بقلم : عمر الجعفري
المحرر الرياضي
الى الجنوب الغربي من مدينة رام الله وفي سهل متسع كان يتبع لمدينة الرملة قبل النكبة تقع بلدة بيت لقيا ، وهي من البلدات الكبيرة مقارنة بالتجمعات السكانية في محافظة رام الله والبيرة .
كان خيار الشباب هناك ومنذ زمن تأسيس ناد رياضي ، استطاع هذا النادي تخريج العديد من اللاعبين والكوادر الرياضية الذين ذاع صيتهم في مختلف انحاء فلسطين .
وحتى يمارس الشباب هناك هوايتهم المفضلة " كرة القدم " شيدوا لهم ملعبا ترابيا في الاطراف الغربية للبلدة ، لكن الامر لم يروق لجيش الاحتلال دائم التواجد في المنطقة ، الامر الذي كلف الاهالي دفع ثمن باهض فقد سقط ثلاثة شبان بالقرب في المكان ، شهيد منهم كان لاعب كرة قدم في النادي .
امام هذه المخاطر استبدل سكان البلدة ملعبهم القديم بملعب جديد لا يبعد سوى امتار قليلة عن مدخل البلدة وبالقرب من الشارع العام ، وزرعوه بالعشب الطبيعي الذي روي بعرق جبينهم الا ان ذلك لم يروق لسلطات الاحتلال أيضا ورفضت الملعب الجديد بحجة انه يقع في المنطقة المسماه "C" وفق اتفاقية اوسلو المشؤومة حيث يحظر على الفلسطينيين البناء في هذه المناطق .
قبل ايام جاء طوكيو سيكسويل مبعوث الفيفا الى هنا ووضع جبريل الرجوب يده تحت ساعد المبعوث الاممي واصطحبه الى بيت لقيا حيث استقبله رجالات البلدة واطفالها الذين طالبوه ببراءة الاطفال وضع حد لتصرفات الاحتلال اتجاههم حتى يتمكنوا من ممارسة نشاطاتهم في ملعبهم بحرية بعيدا عن لصلصات عيون الجيش الاسرائيلي ، ورفع يد المحتل عن المكان من خلال فرضه القوانين الجائرة التي تمنعهم من بناء ابسط المرافق ، فقد اغلق قبل ايام الجيش بالشمع الاحمر الحمامات التي بنيت في المكان بالاضافة الى منعه اعمال التطوير بالرغم من ان اهل البلدة حصلوا على منحة من احدى الدول الاوروبية لتطوير الملعب ، وحتى الطريق الواصلة ما بين الشارع العام والملعب والذي لا يزيد طولها عن 100 متر يرفضون السماح بتزفيتها !!!!!
وأمام ما سمعة سيكسويل من اطفال بيت لقيا قال :" ما يجري هنا في ملعب بيت لقيا لم يفعله النازيون في الماضي، والغريب أن العالم لا يستنكر ما يحدث من جرائم بحق الاطفال من قبل السلطات الاسرائيلية التي تحرمهم ابسط حقوقهم " .
وأضاف في تصريح اخر : إن ما يتعرض له الرياضيون في فلسطين، لا يمكن تحمله، والسكوت عنه يعد جريمة كبرى "
وتابع: استنكر تلك الظروف القاهرة التي يعيشها الأطفال في فلسطين الذين يتمسكون بممارسة كرة القدم وسط وجود قوة عسكرية تمنعهم من ذلك دون اية مبررات".
وكشف سيكسويل عن زيارة الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني انفانتينو، مؤكدا أنها ستأتي عقب الانتهاء من الكونجرس القادم للاتحاد الدولي المقرر يومي 12و13 مايو الحالي في المكسيك.
وقال: الرئيس انفانتينو سيفعل شيئا حيال ما سيراه من واقع مرير يعيشه الرياضيون في فلسطين".
فهل سنرى رئيسا جديدا للفيفا يكون قادرا على وضع حد لتصرفات اسرائيل وعنجهيتها تكون فيه الرياضة الفلسطينية قادرة على اطلاق العنان لمواهب شبابها لبناء جيل رياضي قادر على ان يضعها على خارطة العالم بعيدا عن منغصات الاحتلال وتدخلاته .