السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منظمة "تطوُّع" ومؤسسات نابلس تشرع بحملة واسعة لتنظيف المقبرة الشرقية

نشر بتاريخ: 07/05/2016 ( آخر تحديث: 07/05/2016 الساعة: 14:58 )
منظمة "تطوُّع" ومؤسسات نابلس تشرع بحملة واسعة لتنظيف المقبرة الشرقية
نابلس- معا-  انطلقت اليوم حملة واسعة لتنظيف المقبرة الشرقية وسط مدينة نابلس، بمشاركة شعبية ومؤسسية واسعة من كافة أطياف المدينة منذ الصباح الباكر، بعد سلسلة أنشطة ولقاءات تحضيرية مكثفة بمبادرة من منظمة "تطوُّع للتنمية المجتمعية، بدعم ومشاركة بلدية نابلس والمؤسسات الأهلية والصحية والرسمية، ومنتسبي مختلف الأجهزة الأمنية.

وقدر عدد المشاركين في الحملة بحوالي 300 مشارك يمثلون فسيفساء العمل الجماعي بمختلف مرجعياته وأصوله في محافظة نابلس.

واستأثرت عملية التحضير للحملة باهتمام واسع من أهالي المدينة، الذين تحمسوا للشروع بعملية التجميل والتنظيف مع حلول العد التنازلي للحملة وصولاً الى انطلاقها، والتي تستهدف منطقة في بقعة جغرافية واسعة، ومهملة منذ سنوات عدة، مما أدى الى تراكم كميات كبيرة من الأعشاب الضارة والحجارة التي شكلت عائقاً مادياً ومعنوياً غير حضاري أمام الحركة والزوار داخل المقبرة، وبما يتعارض مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.

ودعا خطباء عدد من مساجد المدينة أمس الجمعة المواطنين الى المشاركة الفاعلة في هذه المبادرة والتفاعل معها، معززة بدعوى أطلقها سماحة مفتي نابلس قبل أيام، حيث ستستمر الحملة من الساعة الثامنة وحتى الواحدة ظهراً.

وفي وقت سابق، عبر العديد من أهالي المدينة عن فخرهم بهذه المبادرة ودعمهم لها وتحمسهم للمشاركة بها، كما عبر العديد من مواطني ومؤسسات المحافظات الأخرى عن اعجابهم بهذه الحملة ورغبتهم تنفيذها في مناطقهم، وخاصة قبيل موسم أعياد الفطر السعيد والأضحى المبارك.

وخلال مشاركتها الميدانية في الحملة، قالت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة، إن معنوياتها اليوم قد إرتفعت عندما شاهدت هذا الحشد من الأهالي والمؤسسات المنضمين للحملة، بما ينمي روح التكافل والانتماء ويرفع الهمم عالياً، وهي فعالية حقيقة وليست شكلية ولها أثرها الحقيقي.

كما عبر القيادي الفلسطيني الدكتور ناصر الدين الشاعر خلال مشاركته عن سعادته الغامرة بعودة روح الألفة في العمل التطوعي الجماعي المنتج وذو الأثر ضمن أنشطة غير مدفوعة الأجر، وهذا النشاط هو احترام فعلي لأمواتنا ومئات الشهداء الساكنة أجسادهم المقبرة عبر الزمن، وحث الجميع على عدم قبول استمرار هذه الفوضى في مدافن المسلمين كنوع من الالتزام بتعاليم الدين الحنيف.

من جانبه قال الدكتور عبد الله كميل، رئيس مجلس ادارة منظمة "تطوٌّع" إن هذا النوع من الأعمال انما هو بحد ذاته نضال ومقاومة، وأن بناء مجتمع منظم ومتعاون ومحب هو مقدمة لتعزيز التعاون المجتمعي الشامل بعيداً عن الفوضى والأنشطة الغير مدروسة، مؤكداً أن الحملة تأتي في اطار برنامج متواصل أطلقته منظمة "تطوُّع" تحت شعار "نعم نستطيع"، ويشتمل على حملات تنظيف وتجميل تهدف الى مساندة جهود العناية بالمرافق العامة، وضرورة نشر ثقافة أوسع للعناية بها كمرافق عامة يتوجب تجنب سلوكيات الإضرار بها كونها تخدم الجميع، الى جانب تنظيم ايام طبية مجانية للمناطق المهمشة والنائية، وحملات زراعة أشجار مثمرة وحرجية، وحملات مساندة في موسم قطف الزيتون، وغيرها من الحملات والبرامج المجتمعية ذات الأثر.

كما أشار كميل الى أن تجربة منظمة "تطوُّع" ستكون تجربة يحتذى بها، وأن "تطوُّع" تشق نجاحها بقربها من الشعب والعمل الجماعي الشعبوي المفيد والمثمر، جنباً الى جنب مع الجهات الرسمية نحو مجتمع يعيش بنظام وحرية وكرامة.

ووجه كميل شكره باسم كافة منظمي وشركاء الحملة والمتطوعين الذين خططوا وحضروا ونفذوا الحملة، بلدية نابلس، تجمع عائلات الديار النابلسية، الهلال الأحمر الفلسطيني، جمعية صناع الغد، الأجهزة الأمنية والأمن الوطني والشرطة والدفاع المدني والضابطة الجمركية والإرتباط العسكري، جامعتي القدس المفتوحة والنجاح الوطنية، مديرية صحة نابلس، إذاعة هوا نابلس، وزارة الشؤون الاجتماعية، حركة "فتح"، شركة توزيع كهرباء الشمال، لجنة التنسيق الفصائلي.

فيما عبر اللواء عبد الإله الأتيرة، نائب رئيس مجلس ادارة منظمة "تطوُّع" والمشرف الميداني العام ومنسق الحملة في نابلس، عبر عن ارتياحه لسير خطة عمل تنظيف المقبرة الشرقية، مؤكداً أن هذه الحملة لن تكون الأخيرة، وستسعى منظمة "تطوُّع" لتسخير كل امكانياتها ومتطوعيها في خدمة الصالح العام والنهوض ببرنامج تطوعي وطني سيكون رافعة حقيقية لنهج جديد في العمل الجماعي.

وقد حظي برنامج نعم نستطيع بمتابعة حثيثة على وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة؛ واستحسن عدد كبير من المواطنين فكرة البرنامج الذي يعيد لقيم وثقافة التطوع هيبته ودوره الأصيل في المجتمع الفلسطيني، في ظل ظروف صعبة ومعقدة تمر بها القضية الفلسطينية.