نشر بتاريخ: 27/04/2016 ( آخر تحديث: 05/05/2016 الساعة: 10:46 )
رهط - معا - في جنازة مهيبة شيع الآلاف من اهالي النقب والمركز والمثلث، ظهر اليوم الأربعاء، جثماني شهيدي العلم توفيق (محمد) أحمد القريناوي في مقبرة "أبو منصور" برهط، وضياء محمود زبيدة في المقبرة الإسلامية باللد.
وكان الحادث وقع عصر يوم السبت بالقرب من مدينة "بياترا نيامتس"، حين كان الأربعة في طريق عودتهم من امتحان في جامعة ياشي بمحافظة مولودفا برومانيا.
وقدر عدد المشاركين في جنازة المرحوم توفيق بنحو 5000 شخص، وفدوا من كافة أنحاء النقب للصلاة عليه في مسجد السلام ومرافقته إلى مثواه الأخير.
هذا وقد ألقى الشيخ حماد أبو دعابس، رئيس الحركة الإسلامية في البلاد، خطبة التأبين حيث تطرق إلى المأساة الكبيرة التي أصابت المدينة والمجتمع العربي كافة، مؤكدا أن المرحوم هو ابن للجميع. وناشد الشباب بالسياقة الحذرة وعدم التهور.
وفي اللد انطلق الموكب الجنائزي من المسجد العمري بعد الصلاة على ضياء إلى مثواه الأخير في المقبرة الإسلامية.
وتعيش عائلتي القريناوي في رهط وزبيده في اللد حالة من الحزن والألم الشديد منذ تلقيهم خبر مصرع ابنيهما الطالب الجامعي توفيق (محمد) وصديقه ضياء بحادث طرق وقع في رومانيا عصر السبت.
وكانت عائلة المرحوم توفيق عاشت ظروفًا قاسية وحزينة في العام والنصف الأخير، ففي يوليو/تموز توفي عطية القريناوي (15 عاما) وهو شقيق ضحية حادث الطرق، غرقا في ايلات، خلال رحلة استجمامية مع أفراد عائلته بمناسبة عيد الفطر، وقبل ثلاثة أشهر تقريبا فقدت شقيقة المرحومين أطفالها الثلاثة توفيق البالغ من العمر عاما واحدا، وهدى ابنة العامين وعدن أبو جعفر (4 أعوام) بعد أن احترق بيتهم. وقد ترك المرحوم – وهو بكر والديه - والدين مصابين وأربع أخوات. أما ضياء الذي كان هو الآخر بكر والديه فقد ترك هو الآخر أربع أخوات.
وقال محمد القريناوي قريب العائلة في حديث لمراسل "معا": "لقد تلقينا خبر الوفاة كالصاعقة، إذ أنّنا لم نتوقع في يوم من الأيّام أن نصاب بمثل هذا الحادث المؤلم. الحديث يدور عن شاب متواضع ومثقف وذكي وكان يبذل كل ما بوسعه من أجل نجاحه ومستقبله، ودائما كنا ننتظر عودته إلينا سالما وغانما لنبارك له بشهادة الطب".
وأردف: "للأسف الشّديد نفس العائلة فقدت ابنها عطية (15 عامًا) في حادث غرق وقع في إيلات خلال رحلة استجمامية، وفي وقتها العائلة كانت فرحة وسعيدة لكنها عادت حزينة وكئيبة، وحتّى هذا اليوم لم تخرج من حزنها، حيث فقدت شقيقة المرحومين محمد وعطية أطفالها الثلاثة بعد أن احترق بيتهم، وقد كنا في حالة نفسية لا توصف من شدة الألم". وتابع يقول: "نسأل الله ألّا يصيب أي عائلة ما أصابنا، فمن الصعب على الاخرين الشّعور بما نشعر به. هذا قضاء الله وقدره، وسنحاول إن شاء الله أن نواجه كل المصاعب كي نعود لحياتنا الطبيعية".
قريب المرحوم الطالب الجامعي ضياء زبيدة قال: "هذه مأساة كبيرة جدًّا، فقد فقدنا زهرة العائلة الذي عرف بسيرته الطيبة وتواضعه وأخلاقه العالية. جميعنا كنا نتمنى له النجاح والتوفيق في مسيرته التعليمية ليعود الينا مع شهادته الطبية، لكن وللأسف عاد إلينا داخل تابوت الأموات".