أكاديمية الهلال الكروية .. نحو تنمية بشرية للاحتراف الرياضي
نشر بتاريخ: 02/05/2016 ( آخر تحديث: 02/05/2016 الساعة: 12:41 )
غزة – معا - الناطق الاعلامي /مهند دلول : بعد حصولها على الترخيص الرسمي من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, أصبحت أكاديمية نادي الهلال لكرة القدم, أول أكاديمية معترف بها في قطاع غزة, لتبدأ رحلة البحث عن مواهب اللعبة من مختلف المدن والمحافظات.
فما هي الأهداف والطموحات ؟؟ وهل أصبح الاستثمار في صغار كرة القدم خطوة تستحق المغامرة في فلسطين ؟؟ كل ذلك وأكثر يجيب عليه المهندس عائد أبو رمضان رئيس أكاديمية الهلال الكروية.
فكرة نبعت من هنا
بدأ المهندس عائد أبو رمضان رئيس أكاديمية الهلال الكروية, حديثه بالقول أن فكرة انشاء أول اكاديمية لكرة القدم في قطاع غزة, نبعت من انتشار أكاديميات كرة القدم في مختلف دول العالم والتي يشرف على تأسيسها أكبر وأشهر الأندية في الدول الأوروبية والعالم.
وتابع : " تعد هذه الأكاديميات رافداً أساسياً وهاماً تعتمد عليه كبرى الأندية من أجل الحصول على المواهب الشابة ودعم مسيرتها الناجحة في لعبة كرة القدم ومواصلة الصراع على التتويج بالألقاب .. السعي الدائم إلى ما هو أفضل عزز من طموحاتنا في الحصول على أول أكاديمية في قطاع غزة وتخطي مرحلة مدارس كرة القدم ". وأضاف : " حصلنا على تشجيع كبير من قبل اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بعد طرح الفكرة عليه .. هذا التشجيع كان له الأثر الأكبر في تحويل الفكرة الى واقع ملموس يستفيد منه الآن مختلف الناشئين في قطاع غزة ".
إيمان بمواهب فلسطين
وأكد أبو رمضان أن نادي الهلال الرياضي يؤمن تماماً بمقدرة الشباب الفلسطينية على الوصول الى العالمية اذا ما أتيحت له الفرصة لذلك, موضحاً أن مواهب كرة القدم في حال حصولها على الرعاية المطلوبة ستكون قادرة على خوض تجارب الإحتراف خارج حدود فلسطين مما سيعود بالنفع على كرة القدم المحلية.
وتابع : " على الرغم من ضعف اهتمام الأندية الفلسطينية بقطاع الناشئين .. الا أننا نشعر بقدرة المواهب الصغيرة على الوصول الى العالمية اذا قدمت لها الرعاية الكاملة .. من خلال أكاديمية الهلال سنعمل على توفر حالة احتراف للمنتسبين اليها وتطوير قدراتهم الفنية والبدنية من خلال برامج تدريبية جادة ومكثفة, بهدف تعزيز فرص خوضهم تجارب اللعب خارج حدود فلسطين ".
تكاليف مرتفعة
واعترف أبو رمضان بحاجة أكاديمية نادي الهلال الرياضي الى موازنات مالية كبيرة لتحقيق طموحاتها, موضحاً أن الأكاديمية خصصت موازنات مالية سنوية تتخطى في مجملها ما تصرفه بعض الأندية على فرقها الرياضية كافة.
وتابع : " موازنة أكاديمية الهلال السنوية تفوق بكثير قدرات الأندية المحلية, وعليه قررنا تأسيس شركة إستثمارية تعمل على تغطية النفقات المالية بشكل مرحلي .. أملاً في استرداد ما يتم صرفه في الوقت الحالي من خلال ريع تسويق اللاعبين خارجياً بعد اعدادهم بصورة إحترافية سليمة.
طموحات مستقبلية
وقال أبو رمضان أن أكاديمية الهلال تهدف الى رفع مستوى كرة القدم محلياً, والإنتقال به إلى مرحلة الإحتراف, عبر اكتشاف وتطوير وتفعيل مواهب اللعبة ورفع مستوياتها الفنية والبدنية عبر الإعداد الجيد والممنهج.
