية العظمى منهم من رؤية عائلاتهم طوال سنوات اعتقالهم الطويلة، الأمر الذي دفع أمهات فلسطينيات إلى ابتداع ما يعرف بـ "ظاهرة التبني" للتخفيف من معاناتهم وتقليل آثار الحرمان".
وأسرى الدوريات العرب هم أسرى من جنسيات عربية اعتقلتهم إسرائيل أثناء مشاركتهم في عمليات عسكرية بعد احتلال فلسطين.
وأكد أن الشعب الفلسطيني يقدر عاليا تضحيات الأسرى العرب ويحفظ أسماءهم ويحترم نضالاتهم ويثمن مواقفهم ويفخر بهم وبصمودهم خلف القضبان ويقدم لهم الدعم والإسناد والمساعدة ويسعى لتحريرهم أسوة بالأسرى الفلسطينيين باعتبارهم جزءا أصيلا من الحركة النضالية ضد الاحتلال ومكونا أساسيا من مكونات الحركة الأسيرة ونضالاتها وتضحياتها وانتصاراتها.
ودعا الأمة العربية جمعاء للاهتمام بالأسرى والأسرى المحررين من الأسرى العرب وأسرى الدوريات أينما تواجدوا وتسليط الضوء على قضيتهم ومعاناتهم واحتياجاتهم، ومساندتهم في نيل حقوقهم وضمان مستوى لائق من الحياة الكريمة لهم بعد تحررهم بما يتناسب وتضحياتهم ومعاناتهم والسنوات المريرة والقاسية التي أمضوها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي وهذا حق لهم وواجبنا تجاههم وفق قوله.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، أفرج عن بعض الأسرى العرب في الدفعة الثانية من اتفاقية شرم الشيخ في أكتوبر 1999، فيما أفرج عن 30 لبنانيا في صفقة التبادل مع حزب الله عام 2004 ومن ثم أغلق ملف اللبنانيين في صفقة التبادل عام 2008 وخروج القنطار.
وفي أغسطس 2008 نقلت مجموعة من الأسرى الأردنيين إلى الأردن لإكمال فترة سجنهم ضمن اتفاق إسرائيلي أردني ومنهم سلطان العجلوني.
تقرير: أيمن أبو شنب