بحضور البرغوثي وممثلين عن وزارتي الصحة والتعليم كلية صحة المجتمع في الاغاثة الطبية تخرج فوجين من طالباتها
نشر بتاريخ: 11/11/2007 ( آخر تحديث: 11/11/2007 الساعة: 19:38 )
رام الله-معا- نظمت كلية صحة المجتمع التابعة للاغاثة الطبية الفلسطينية حفل تخريج الفوجين السادس عشر والسابع عشر من طالباتها بعد اجتيازهن الامتحان الشامل واكمال متطلبات الدراسة في الكلية.
ووقف الحضور في بداية الاحتفال دقيقة صمت على ارواح الشهداء وفي مقدمتهم الرئيس عرفات والدكتور حيدر عبد الشافي.
وشارك في الاحتفال الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس الاغاثة الطبية والدكتور عبد الله ابو شراره مدير كلية صحة المجتمع والدكتور باسم الريماوي مدير عام صحة رام الله والبيرة والمهندس نصر عوض القائم باعمال مدير عام الكليات في وزارة التعليم العالي وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والاهلية وعدد من مسؤولي الاغاثة واهالي الطالبات الخريجات.
وفي كلمته اعرب البرغوثي عن شكره لطاقم كلية صحة المجتمع ووزارتي الصحة والتربية والتعليم على تعاونهما المشترك وكذلك ممثلي المؤسسات الاهلية والرسمية والعاملين والمتطوعين في الاغاثة التي شارفت على ذكرى 30 عاما على تاسيسها.
واستعرض البرغوثي الدور الذي لعبته الاغاثة في تقديم نماذج في الصحة والديمقراطية واسناد شعبنا بكل احتياجاته .
وقال البرغوثي ان خدمات الاغاثة تصل الى 500 موقع في الضفة والقدس والقطاع وان مليونا ونصف المليون مواطن يستفيدون من تلك الخدمات سنويا.
واضاف ان فكرة انشاء كلية صحة المجتمع انبثقت من الادراك لطبيعة الظروف التي يعيشها شعبنا وان الكلية اصبحت اليوم صرحا علميا شامخا.
واشار الى ان الاغاثة اتبعت منهج تلمس حاجات الناس الصحية وخلق النماذج الافضل من حيث الكفاءة والنوعية والتصدي لسياسات الاحتلال وانشاء برامج صحية متنوعة مثل صحة المراة والامراض المزمنة والتاهيل وغيرها وتكريس القيم الصحيحة واحترام كرامة الانسان وتكريس قيمة الالتزام الوطني .
ووجه البرغوثي تحية الوحدة والاخوة الى اهلنا في غزة الذين حالت اجراءات الاحتلال دون انضمام الفتيات هناك الى افواج الخريجات.
وحول الوضع السياسي قال البرغوثي ان المفاوضات بشكلها الحالي لن تقود الى السلام لان اسرائيل تريد فرض مواقفها وتكريس نظام الابارتهايد مشيرا الى ان اجراءاتها كل لايتجزأ سواء من خلال فرضها التمييز في استهلاك مياهنا حيث يصل استهلاك المواطن الفلسطيني 50 مترا مكعبا سنويا بينما يستهلك المستوطن من مياهنا 2400 متر مكعب أي اربعين ضعف الفلسطيني في حين ان الدخل القومي للاسرائيليين بلغ في عام 1993 ستة اضعاف الدخل القومي للفلسطينيين واما اليوم فقد اصبح 30 ضعفا وبالمقابل يفرض علينا شراء السلع من السوق الاسرائيلية وهذا هو سبب الغلاء الفاحش الذي نعاني منه.
واشار البرغوثي ايضا الى سياسة الفصل العنصري من خلال فصل الشوارع ومنع تنقل ابناء شعبنا عليها والاعلان عن عدم ازالة أي حاجز من الحواجز الثابتة البالغة 562 حاجزا او المتنقلة التي تصل الى 600 حاجز الى جانب الجدار الذي سيصل طوله الى 852 كيلومترا مما سيدمر حياة شعبنا ويعزلهم في جيتوات.
