الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجان العمل الصحي ببيت لحم تحتفل بمناسبة مرور 30 عاما على تأسيسها

نشر بتاريخ: 07/05/2016 ( آخر تحديث: 07/05/2016 الساعة: 22:01 )
بيت لحم -  معا - احتفلت مؤسسة لجان العمل الصحي، في محافظة بيت لحم، يوم أمس، لمناسبة مرور ثلاثين عاما من العطاء على تأسيسها، وذلك في إطار سلسلة الفعاليات التي تنظمها بهذه المناسبة، في مختلف محافظات الوطن.

وحضر الاحتفال الذي أقيم في قاعة دار الندوة في بيت لحم، وزير الشؤون والتنمية الاجتماعية الدكتور ابراهيم الشاعر، وفريد مرة رئيس مجلس إدارة مؤسسة العمل الصحي، والمهندس زياد البندك مستشار الرئيس للشؤون الكنسية، والمطران عطا الله حنا، و انطون شماكوف نائب السفير الروسي لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، والدكتور محمد رزق مدير عام صحة محافظة بيت لحم، والدكتور فكتور بطارسة مدير المركز الطبي في بيت ساحور، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، وحشد من ممثلي وفعاليات مؤسسات المجتمع المدني في المحافظة، والعاملين في المؤسسات الصحية والمجتمعية التابعة للجان العمل الصحي.

وفي بداية الاحتفال الذي أدارت عرافته الين قسيس مديرة نادي المسنين، وقف الحضور دقيقة إجلال وإكبار على أرواح الشهداء، ومن ثم النشيد الوطني.

ورحب عضو مجلس إدارة لجان العمل الصحي جليل الياس، بالحضور، مستذكرا بهذه المناسبة شهداء وأسرى لجان العمل الصحي، وشاكرا جميع الجهات التي قدمت الدعم المادي والمعنوي، في مجالات عملها الصحية والمجتمعية، وخص بالذكر وزارة الصحة، والجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية، والسفير الروسي، حيث سيوفر هذا الدعم لاستكمال مشروع مستشفى الشهيد الدكتور احمد المسلماني، والذي سيتم افتتاحه قريبا في بيت ساحور.
وشكر الياس جميع الموظفين والعاملين والمتطوعين الذين لم يتوقف عطائهم من اجل الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في مختلف المحافظات.

وهنا الوزير الدكتور الشاعر لجان العمل الصحي هذه المؤسسة الرائدة في تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية لشعبنا، بمناسبة مرور ثلاثون عاما على تأسيسها، مشيرا انه زار مؤسسة الواحة التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، ونادي المسنين، فوجد ان المنتفعين فيهما يتلقون خدمات مميزة، لافتا إلى الدور الرائد والعطاء اللامحدود لمؤسسات العمل الأهلي قبل مجئ السلطة الفلسطينية.

وأكد على أهمية الشراكة الفعلية التي تضطلع بها هذه المؤسسات مع وزارة الشؤون والتنمية الاجتماعية ، في إطار الرؤية الإستراتيجية للوزارة.
وأشاد المطران عطا الله بمواقف روسيا الاتحادية الداعمة للحق الفلسطيني، وبالجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية الداعمة للعديد من المشاريع التنموية والصحية والتربوية في فلسطين، وشكر مؤسسة لجان العمل الصحي على سنوات العطاء والخدمات الصحية النوعية التي تقدمها لشعبنا وخصوصا في هذه الظروف العصيبة.

وقال ان الاحتلال فشل في سعيه إلى إغراق الشعب الفلسطيني في حالة من الإحباط واليأس وفي سلب الهوية الثقافية لشعبنا، داعيا اللجان إلى مواصلة رسالتها وخدماتها المقدمة للمواطنين وخاصة الفئات المهمشة، وتعزيز الوعي بأهمية العمل التطوعي في الأوساط الشعبية. 
 
وأشار الدكتور رزق إلى أهمية الخدمات الصحية والمجتمعية للجان العمل الصحي التي قدمتها للشعب الفلسطيني، خلال العقود الثلاث الماضية، والى مواكبته لتطور هذه الخدمات منذ عام 1986، لافتا أن هذه اللجان وغيرها، كانت تقوم مقام وزارة الصحة في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، عندما كان الاحتلال الإسرائيلي مسيطرا على هذه المناطق، وتسد ثغرات الإهمال في سياساته الاحتلالية.

وأضاف أن لجان العمل الصحي توسعت وتطورت خدماتها الصحية والمجتمعية، وهي اليوم تعمل كشريك هام مع وزارة الصحة الفلسطينية، في تقديم الخدمات الصحية لأبناء شعبنا، وأشار إلى أهمية اقتراب افتتاح مستشفى الدكتور احمد مسلماني، في بيت ساحور، وما سيعكسه ذلك من تطوير للخدمات الصحية التي تقدمها اللجان لأهلنا في المحافظة.

