75 الف نازح بغزة ينتظرون اعادة إعمار منازلهم
نشر بتاريخ: 06/05/2016 ( آخر تحديث: 06/05/2016 الساعة: 09:56 )
القاهرة -معا - أكد مدير عام دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد حنون، ان هناك 75 الف نازح في قطاع غزة ينتظرون اعادة إعمار منازلهم.
وطالب حنون خلال كلمته في مؤتمر اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية "الواقع والمستقبل"، والذي تنظمه منظمة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، العمل على زيادة المساعدات الدولية للخدمات الأساسية المقدمة للاجئين المتواجدين في الدول المضيفة على صعيد الاغاثة والرعاية الصحية والتعليم وتطوير آفاق التعاون مع منظمات حقوق الإنسان في مراقبة ورصد انتهاكات حقوق الإنسان للاجئين والنازحين.
وقال "إن اللاجئة الفلسطينية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بظروف النكبة ومأساة اقتلاعها وتشريدها من أرضها في أرجاء الأرض، حيث لا تزال تعاني في كافة أماكن تواجدها وتحديدا في داخل المخيمات في قطاع غزة والضفة الغربية وفي سوريا ولبنان والأردن والعراق، ظروفاً حياتية ومعيشية واجتماعية صعبة ومعقدة والتي توصف بالأكثر قسوة وشقاء ومعاناة بعد ان اطيل امد قضيتهم، مؤكداً انها لا تزال الأقدم في اروقة الأمم المتحدة، والأطول لجوء مقارنة بقضايا اللجوء الأخرى التي عادة ما يضع المجتمع الدولي الحلول السريعة.
واوضح حنون أن المعطيات الاحصائية تشير الى وجود ثلاثة ملايين لاجئة فلسطينية شكل عددهم نصف عدد اللاجئين الفلسطينيين تقريبا الذين يقيم 30% منهم في 59 مخيما في داخل حدود الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المضيفة في لبنان وسوريا والأردن، مشيرا إلى أن 425 لاجئة فلسطينية قضين جراء الصراع الدائر في سوريا، بالإضافة الى ما يقارب 150 لاجئة سجلن في عداد المفقودين.
واكد أن حياة الفلسطينيات في المخيمات ومراكز الايواء صعبة، وتفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة لافتقارها إلى الشروط الصحية وإلى الخدمات الضرورية التي تعتبر شرطاً ضرورياً للحياة الإنسانية وفقا للتقارير الدولية، ويمتد هذا الواقع المؤلم للاجئات اللواتي نزحن الى أوروبا "فلا يزال الوضع صعباً خاصة مع فقدان الامن والاستقرار لعدم منحهن حتى اللحظة اقامات مؤقتة".
وشدد حنون، على ان منظمة التحرير صاحبة التمثيل الشامل والوحيد للشعب الفلسطيني وهي عضو مراقب في الامم المتحدة وقد ارتفعت مكانتها الى دولة غير عضو في الامم المتحدة بعد اعتراف 138 دولة بمكانة دولة فلسطين عام 2012، وعضوا في اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث الدولية بصفة مراقب، تقوم بتنسيق الجهود المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين من خلال دائرة شؤون اللاجئين في المنظمة او من خلال المتابعة المباشرة من الرئيس محمود عباس، او من خلال الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية الفلسطينية وسفاراتها في سوريا ولبنان واوروبا باعتبارها دولة مضيفة.
واشار، إلى ان دولة فلسطين حرصت على تحييد المخيمات الفلسطينية والفلسطينيين والابتعاد عن الصراعات، وسارعت منذ بداية الازمات الى طلب تدخل دولي بالسماح للاجئين الفلسطينيين بالدخول للأراضي الفلسطينية المحتلة، الامر عارضته ورفضته اسرائيل الامر الذي حصل مع اللاجئين الفلسطينيين في العراق في العام 2006 وفي المحصلة وحفاظا على ارواحهم تم نقلهم من المخيمات الحدودية للدول الاوروبية وفقا لترتيبات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وشدد، على ان دولة فلسطين حرصت لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين فيما لا يتعارض والخدمات المقدمة من وكالة الغوث الدولية، وفي اطار امكانياتها المالية رغم الازمات المالية المتلاحقة، مشيراً إلى ان القيادة الفلسطينية خصصت مبلغ مليون دولار شهريا كمساعدة اضافية للاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا الى الدول المجاورة وللاجئين في سوريا، اضافة لتفاعل الاهالي في تسيير قوافل تبرعات لهم، اضافة للمشاريع وتلبية احتياجات ودعم المراكز النسوية والجمعيات التي تعنى بذوي الاعاقة والشباب.
واوضح ان دولة فلسطين بصفتها دولة مضيفة للاجئين كانت لها تجربة فريدة في التعامل مع موجة النزوح خلال العدوان الاخير على قطاع غزة، حيث تم التعامل مع هذه الازمة بالتنسيق والتعاون وكالة الغوث والمؤسسات الدولية (مؤسسة الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر) من خلال غرفة العمليات المشتركة، وكذلك لجنة الطوارئ لغرفة العمليات المشتركة برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية وبمتابعة مباشرة من رئيس الوزراء والتي قامت بأعداد سجل الاضرار والخسائر والضحايا.
واشار حنون في مداخلته امام المؤتمر، الى ان عدد ضحايا الحرب الاخيرة على القطاع بلغ 2139 بينهم 350 امرأة لاجئة و 11128 جريحا، حيث دمر الاحتلال 2358 منزلا بشكل كلي، 13644 بشكل جزئي، اضافة للمنازل التي تضررت والتي تصل بمجملها الى ما يقارب 60 الف منزل ومنشأة.
واضاف، ان الحجم المهول والمخيف لأعداد اللاجئين الذين نزحوا من بلدانهم والذي يصل الى أكثر من خمسة ملايين لاجئ من سوريين وعراقيين ويمنيين وفلسطينيين وليبيين، معظمهم من النساء والاطفال وكبار السن نتيجة الصراعات الدائرة في بلدانها اربك عمل الدول المضيفة (الأردن ولبنان ومصر) التي تحملت العبء الأكبر من تكاليف استضافتهم على الصعيدين المالي والخدماتي على اراضيها في ظل محدودية الموارد وانشغال العالم بأحداث متسارعة، في الوقت الذي كان فيه دور المنظمات الدولية هامشياً ومقتصراً على تقديم المساعدات الاغاثية والطبية، في الوقت الذي وقفت فيه عاجزة من توفير الحماية لهؤلاء اللاجئين في بلدانهم، كما أوضح للمشاركين وضح اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات السورية والذين يقدر عددهم بـ 71 الف لاجئ.
يذكر ان المؤتمر اختتم أعماله اليوم الخميس، بحضور عدد من الخبراء والمختصين، بالإضافة الى المدير العام للمنظمة العربية للمرأة ميرفت التلاوي، وحضور وفد فلسطيني مكون من مدير عام شؤون منظمة التحرير في ديوان الرئاسة حسن سليم، ومستشار الرئيس لشؤون المرأة فريال عبدالرحمن، والباحثة هانيا عيد، وسكرتير اول جمانة الغول من مندوبية فلسطين في الجامعة العربية.