نشر بتاريخ: 02/05/2016 ( آخر تحديث: 03/05/2016 الساعة: 11:09 )
القدس - ترجمة معا- بثت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي تقريراً اوتوغرافياً عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس جاء في مضمونه أن الرئيس عباس لن يوقّع اتفاق سلام مع اسرائيل، وأنه يتملص من المبادرات الاسرائيلية والأفكار الامريكية كل مرة ويخاطب العالم بلغتين، كما أنه صار يخاطب الجبهة الداخلية الفلسطينية بلغتين في محاولة منه لابقاء الوضع كما هو عليه دون أي تغيير في طريقة التعامل مع اسرائيل.
الاعلامي الاسرائيلي ايهود يعاري الذي قدّم التقرير وصف أبو مازن بأنه (صاحب رؤيا) لحل الدولتين من دون عنف، ولكنه اوضح أن الرئيس عباس ليس لديه خطة عمل لتحقيق هذه الرؤيا ما يجعل الامور أصعب وأكثر تعقيدا.
وفي التقرير أن الرئيس قام بابعاد حلفاء الامس مثل دحلان وياسر عبد ربه، وقام باضعاف الباقين من خلال تقريب اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الى صفه، ما جعل الاخير هو الرجل الاقوى في السلطة حاليا. كما أنه قام بتقريب ولديه ياسر وطارق منه ما جعلهما في صدارة المشهد الفلسطيني في حين أن الرئيس حافظ على ابقاء السيدة أمينة زوجته خارج المشهد السياسي.
ويأتي التقرير في اطار سلسلة تقارير تحمل اسم (القادة) يعده ايهود يعاري، وفيه أن الرئيس يمضي فترات طويلة في السفر وزيارة بلدان العالم لتحقيق رؤية الدولتين، وأن أبو مازن اصبح مؤخرا يغضب بسرعة ولا يظهر صبرا تجاه معارضيه. وأنه يستند الى تاريخه الطويل في تأسيس حركة فتح ومسيرة ياسر عرفات وايمانه بالسلام.
الاسرائيليون يأخذون عليه كتابه عن المحرقة والنازية، ولكنهم لا يقفون عند هذا الامر الان. فهو في الحكم منذ 12 عاما بين رئيس وزراء ورئيس دولة ورغم تهديداته بالاستقالة الا أنه لا يفكر في تنفيذ هذه التهديدات وهو باق في المقاطعة لادارة دفة الحكم. وهو لا يتردد في الانتقام من خصومه السياسيين كما فعل بمحمد دحلان الذي هرب إلى الامارات أو ياسر عبد ربه الذي تم اقصاؤه أو سلام فياض الذي تم تجريده من اموال المؤسسة التي أنشأها بعد اخراجه من رئاسة الوزراء ومنع نشاطاته.
ولاثبات وجهة نظر معد التقرير بث تلفزيون إسرائيل مقابله مع ابن الرئيس وحفيده حيث قالا فيها إنهم عائدون الى صفد ولن يتنازلوا عنها، ما يجعل معد التقرير يخلص الى نتيجة أن ابو مازن يضلل اسرائيل بخطاباته وعباراته التي لا تعكس وجهة نظر القيادة ولا اسرته ولا الشعب الفلسطيني.
وحول تأييد الشارع الفلسطيني للرئيس يدعي التقرير أنه لا يحصل الا على تأييد ربع الشعب، فيما التأييد الاكبر للقائد مروان البرغوثي داخل زنزانته، وأن قادة مثل صائب عريقات واللواء توفيق الطيراوي يعلنان تأييدهما لترشيح مروان لمنصب الرئيس، وأن باقي القادة (بث صور أبو علاء قريع وجبريل الرجوب واخرين) يرون في أنفسهم مرشحون نموذجيون لمنصب الرئيس وإن كانوا لا يجاهرون بذلك.
وحين اقترح الرئيس كلينتون افكار كامب ديفيد انسحب عباس من قمة السلام عام 2000، وحين عرض عليه اولمرت افكار الاتفاق قال له: سأعود اليك بالاجابة ولم يعد. وحين عرض عليه الرئيس اوباما افكار الاتفاق قال أبو مازن لاولمرت: ساعود اليك. ولكنه لم يعد. ما يثبت أنه لا يريد توقيع أي اتفاق مع اسرائيل طالما هو في سدة الحكم.
كما أنه وبعكس ما يقوله للاعلام فهو لا يريد توقيع أي اتفاق مع نتانياهو، ورغم ما يقوله للعالم الا أنه يتهرب من الاجتماع واللقاء مع نتانياهو. فقد قال لتلفزيون اسرائيل إنه جاهز الان للقاء نتانياهو وحين تم متابعة الامر قال للمقربين منه: لا اريد أن التقي مع نتانياهو.
وعلى ذمة التقرير ان المقربين منه يقولون إن الرئيس عباس ليس لديه استراتيجية، وأن لديه رؤيا لكن ليس لديه خطة للعمل والمفاوضات. ورغم أنه لا يؤيد "الارهاب" الا أنه يشجع الانتفاضة ولا يقف ضد عمليات الطعن.
وحول علاقته بحماس يقول التقرير إن أبو مازن ليس ساذجا ولن يقبل أن يصبح مقاول البناء عند حماس، ولذلك ورغم كل دعوات حماس له بزيارة غزة الا أنه يرفض ذلك كل مرة.
ويختم التقرير المشاهد بالقول إن اصواتا تتعالى تطالب أبو مازن بالاستقالة من منصبه وأن فرصة مروان البرغوثي تتصاعد، ولكن القادة في الخارج يرون في أنفسم الاهلية والاحقية ليأخذوا مكان عباس في الرئاسة.