نشر بتاريخ: 01/05/2016 ( آخر تحديث: 01/05/2016 الساعة: 11:49 )
شارك
الخليل - معا - يبدو أن التغيرات التي تشهدها الضابطة الجمركية منذ تعيين العميد إياد بركات كقائد جديد للجهاز، قبل عدة أشهر لم تقتصر على الزي والمعدات فقط، فالمراقب لنشاط هذا الجهاز منذ بداية العام الحالي يلمس حجم التغيرات من خلال مستوى النشاط وطبيعته في هذه الفترة، حيث يشهد العمل نشاطا ملحوظا ومتواصلا والتغيير الأكبر طرأ على طبيعة المهام وأساليب العمل، ويبدو أن الإستراتيجية الجديدة في العمل تتجه نحو تنفيذ المهام المركزة والمحددة من خلال الاعتماد على جمع المعلومات وتحليلها ومن ثم تحديد الأهداف وإعطاء اهتمام بالغ لسرعة ودقة التنفيذ، و هذا واضح من خلال استحداث بعض الأفرع والدوائر الخاصة بجمع المعلومات وأهمها دائرة الاستخبار الجمركي التي تم استحداثها وتفعيلها مما انعكس بشكل ايجابي وملحوظ على طبيعة العمل والنشاط والمهام التي يتم تنفيذها من قبل الضابطة الجمركية.
وقد تحدث مدير مكتب شبكة معا في الخليل محمد العويوي، بشكل مفصل خلال برنامج الحصاد، عن طبيعة عمل الضابطة الجمركية والجدوى من وجودها وأعمية عسكرة الادارة العامة للجمارك والمكوس بهدف زيادة ايرادات خزينة الدولة من 40% الى 80%، مع أهمية زيادة عدد أفراد الضابطة الجمركية من 500 الى 1500 بهدف تغطية كافة المعابر ومداخل التهريب.
الرؤيا في تفعيل دائرة الاستخبار الجمركي، كانت الركيزة الأساسية في زيادة الانجازات والسيطرة على طرق التهريب وتحديد نشاط بعض الشركات وتقسيمها إلى قطاعات وتحديد الأولويات على صعيد مكافحة التهريب والبضائع الممنوعة وبنفس المستوى حماية السوق المحلي والصحة العامة، و هذا يتضح من خلال إحصائية بسيطة لعمليات الضبط منذ بداية العام الحالي، حيث بلغت كمية المضبوطات من المواد الفاسدة 65 طن ، والغير مطابقة للمواصفات نحو 17.5 طن، وبضائع المستوطنات 53 طن، تزامناً مع مكافحة التهريب اعتمادا على المعلومة الدقيقة حيث تم رصد الكثير من عمليات الضبط في قطاعات البترول والاتصالات والسجائر ومواد البناء والأدوية و المواد الغذائية وقطاعي اللحوم والدواجن المهربة من السوق الاسرائيلي أو من المستوطنات.
ومن اللافت للانتباه أن الخلفية العسكرية والاستخباراتيه التي أتى منها قائد الجهاز العميد بركات، حيث كان يتولى قيادة جهاز استخبارات حرس الرئاسة، لها الأثر الكبير في عمل الجهاز وتطور أساليبه والاعتماد على امتلاك المعلومة وتوظيفها بشكل يعوض النقص الحاد الذي يعاني منه جهاز الضابطة الجمركية في الإمكانيات المادية والبشرية واستنادا على فلسفته في العمل تحت شعار " من يمتلك المعلومة يمتلك المبادرة والفعل " .
ولعل حوادث الاصطدام والاحتكاك المباشرة والمتكررة في الآونة الأخيرة ما بين طواقم الضابطة الجمركية والمهربين تارة، والمستوطنين وجنود الاحتلال تارة أخرى لهو دليل ومؤشر قوي وواضح على الخطورة التي باتت تشكلها الضابطة الجمركية على المهربين ومن يقف خلفهم ويساندهم رغم ضعف إمكانياتها والتي لابد من تعزيزها إذا ما أردنا لهذه المؤسسة الاستمرار والتقدم.