واوضح البرغوثي انه لاسبيل امامنا سوى الاستناد الى استراتيجية وطنية تقوم على اساس المقاومة الشعبية الجماهيرية لنثبت للعالم اننا لن نرضى ان نكون عبيدا للاحتلال ودعم صمود شعبنا واستعادة الوحدة الوطنية واستنهاض اوسع حركة تضامن دولية مع شعبنا .
وشدد البرغوثي في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات على ضرورة الاقتداء بتمسكه بالحقوق الوطنية ورفضه التنازل عنها مما ادى الى حصاره ومن ثم استشهاده وهي قضايا اللاجئين والقدس والحدود والمستوطنات والمياه.
ودعا البرغوثي الى الاقتداء بهذا النهج والتاكيدد على اشتراط المشاركة في اجتماع انابوليس بوقف الاستيطان والبناء في الجدار ورفع الحصار والتراجع عن اعلان غزة منطقة معادية.
وفي نهاية كلمته اعلن البرغوثي عن تكريم عدد من الشخصيات من بينها الراحل الدكتور حيدر عبد الشافي وربيحة ابو دواس وصدقي حميدان ومحمد الصادق ولانا الصادق ومالك قطينه والهام الطويل.
كما اعلن البرغوثي عن تكريم عدد من المؤسسات الدولية لدعمها شعبنا ومساندتها للاغاثة الطبية من بينها نوفب وكريستن ايد لجان التضامن السويدية واوكسفام الى جانب عدد من الشخصيات الاجنبية بينها نوربي غولدفيلد وكريستينا ريجنل والطبيب الايطالي اورستو كومو الذي انقذ حياة 25 طفلا فلسطينيا من خلال اجراء عمليات زراعة للكبد لهم مجانا .
كما اعلن البرغوثي عن تكريم 22 موظفا من الاغاثة ممن انهوا دراسة الماجستير في بعثات من الاغاثة الطبية.
من جانبه اعرب د.ابوشراره ترحيبه بالحضور وعن سعادته بانضمام فوجين من عاملات صحة المجتمع الفلسطينيات إلى كوادر الرعاية الصحية الأولية والمجتمعية.
وقال ان أربعة وعشرين عاماً مضت على مسيرة كلية صحة المجتمع، استطاعت خلالها أن تساهم مساهمة فاعلة في العمل الصحي التنموي المقاوم تحت الاحتلال، واستطاعت أن ترفد المجتمعات الفلسطينية والنظام الصحي الفلسطيني، بمئات عاملات صحة المجتمع، وأن تشرك الآلاف من المهنيين الصحيين الفلسطينيين في برنامج التعليم المستمر، توحيداً للمفاهيم ، وتطويراً وتطبيقا للبروتوكولات للمعلومات والمهارات، هادفة إلى تقديم خدمات صحية نوعية لأبناء الوطن، ولأن يعيش هؤلاء نمط حياة صحي أفضل.
وقال انه في النصف الأول من هذا العام (2007 )، استفاد 540 مهنياً صحياً من برنامج التعليم المستمر حيث بلغ عدد الساعات التدريبية 1200 ساعة تدريبية، لكوادر الإغاثة الطبية والمؤسسات الشقيقة الأهلية ووكالة الغوث ووزارة الصحة وأعضاء النقابات المهنية الطبية.
واضاف ابو شراره انني انتهز هذه المناسبة لأعبر عن مدى سعادتي لكوني أحد أفراد طاقم كلية صحة المجتمع، هذا الطاقم العامل بدأب وإصرار لتأهيل العاملات الصحيات، اللواتي يملكن الكثير الكثير، من أجل جعل حياة الناس أفضل، وأن يصبحن ، ناجحات في حياتهن، وأن يساهمن في جعل هذا الوطن مكاناً أفضل للعيش فيه، نساء فلسطينيات قادرات على أن يحدثن التغيير ، بكل المعارف والمهارات والتفاني في العمل، مما يجعل قلبي عامراً بالفرحة والآمل.
