بيت لحم- معا- يطالب اعضاء في الكونغرس الامريكي وابناء عائلات قتلى احداث الـ 11 من سبتمبر، بنشر 28 صفحة سرية تضمنها تقرير لجنة التحقيق التي حققت بهذه الاحداث، بدعوى من هذه الصفحات الخطيرة والسرية ستلقي الضوء على دور السعودية في هجمات سبتمبر التي مر عليها 15 عاما تقريبا.
وجاء نكأ الجراح الامريكية في اعقاب تصريحات ومقولات ترددت الشهر الماضي، تتهم السعودية بالضلوع في الهجمات التي تعرضت لها مدينة نيويورك، التي تعتبر الاضخم بعد الهجوم الياباني على ميناء "بيرل هاربر" الذي كان السبب المباشر لدخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية.
وسردت خلال السنوات الماضية، الكثير من الاشاعات والأحاديث وطرح الكثير من النظريات حول مدى معرفة الرياض بالتحضيرات التي ادت لهجمات سبتمبر، التي شملت اختطاف اربع طائرات وتفجير اثنتين منها في البرجين الشهيرين في نيويورك وتدميرهما، وتفجير ثالثة في مبنى وزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون" فيما سقطت الرابعة فوق اجواء بنسيلفانيا اثناء مواجهة اندلعت بين ركابها والمجموعة الخاطفة.
وكان 15 سعوديا من بين المهاجمين البالغ عدههم 19، اضافة لزعيم تنظيم القاعدة الذي تبنى الهجوم اسامة بن لادن وهو سعودي، كما ان ايديولوجية القاعدة نمت وترعرعت في احضان المؤسسة الدينية السعودية، حسب ادعاء القائلين بوجود تورط سعودي بهذه الهجمات.
ويناقش "الكونغرس" الامريكي مؤخرا مشروع قانون يسمح لضحايا ومصابي هذه الهجمات بمقاضاة دول اجنبية ومنظمات دعمت "الارهاب" على الاراضي الامريكية امام محاكم فيدرالية امريكية، ما قد يجعل السعودية تجد نفسها امام القضاء الامريكي، الذي قد يلزمها بدفع مبالغ مالية طائلة كتعويضات اذا ما تم اثبات علاقتها بالهجمات المذكورة.
ويعارض الرئيس الامريكي باراك اوباما هذا القانون بكل شدة، وأعلن نيته استخدام حق "الفيتو" ضد تنفيذه، رغم تأييد كبار الحزب الديمقراطي لهذا التشريع.
وحتى يتم حسم الامر، فإن اوساطا عديدة ومتنوعة في الكونغرس الامريكي وكذلك عائلات الضحايا، يطالبون بنشر الاجزاء السرية من تقرير التحقيق وطرحها للجمهور للإطلاع عليها .
ويتكون تقرير التحقيق الذي نشر عام 2012 من 838 صفحة وبقيت 28 صفحة منه مخصصة للدور السعودي طي الكتمان والسرية، بناء على اوامر الرئيس الامريكي في ذلك الوقت جورج بوش الابن وبقيت هذه الصفحات السرية داخل قبو ضمن بناء "الكونغرس" ولم يتسن سوى لعدد قليل جدا الاطلاع عليها، احدهم النائب الديمقراطي السابق "بوب غراهام" الذي كان من بين رؤساء لجنة التحقيق التي حققت في الاخفاقات الاستخبارية التي سبقت، وأدت الى هجمات 11 سبتمبر، وهو نفسه من عاد وأشعل النقاش في هذه القضية بداية الشهر الجاري.
وحثّ النائب الأمريكي "غراهام" خلال مقابلة منحها لبرنامج "90 دقيقة" البيت الابيض على نشر الصفحات الـ 28، لأنه ليس من المنطقي حسب رأيه ان 19 رجلا اغلبهم لا يتحدث الانجليزية ولم يكن يوما في الولايات المتحدة، والكثير منهم لم ينه الدراسة الثانوية بمقدورهم ويمكنهم تنفيذ عملية معقدة ومركبة دون مساعدة من داخل الولايات المتحدة.
