الرواد الشباب تطالب بتبني سياسات جديه لبناء "اقتصاد المعلومات" في فلسطين
نشر بتاريخ: 11/11/2007 ( آخر تحديث: 11/11/2007 الساعة: 19:06 )
رام لله-معا- إبراهيم أبو كامش- أوصى خبراء في التجارة الالكترونية بتكثيف الجهود من قبل كافة المؤسسات العامة والخاصة والأهلية لزيادة الوعي حول أهمية ودور التجارة الالكترونية في تطوير الأعمال الريادية في فلسطين
اضافة الى بناء اقتصاد متقدم يعتمد على توظيف واستخدام التكنولوحيا المتقدمة، وتبني سياسات شفافة وواضحة تسعى إلى بناء "اقتصاد المعرفة" من خلال إدراج مجموعة من القوانين والتشريعات ذات العلاقة وخاصة قانون التجارة الالكترونية، والنظر في منح المؤسسات الريادية في فلسطين ميزة تفضيلية (مثل الإعفاءات الضريبية وغيرها من برامج التشجيع الاستثماري) لمساعدتها في تقديم خدمات الكترونية داعمة للاقتصاد ككل وللمؤسسات الصغيرة بالتحديد، وتطوير البيئة التحتية لتكنولوجيا المعلومات وخدمات الاتصالات، وحث شركات الاتصالات ومزودي الانترنت والبنوك العاملة على لعب دور أكثر ريادية في دعم وتمكين المؤسسات الصغيرة في استخدام التجارة الالكترونية.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها، أمس، جمعية الرواد الشباب، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ناومان بعنوان: "الفرص المتاحة من خلال التجارة الإلكترونية"، وذلك في مقر الغرفة التجارية برام الله، بهدف لتحفيز النشاط الاقتصادي في فلسطين وللتعرف على ماهية واهمية التجارة الإلكترونية لمحاولة الالتحاق بالركب العالمي، سيما وأن تقارير المؤسسات البحثية التي تعنى بالأنشطة التجارية على شبكة الانترنت تظهر حصول زيادة كبيرة ومتسارعة في استخدام التجارة الالكترونية كسبيل ذو فعالية اقتصادية كبيرة للوصول إلى الأسواق العالمية وبالتالي الحصول على ميزة تنافسية، بمشاركة ما يقارب 50 من ممثلي رواد الأعمال في فلسطين ومؤسسات محلية مختلفة، وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تنظمها جمعية الرواد الشباب خلال الفترة الحالية.
وحول الفرص والإمكانيات المتاحة فلسطينيا وكيفية الاستفادة من الدروس وتجارب الدول الأخرى في العالم، أكد المشاركون على الجوانب الايجابية والسلبية للتجارة الالكترونية، في تطوير الأعمال الريادية والمشاريع الصغيرة، مشددين على ضرورة الاستفادة من دروس وتجارب الدول النامية في تطوير الأعمال والمشاريع الصغيرة لتصبح جزء من سلسة الموردين (supply chain)، وتصبح أيضا أكثر تنافسية على مستوى العالم، مطالبين المؤسسات الفلسطينية المختلفة، برسم السياسات التنموية اللازمة في فلسطين لتطوير اقتصاد المعرفة وإشراك الأعمال الريادية ورواد الأعمال في وضع وتنفيذ تلك السياسات.
حيث أشار عضو مجلس إدارة جمعية الرواد الشباب ومدير عام الشركة العربية الفلسطينية لمراكز التسوق زهير العسيلي إلى التقدم الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لافتا إلى أن مفهوم التجارة الالكترونية أصبح أكثر رواجا واستخدما في كثير من دول العالم، والى أن هناك ازدياد ملحوظ بالنسبة إلى الدول النامية.
وأكد العسيلي أنه، لم يحن الوقت في فلسطين، للتحدث بان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قد لحقت بركب بقية المؤسسات في دول العالم في استخدام التجارة الالكترونية، وذلك لعدم وجود وعي كافي وإدراك لدى أصحاب الأعمال لأهمية هذا المفهوم من الناحية الاقتصادية في ترويج وتسويق المنتجات والخدمات الكترونيا عبر شبكة الانترنت، بعيدا عن المفهوم التقليدي للتعاملات التجارية.
وأضاف العسيلي أن عامل المخاطرة والخوف يبقى يكتنف الأغلبية من أصحاب الأعمال في فلسطين في استخدام التكنولوجيا وأدوات التكنولوجيا الحديثة مثل: e-money, e-banking, e-pay, e-buy, e-marketing وغيرها من اجل عقد الصفقات وإتمام الحركات والتعاملات التجارية بكافة أشكالها.
بدورها استعرضت مديرة دائرة إدارة الأعمال والتسويق في جامعة بيرزيت رانية جبر عن: "مفهوم التجارة الإلكترونية كأداة لتطوير الأعمال الريادية في فلسطين"، مشيرة إلى التقدم السريع والثورة الحاصلة في تطور التجارة الالكترونية حول العالم وتحول تكنولوجيا المعلومات من مجرد شبكة معلومات وإعلانات إلى جيل جديد متطور في تجارة الخدمات والبضائع واستحواذها على نسبة كبيرة من حجم التجارة العالمية.
وبينت جبر المنافع المترتبة عن استخدام التجارة الالكترونية، مؤكدة أنها تعمل على تخفيض الوقت والتكلفة لنقل البضائع والخدمات للزبائن، وعددت الكثير من المنافع الأخرى للمؤسسات والاقتصاد بشكل عام تحديدا في القدرة على تمكين منتجات هذه المؤسسات من غزو الأسواق العالمية ورفع زيادة وكفاءة إنتاج المشاريع الريادية وقدرتها على منافسة البضائع والخدمات المنتجة من الدول الأخرى.
ودعت جبر إلى ضرورة النظر باهتمام لهذا الموضوع وتحمل الجهات الرسمية مسؤولياتها اتجاه تطوير وزيادة استخدام التجارة الالكترونية والعمل على إزالة المعوقات الحالية في طريق تطور اقتصاد المعرفة.
من جهته تحدث المحاضر في جامعة بيت لحم عمر قورة، عن كيفية الاستفادة في فلسطين من تجارب الدول النامية في استخدام التجارة الالكترونية من اجل تطوير المشاريع الريادية، مبينا أسباب وعوامل نجاح كثير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول النامية، ومنها توفر الخبرات والكفاءات والبنية القانونية والاستثمارية والسياسات المشجعة التي تساعد بدور كبير على تطور استخدام التجارة الالكترونية ووضع الاقتصاد على مسار اقتصاديات الدول المتقدمة.
وأشار إلى إن استخدام التجارة الالكترونية وأدواتها المتعددة يعد قيمة إضافية لمنتجات وخدمات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص وللاقتصاد ككل بشكل عام، مؤكدا أن فلسطين لا ينقصها في الوقت الحالي خبرات وكفاءات من أجل أن تصبح منافسا قويا في استخدام التجارة الالكترونية على غرار الدول النامية الأخرى وعلى مستوى العالم، إذا ما اخذ بالاعتبار توفر التسهيلات القانونية والسياسات التنموية والبنية التحتية من اتصالات وغيرها.