واعرب عن شكره لكل من ساهم ويساهم في جعل هذا اليوم ممكن، لفريق الكلية العامل، السيدة عايدة عايش، السيدة نجاة شكوكاني ، السيدة خضرة ذويب، السيدة رولا طاهر، الآنسة ايناس الريماوي والأخت منتهى أبو مطر.
كما اعرب عن شكره لوزارة التعليم العالي ووزارة الصحة الفلسطينية على التعاون البناء والمهنية العالية في العمل من أجل الحاضر والمستقبل.
وهنا ابو شراره الخريجات على نجاحهن معربا عن امله في ان يكن رسلا في مجتمعاتهن والمساهمة في تقديم الخدمات والمعرفة.
من جانبه اعرب عوض عن اعتزازه بالاغاثة الطبية على دورها المهني ومساعدتها لشعبنا في ظل الظروف الصعبة والقاسية.
وقال اننا شركاء مع الاغاثة في الانسانية لنجعل الانسان محور اهتمامنا ونوفر له حياة من الكرامة والحرية وان يمارس فلسطينيته بحرية كاملة.
وقدم عوض تهانيه للخريجات باسم وزارة التعليم العالي ولادارة الكلية على دورها المتميز.
من جانبه اشاد الريماوي بالتميز الذي ابدته الاغاثة الطبية في برامجها المختلفة ورفدها المجتمع بتخصصات جديدة .
واضاف اننا بحاجة ماسة للعاملات الصحيات في مجال الوقاية وان لنا تجربة رائعة في صحة الخليل التي انضم اليها عاملات صحيات.
من جانبها قالت الطالبة اماني غفري في كلمة لها باسم الخريجات اننا أتينا اليوم لنقطف ثمار
عامين من العمل والجهد، جهد رعته كلية صحة المجتمع في الإغاثة الطبية الفلسطينية.
واضافت نحن عاملات صحة المجتمع ، نحن خريجات الكلية المتميزة والوحيدة في فلسطين والمنطقة العربية، نحن حاملات الرسالة، رسالة صحة المجتمع و الرعاية الصحية الأولية ، نحن نقطة اللقاء بين الناس والنظام الصحي.
واشارت الى ان معظم الطالبات قدمن من القرى و الأحياء والبادية و المخيمات وغور الاردن لنعود اليها بين الناس ليلا ونهارا، للمراة والطفل والشيخ والمعاق ، للسليم والمريض ، للمدرسة والنادي ، لكل مكونات المجتمع دون تمييز ومنة ، نرفع راية التغيير المجتمعي نحو الافضل ، نطرق الابواب لنعمل مع الناس من اجل الناس ، توعيةً ووقايةً واكتشاف مبكر ، وتحويل في الوقت المناسب ، ننقل العلومة والمهارة للاسر ، وندعمها لتتمكن ان تعيش اكثر سعادة وسلامة ، بان يشعر الناس انهم مسؤولون معنا عن صحتهم .
واشارت الى ان عاملات صحة المجتمع اللواتي يعملن على تحقيق ما قاله ذلك الفلاح الحكيم في جبال الانديز في امريكا اللاتينية "بان الصحة في ان تكون هادئ البال ، تنام قرير العين ، وتستيقظ نشيطا مفعما بالحياة ، مقبلا على العمل والجد على علاقة طيبة بربك واهلك وجيرانك واصدقائك" .
واعربت عن شكر الخريجات لكل سهر على راحتهن على مدار عاميين كاملين ، لرائد الاغاثة الطبية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوتي والدكتور جهاد مشعل والاب الكبير الذي وقف معنا جنبا الى جنب الدكتور عبد الله ابو شرارة وطاقمه الاداري والتعليمي وكل من قام على تدريبنا خلال مرحلتنا النعليمية من اطباء وعاملات في الاغاثة.