وادعى هذا النائب، دون ان يكشف فحوى ومضمون الصفحات السرية، ان المعلومات التي تحتويها تشير الى تلقي القاعدة مساعدات مالية سعودية من الحكومة واثرياء سعوديين ومؤسسات دينية سعودية.
وأصدر الرئيس الامريكي اوباما عام 2014، تحت تاثير ضغوط عائلات الضحايا، امرا بإعادة فحص ودراسة الجزء السري من التقرير، لكن عملية الدراسة الجديدة هذه تسير بكثير من المماطلة والتسويف، ولم تنتهِ حتى الان ليعود اوباما ويؤكد هذا الاسبوع ان الصفحات الـ 28 يجري دراستها مجددا من قبل "جيمس كلابر" رئيس مجمع الاستخبارات الامريكي، وهو يفحص فيما اذا كان كشفها ونشرها سيلحق الضرر بالأمن القومي الامريكي ام لا.
وهناك سبب اخر يتمثل في امكانية اظهار هذه الصفحات لعلاقة سعودية، ولو غير مباشر بهذه الهجمات الامر الذي قد يجعل مهمة الادارة في رفض ومعارضة القانون الجديد امرا عسيرا وصعبا.
وتلقى البيت الابيض استجابة غير متوقعة لتوسلاته امام "الكونغرس" تتمثل بدعم قيادة الحزب الجمهوري، التي اوضحت ضرورة فحص تأثير خطوة نشر الجزء السري، متفقه بذلك مع موقع البيت الابيض والرئيس اوباما.
ومر القانون الجديد في هذه المرحلة في لجنة القانون التابعة لمجلس الشيوخ، دون ان يجري أي نقاش لها حتى الان في مجلس النواب، وتصر الادارة الامريكية على ان هذا القانون سيخلق سابقة تسمح للأفراد بمقاضاة دول اجنبية ما سيضع صعوبات جمة امام العمل الامريكي في انحاء العالم، لانها ستكون هي ذاتها عرضة للكثير من القضايا وطلبات التعويض التي سترفع للمحاكم المختلفة في العالم ضدها.
وفي خطوة رفعت من مستوى الشائعات نشر نهاية الاسبوع مدون امريكي، وثيقة تربط حسن الشريب وهو مهندس العبوات الناسفة في القاعدة مع عدد من منفذي هجمات 11 سبتمبر، وان المهندس المذكور تلقى دروسا في الطيران مع عدد من خاطفي الطائرات التي استخدمت في شن الهجمات، وانه اعتُقل في باكستان عام 2002 رغم عدم مشاركته مباشرة بالهجمات، لتضبط معه وثائق اخرى بينها رخصة طيران خاصة به مخفية داخل مغلف حكومي رسمي، وهو منذ ذلك التاريخ في سجن "غوانتينامو" فيما ادعى المدون الامريكي الوثيقة وجدت داخل مغلف في السفارة السعودية في واشنطن.
وقال المدون، انه وجد اشارة لهذه الوثيقة والمغلف الرسمي في التقرير الخاص الذي اعدته عام 2003 المباحث الفيدرالية الامريكية "FBI" وتناولت فيه علاقة دول اجنبية بالهجمات، وهذا التقرير لم يحظ بالكثير من الاعلان والدعاية.
ومع اعتقال "الشريب" وهو طالب سعودي تعلم الطيران في ولاية "اريزونا" تكشفت مجموعة من الوثائق قام بدفنها قرب المكان الذي اعتقل فيه في باكستان، ومن بينها المغلف الحكومي السعودي، ولم يعرف كيف حصل على هذا المغلف الرسمي وهل فعلا ارسل له من قبل جهة سعودية رسمية ام لا؟.
وانضم "رودلف جولياني" رئيس بلدية نيويورك اثناء هجمات سبتمبر للمجموعة الضاغطة لكشف المستور، الذي قال خلال مقابلة مع "فوكس نيوز":" عرض علي امير سعودي بعد الهجمات، هبة مالية بعشرات الملايين لكنني مزقت هذه الهدية وقلت للامير الذي اتهم بين صحفيي اسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات سبتمبر، خذ اموالك واحترق انت وهذه الاموال في جهنم"
وطالب جولياني اوباما بالكشف عن الصفحات السرية الثمانية والعشرين.