بيت لحم- معا- تدهور تصنيف اسرائيل على مقياس حرية التعبير الى صفة " شبه حرة " وذلك بعد ان صنفت اسرائيل العام الماضي كدولة تتمتع بحرية تعبير كاملة .
ومنحت منظمة " Freedom House" الامريكية التي تصدر كل عام مقياسا خاصا يصنف العديد من دول العالم فيما يتعلق بحرية التعبير فيها اسرائيل هذا العام 32 نقطة من بين 100 نقطة هي درجات المقياس وهي اقل درجة تحصل عليها اسرائيل منذ ان بدأت المنظمة الامريكية بإصدار تصنيفها عام 2003 حيث كانت بالإجمال تحصل على الموقع 65 من بين 200 دولة شملها التصنيف الامريكي.
ويعود السبب الرئيسي لتراجع موقع اسرائيل على مقياس حرية التعبير للتهديد الاقتصادي الذي تشكله صحيفة " اسرائيل اليوم" على بقية الصحف الاسرائيلية اضافة الى تأثير المضامين التجارية والتسويقية على حرية الصحافة خاصة فيما يتعلق بموقع " Ynet" الذي يضمن تقاريره وأخباره محتوى تجاري على نطاق واسع لخدمة شركات خاصة ووزارات ومؤسسات حكومية .
هبطت اسرائيل لاول مرة الى درجة شبه حرة " عام 2009 حيث حصلت على 31 نقطة وذلك بسبب الاحداث " الامنية " والقيود التي فرضتها في حينه على حرية حركة الصحفيين اثناء عملية " الرصاص المصبوب" التي شنتها ضد قطاع غزة .
وعادت اسرائيل لتحسين موقعها على مقياس حرية التعبير حيث احتلت عام 2013 الموقع 28-29 لتعود مرة اخرى للتدهور وتحصل على 30 نقطة وهي الدرجة التي تمنحها تصنيف شبه حرة وذلك في اعقاب تقديم لائحة اتهام غير مسبوقة ضد صحفية تعمل في صحيفة " هأرتس " بسبب حيازتها وثائق سرية والمخاوف التي اثيرت في حينه حول امكانية اغلاق القناة العاشرة العبرية والتدخل السياسي في سلطة الاذاعة والتلفزيون الاسرائيلية .
وتدهورت مكانة اسرائيل هذا العام وحصلت 32 نقطة فقط لا غير لتحتفظ بصفة شبه حرة ورغم ذلك قالت المنظمة الامريكية انه يوجد في اسرائيل بيئة صحفية تعددية تحافظ بشكل عام على مبادئ حرية التعبير ورغم ان هذه المبادئ غير مرسخة بتشريعات وقوانين محددة فإنها تستند الى قرارات تصدرها او اصدرتها المحكمة العليا .
وصنفت المنظمة الامريكية العامل الاقتصادي كأهم واكبر تهديد للصحافة الاسرائيلية المكتوبة والمرئية والمسموعة على المدى البعيد .
وحملت المنظمة مسؤولية تدهور تصنيف اسرائيل على مقياس حرية التعبير تحديدا لصحيفة " اسرائيل اليوم" التي يملكها ملك القمار " شلدون ادلسون " الذي يعتبر من المقربين جدا لرئيس الوزراء نتنياهو خاصة ان توزيع هذه الصحيفة يتم مجانا وتسببت ايضا بخفض تكاليف الاعلان .
ووفقا للمنظمة الامريكية فان صحيفة اسرائيل اليوم انتقلت من المنافسة في مجال الاعلان الى المنافسة الايديولوجية وهذه الصحيفة قد تتسبب باغلاق صحف اخرى وفصل الكثير من الصحفيين كما قد تسبب بموجة من عمليات الدمج بين الصحف لتحسين قدرتها على مواجهة صحيفة يجري توزيعها مجانا .