وألقى نائب السفير الروسي شاماكوف كلمة أكد فيها على الروابط التاريخية بين الشعبين الروسي والفلسطيني، ومواصلة الدعم السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية.

وأشار إلى أن بيت لحم لها مكانة خاصة لدى الشعب والحكومة الروسية، وتحظى باهتمام الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الروسية، وستقدم الدعم لمستشفى الدكتور المسلماني في بيت ساحور، من اجل تطوير الخدمات الصحية لأهالي المحافظة.

وألقى فريد مرة كلمة مجلس إدارة المؤسسة شاكرا الجميع لتلبية دعوة المشاركة في هذا الاحتفال بمناسبة مرور ثلاثين عاما على تأسيس مؤسسة لجان العمل الصحي.

وقال: "منذ ثلاثين عاما وأكثر بادرت مجموعة من العاملين في القطاع الصحي منتمية لوطنها ولمهنتها ، مؤمنة بمبادئها وقيمها ، مسخرة خبرتها وطاقتها من اجل خدمة شعبها ، حيث كان لهذه البلد دورا رياديا في ذلك، وفي هذا اليوم لابد لنا من تقديم الشكر والعرفان لكل المؤسسين أحياء كانو او شهداء، فوفاء لهم ولمسيرتهم وقيمهم وغاياتهم ونهجهم . حددت لجان العمل الصحي رؤيتها وغايتها العليا وبوصلتها، بالعمل من أجل تحقيق مجتمع فلسطيني حر يتمتع بحقوقه الصحية والتنموية على أساس العدالة والإنصاف .

كما وركزت اللجان رسالتها الاهتمام بالتنمية الصحية والمجتمعية في الأرض الفلسطينية من منظور حقوقي، خادمة لكافة شرائح الشعب الفلسطيني ومنحازة للفقراء والمهمشين منهم .

وبين ان مؤسسة لجان العمل الصحي تدعو من اجل الاعتماد على الذات و رفض التمويل المشروط، حيث توضح البيانات موضحا أن نسبة اعتمادها على الذات تزيد عن 60% من نفقاتها، وهي تعتبر من المؤسسات الأولى على الصعيد الإقليمي في هذا الاتجاه، مشيرا ان الدراسات المالية تبين أن متوسط الاعتماد على الذات لمؤسسات المجتمع المدني في فلسطين هو 12% فقط .

وأشار ان المؤسسة تحرص على تقديم خدماتها الصحية بجودة عالية ملتزمة بالبروتوكولات العالمية، ولها دور فاعل في الائتلافات الصحية والتنموية المحلية والإقليمية والعالمية، كما وتبني المؤسسة علاقتها مع القطاع الحكومي على أرضية التكامل والشراكة، والاختلاف على أرضية المصلحة العامة، وتكرس جهدا مميزا في تقديم الخدمات في القدس وتعزيز صمود أهلها بالرغم من المضايقات والملاحقات اليومية التي تتعرض لها من قبل الاحتلال.

ولفت ان المؤسسة حاضرة وفاعلة على امتداد الوطن حيث تشرف على إدارة 15 مركزا طبيا ومستشفى تنتشر في جميع محافظات الوطن، إضافة الى مجموعة من البرامج الصحية كبرنامج صحة المرأة وبرنامج السكري والأمراض المزمنة، ويستفيد من هذه البرامج عشرات الآلاف من النساء ومرضى السكري، وكذلك تشرف المؤسسة على برنامج الصحة المدرسية يتضمن برنامج التطعيم الوطني الموحد لستين مدرسة بالقدس بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية .

وأضاف أن المؤسسة تولي اهتماما خاصا في التنمية المجتمعية، من خلال بناء النماذج النوعية والتي يشهد لها الجميع.

وقال أننا نحتفل اليوم بظروف صعبة ومعقدة جدا، فها هي امتنا العربية ينزف دمها ويحترق مالها وتدمر مواردها على أيدي عدو لها سخره أعداؤها لها من داخلها لتأكل بعضها. وفلسطينيا ينظر شعبنا إلى المستقبل بقلق شديد ، مع انه منذ أكثر من مئة عام وهو يقدم التضحيات ويواجه التحديات محافظا على كرامته ومناضلا من أجل حريته، ما يتطلب المشاركة بفاعلية في الحراك الشعبي ضد الانقسام وفي النضال من اجل بناء مجتمع ديمقراطي.

وخلال الاحتفال قدمت فرقة نادي المسنين، ومعهد ادوارد سعيد، وأطفال روضة وحضانة الرعاة، ومركز الواحة لذوي الاحتياجات الخاصة العديد من الفقرات الفنية الفولكلورية، والموسيقية والغنائية الهادفة، والتي نالت إعجاب وتقدير الحضور، فيما كرم مجلس إدارة لجان العمل الصحي، وعدد من الفعاليات المشاركة في الاحتفال المشاركين في الفقرات الفنية