وتابع : " نطمح أن يكون إحتراف كرة القدم أحد روافد ودعائم الإقتصاد الفلسطيني, من خلال تسويق المواهب محلياً وإقليمياً ودولياً، كل ذلك سيعود بالنفع على الرياضة بشكل عام, إضافة الى الأثر المعنوي الكبير الذي سيحدثه تواجد اللاعبين الفلسطينيين في الخارج كسفراء في مختلف مناطق العالم ".
عقبات كثيرة
وكشف أبو رمضان عن عدة عقبات واجهت أكاديمية الهلال خلال مرحلة التأسيس, أبرزها عدم وجود نظام واضح لأكاديميات كرة القدم, وقلة الكوادر البشرية المؤهلة لإعداد المواهب الكروية, اضافة الى نقص المنشآت الرياضية الملائمة, مع استمرار الحصار الذي يعيق سفر اللاعبين وخوضهم تجارب الاحتكاك بالخارج.
وتابع : " للتغلب على هذه العقبات قمنا باختيار طاقم مؤهل تأهيلاً عالياً, مع اطلاق دورة تدريبية للمستوى (D) باشراف الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, مع انشاء ملعبين في المنطقة الوسطى بما يضمن تحقيقها للاحتياجات التدريبية المختلفة ".
وحول تحضبرات الموسم الأول, اكد أبو رمضان أن أكاديمية الهلال نجحت في اعداد المنهج والخطة التدريبية, مع تجهيز الحقيبة الرياضية التي تحتوى على مختلف الأدوات الرياضية ومستلزمات اللاعبين, اضافة الى رسم خطة تحركات اللاعبين وتأمين المواصلات لهم.
رسالة الى المستثمرين
وحول رسالته الى المستثمرين, أكد أبو رمضان أن فلسطين كدولة تعاني من نقص في الموارد الطبيعية, مطالبة بالاستثمار في العنصر البشري كي يتسنى لها بناء نظام إقتصادي قوي, داعياً رجال الأعمال والقطاع الخاص الى الاستثمار في المنشآت والعنصر البشري الرياضي.
وأضاف : " هناك العديد من المواهب الرياضية في مختلف الألعاب الرياضية الفردية منها والجماعية, ندعو المؤسسات الرسمية الى وضع القوانين والأنظمة التي تساهم وتعزز من فرص الإستثمار في الرياضة الفلسطينية ".
أعداد المنتسبين
وتطرق أبو رمضان الى أعداد المنتسبين لأكاديمية نادي الهلال الكروية, بعد اجراء اختبارات الموهوبين في معظم محافظات القطاع, والتي شارك فيها ما يزيد عن (5000) متقدم, تم إختيار 150 موهوباً منهم حتى الآن, موضحاً أن اكتشاف الموهوبين ما زالت جارية وأعداد المنتسبين للأكاديمية في ارتفاع مستمر.
وقال أبو رمضان : " البعض قد يرى في هذا المشروع مضيعة للوقت, وأنه غير مجدٍ من الناحيى الاقتصادية .. لكننا نرى أن العائد من الإستثمار في الشباب الفلسطيني يفوق أضعاف التكلفة التي رصدتها الأكاديمية ", وتابع : " عوائد الإستثمار لا تقاس من الناحية المادية فقط .. على الرغم من ذلك نحن متفائلون بنجاح الفكرة وجدواها الإقتصادية, ونستمد هذا التفاؤل من المواهب التي تم إكتشافها وضمها للأكاديمية بالفعل ".
كلمة أخيرة
وأنهى أبو رمضان حديثه بالقول أن أكاديمية الهلال تراهن على التخطيط والإعداد السليم بالإضافة لتوفير الإمكانيات وتهيئة الظروف اللازمة, حتى تتمكن من تحقيق النجاح المطلوب في موسمها الأول.
وختم أبو رمضان حديثه بتقديم الشكر لكل من ساهم في ابصار المشروع النور, وخص بالذكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيسه اللواء جبريل الرجوب الذي كان داعماً وموجهاً ومشجعاً أساسياً للأكاديمية خلال مرحلة الانشاء.
وتمنى أبو رمضان أن يواصل الاتحاد دعمه الفني واللوجستي من أجل تخطي عقبات الحصار, مقدماً شكره في الوقت ذاته لشركة آيكونز للتطوير والتسويق الرياضي الراعي الرسمي والأساسي للأكاديمية والتي بفضلها تم إنجاز العديد من المنشآت الرياضية التي تخدم الأكاديمية وتعزز من فرص نجاحها.