نشر بتاريخ: 23/04/2016 ( آخر تحديث: 23/04/2016 الساعة: 11:49 )
غزة-معا- منحت عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الأزهر في مدينة غزة، درجة الماجستير في العلوم السياسية للباحث سليم عبد السلام سعيد ماضي، بعد مناقشة رسالته التي حملت عنوان "حزب البيت اليهودي وأثره على الحياة السياسية في إسرائيل ، "2008 – 2014" .
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور رياض العيلة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مشرفاً ورئيساً، ودكتور خالد شعبان مشرفاً والأستاذ الدكتور مخيمر أبو سعدة مناقشاً داخلياً والدكتور سامي أحمد مناقشاً خارجياً.
وهدفت الدراسة إلى الكشف عن الجذور الأيديولوجية للأحزاب الدينية الصهيونية، والتعرف على التركيبة البنائية للقوى المشاركة في ائتلاف البيت اليهودي، ومعرفة الدور الذي يقوم به الحزب في النظام السياسي، وتسليط الضوء على مدى تأثيره في دوائر صناعة السياسة الخارجية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومحاولة استشراف مستقبل الحزب في ظل التغيرات الدراماتيكية في المجتمع الإسرائيلي وميوله نحو اليمين.
وبين الباحث أهمية الدراسة للقيادة الفلسطينية الموجودة في مواقع صنع القرار مدى خطورة حزب البيت اليهودي على مستقبل القضية الفلسطينية، وذلك من خلال تتبع أفكاره ومخططاته التي يطرحها سواء في الكنيست أو في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لما لهذا الحزب من طموح للحصول على أعلى الأصوات في الكنيست ومن ثم تشكيل الحكومة مستقبلاً.
وتناول الباحث مشكلة الدراسة والتي تتلخص في دور حزب البيت اليهودي في الحياة السياسية منذ تأسيسه في إسرائيل، وما يترتب على ذلك من دور في عملية صنع القرار السياسي، والمشاركة في رسم السياسة الخارجية، وانعكاس ذلك على قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، وقضايا الحل النهائي للقضية الفلسطينية، باعتباره مع سائر الأحزاب التي تتبنى أهدافاً أيديولوجية دينية، وتسعى لإقامة دولة دينية يهودية خالية من القوميات الأخرى، تحكمها التشريعات الدينية والحاخامات، لا تشريعات الكنيست وقوانينها.
واعتمد الباحث في دراسته على 4 مناهج، أولاها المنهج التاريخي للتعرف على نشأة الأحزاب الدينية الصهيونية، والظروف والمحطات التاريخية التي صاحبت تلك النشأة ومراحل تطورها، وثانيها المنهج الوصفي التحليلي من أجل تحليل التفاعل مع الظروف والمستجدات على الساحة السياسية، وتأثير البيئة الداخلية والخارجية على تشكيل القوى الدينية الصهيونية ودورها في الحياة السياسية، إضافة إلى منهج تحليل المضمون من أجل تحليل البرامج السياسية والانتخابية لتلك الأحزاب والاتفاقيات الثنائية بينها وبين الأحزاب الأخرى، والحكومات الائتلافية التي شاكت فيها، أيضا استخدم الباحث المنهج الاستشرافي بهدف استشراف مستقبل حزب البيت اليهودي في ظل التغيرات الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي وتداعياتها المحتملة، وذلك للمساهمة الضرورية للتخطيط المستقبلي، واقتراح الحلول العملية الواقعية والبدائل العقلانية.
وخلصت الدراسة الى أن تصاعد حزب البيت اليهودي وزيادة نفوذه قد انعكس على مجمل الخارطة الحزبية السياسية، حتى تبنت غالبية الأحزاب الإسرائيلية أيديولوجيته، وأن الحزب من أكثر القوى معارضة لأي تقدم في مسيرة التسوية السياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وأن رؤية الحزب تشكل عقبة أساسية أمام أي تسوية سياسية تقوم على حل الدولتين لما يشكله الاستيطان وقضية الاعتراف بيهودية الدولة من عواقب خطيرة على القضية الفلسطينية، إضافة إلى أن خطة نفتالي بينت للحل أي خطة التهدئة التي تدعو إلى ضم 60% من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، وإعطاء الفلسطينيين حكماً ذاتياً في المناطق المأهولة بالسكان في الضفة الغربية، وفصل قطاع غزة ودفعه باتجاه مصر.
وأوصى الباحث بضرورة القيام بحملة إعلامية فلسطينية لكشف حقيقة هذه الأحزاب الدينية القومية العنصرية والمتمثلة في حزب البيت اليهودي، ومواقفها من قضية الشعب الفلسطيني، وخاصة تصريحات زعيم الحزب نفتالي بينت وإيليت شاكيد وأوري أريئيل، وضرورة تفعيل المقاومة بكافة الأساليب من مقاومة شعبية تشارك فيها كل أطياف الشعب الفلسطيني والقوى المتضامنة معه، إلى مقاطعة منتجات المستوطنات؛ لأن المستوطنات تعد مواقع عسكرية احتلالية أقيمت على أراضي دولة محتلة، حيث تكفل كافة الشرائع والقوانين الدولية محاربة وجود تلك المستوطنات.
وختم الباحث سليم ماضي دراسته بثلاثة سيناريوهات لحزب البيت اليهودي أولها تماسك حزب البيت اليهودي وتقدمه، وثانيها ائتلاف حزب البيت اليهودي مع حزب الليكود أو حزب إسرائيل بيتنا، وثالثها انشقاق حزب البيت اليهودي وضعفه.