نشر بتاريخ: 03/05/2016 ( آخر تحديث: 04/05/2016 الساعة: 00:10 )
القدس - معا - ترأس رياض المالكي، وزير خارجية الوفد الفلسطيني المشارك في اعمال المؤتمر الدولي المعني بقضية القدس والتي تنظمة لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ومنظمة التعاون الإسلامي، وبمشاركة وزير خارجية السنغال مانكيور ندياي، والمنعقد في العاصمة السنغالية دكار يومي 3 و 4 ايار/مايو 2016.
وافتتح المؤتمر وزير الخارجية السنغالي مانكور نديايي بصفة السنغال رئيس للجنة الأممية. شارك في الافتتاح محمد ابن شامبس، ممثل الامين العام للامم المتحدة، والسفير سمير بكر، الامين العام المساعد لمنظمة التعاون الاسلامي لشؤون فلسطين، وسعيد ابو علي، الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
كما شارك في المؤتمر سفراء الدول الأعضاء في لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ورياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
القى المالكي كلمة في افتتاح اعمال المؤتمر الدولي شكر فيها السنغال رئيسا وحكومة وشعبا على استضافة اعمال المؤتمر وعلى دعمها الدائم ومواقفها المبدئية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
كما وتقدم بالشكر للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الحقوق الشعب الفلسطيني الغير القابلة للتصرف ومنظمة التعاون الإسلامي لتنظيمهم هذا المؤتمر الدولي المعني بقضية القدس في السنغال.
وزير الخارجية المالكي بدأ كلمته بالإشارة الى انه وبينما يلقى خطابه الأن، يقوم الجنود الاسرائيليون بقتل المزيد من أبناء شعبنا الفلسطيني وتعمل جرافات الاحتلال على هدم المزيد من منازل المواطنيين الفلسطينيين و اقامة مستوطنات اسرائيلية على أنقاضها، بالإضافة لاستمرار المعاناة الانسانية لأكثر من 1,8 مليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة المحاصر.
واشار المالكي الى ان فلسطين ما زالت بنداً دائماً على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ إنشائها. وهذه الحالة الفريدة من نوعها ليست امتياز، بل هي إشارة على عدم قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق حل عادل و دائم لهذا الصراع من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
واضاف المالكي بأن الدولة الوحيدة التي تدمر خيار حل الدولتين على حدود عام 1967هي اسرائيل، وهي بذلك تدمر أي فرصة لتحقيق السلام في المنطقة, متحدية بذلك الارادة الدولية وعلى حساب وحقوق الشعب الفلسطيني.
أعلن المالكي مجددا دعم دولة فلسطين لأي مبادرة سلام تستند للشروط المتفق عليها دولياً، وهي قرارات الأمم المتحدة و مبادئ مدريد ، بما في ذلك الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية.
اكد المالكي بأن أي مبادرة للسلام يجب أن تستند على حدود عام 1967 ، بما في ذلك القدس ، وتهدف إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية. ويتطلب ذلك إطار زمني واضح و مشاركة و رقابة دولية ولهذا فقد قدمت القيادة الفلسطينية دعمها الكامل للمبادرة الفرنسية وطلبت الدعم من قبل الشركاء الدوليين.
اشار المالكي بأن الوقت قد حان للاعتراف بأن حصانة إسرائيل وافلاتها من العقاب هي أكبر عقبة في طريق السلام و أن أولئك الذين يرغبون في رؤية السلام يسود يجب أن يدعموا الشعب الفلسطيني في سعيه لتحقيق ذلك و ليس العكس.
وأكد المالكي بأن دولة فلسطين سوف تسعى لمساءلة الاحتلال من خلال جميع السبل بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية ، وهذا ليس فقط حق بل واجب تجاه شعبنا.
وذكر المالكي بأن جدار الفصل العنصري والمستوطنات ما زلت تبنى بسبب عدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته. وشدد على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته اتجاه ارهاب المستوطنين والجمعيات الاستيطانية.
كما أكد المالكي على أن القدس هي أكثر بقعة على الأرض تمثل تطلعات اسرائيل الاستعمارية, حيث يضيق الاحتلال الخناق على سكان مدينة القدس لفصلها عن محيطها و هويتها حيث أن الحرب الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني تستهدف الأحياء تلو الأخرى والشوارع والبيوت والأماكن المقدسة تلو الأخرى والمحاولات المتكررة لتقسيم الحرم الشريف زمنياً و مكانياً, واستهداف سكان مدينة القدس الفلسطينيين من خلال الاعدامات و هدم البيوت والاعتقالات التعسفية، أخر هذه الاعدامات تمثلت بقتل المواطنة الفلسطينية مرام أبو اسماعيل (23 عاما) والتي كانت أم لطفلين و حامل بشهرها الخامس و أخيها ابراهيم (16 عاما).
واستنكر المالكي أن يتم بعد كل هذه الانتهاكات الحديث عن حق اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بالأمن والتغافل عن حق الشعب الفلسطيني المحتل بالأمن والحماية.
المالكي أكد على أنه لا امكانية لمبدأ حل الدولتين بدون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين, ونادى بضرورة حشد كل القوى والدعم الممكن من أجل القدس كاشارة لدعم للشعب الفلسطيني و حقوقه غير القابلة للتصرف.
وشدد المالكي بأن الوقت قد حان لتعميق العلاقات على كل المستويات بين الحكومات والبلديات والبرلمانات و منظمات المجتمع المدني و المواطنين مع القدس.
وأكد المالكي بأنه يجب العمل معا من أجل التوصل إلى تحالف دولي من أجل القدس وأن يكون هذا الدعم منظم و دائم كانشاء تحالفات برلمانيون من أجل القدس ، رؤساء بلديات من أجل القدس ، ومحامون من أجل القدس و إنشاء 100 توأمة بين القدس و العواصم والمدن والمناطق في جميع أنحاء العالم في العام المقبل.
اختتم المالكي حديثه بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني سينال حريته و يتخلص من الاحتلال و يأخذ مكانته المناسبة بين شعوب العالم و بأن العلم الفلسطيني سيحلق في الأمم المتحدة و في البلدة القديمة في القدس, وتقدم بالشكر لجميع الحاضرين من جميع الدول والمنظمات الذين يتشاركون مع الشعب الفلسطيني نفس هذه الأمنيات و يسعون لتحقيقها, لأن هذا هو الطريق الوحيد للسلام والأمن للجميع.
وضم وفد وزارة الخارجية كل من السفير د. مازن شامية مساعد الوزير لشؤون أسيا و افريقيا و أستراليا والسفير الفلسطيني لدى السنغال د. صفوت ابريغيث، والمستشار ماجد بامية مدير ادارة المعاهدات الدولية و ودعاء نوفل من مكتب الوزير.