الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"سماء مكشوطة" للفنان أسامة سعيد في بيت مريم

نشر بتاريخ: 08/05/2016 ( آخر تحديث: 08/05/2016 الساعة: 17:50 )
"سماء مكشوطة" للفنان أسامة سعيد في بيت مريم
الجليل- معا- افتتح السبت الماضي في جاليري بيت مريم معرضًا بعنوان "سماء مكشوطة" للفنان أسامة سعيد من الجليل. وقد ضمّ المعرض 26 لوحة احتوت معظمها على مادة جفت الزيتون بالإضافة إلى الرماد وألوان الزيت والأكريليك، وهي معالجات تشكيلية أراد بها الفنان التعبير عن دلالات تحيل إلى الهوية والذاكرة والمكان الفلسطيني.

قدّم للفنان في الكتيّب الخاص بالمعرض والصادر عن بيت مريم كلّ من الفنان التشكيلي أسد عزّي والناقد والشاعر د. حسني الخطيب شحادة، حيث يقول عزّي "حقيقة فلسفية جدلية، عن معنى وماهية الحقيقة، يحاول أسامة سعيد أن يدحضها بمحاولات سيزيفية متتالية لنيل المراد؛ وهي كذلك محاولات لخلق مسطحات شبه حجرية تتوهج بما تحمله من ذكريات سردية عن إنسان أو نبات أو جماد، وتبقى كلها تضاريس جغرافية ذات مكان وزمان محدديْن، وهي أيضًا ماضي وحاضر أسامة وهي ضميرنا وألمنا الجمعي، وهي الأرض"

أما د. حسني شحادة فيقول أن الفنان أسامة سعيد "يخلط عصارة ذاكرة الأجداد وذاكرة الشعب بذلك الجفت المتبقي في معصرة الزيتون وبقاياه.. إنّه نفس الجفت الذي وجد به أهل غزّة الصامدين ضالّتهم في الحصار والسجن الجماعيّ منذ سنوات، ليعاودوا اختراع الحدث من ذلك الجفت وتحويله إلى وقود ورماد، بعد انقطاع الوقود المصري وارتفاع سعر نظيره الإسرائيلي، وبهذا أصبح الجفت هو الانتصار على تلك المؤامرة الدائمة على الشعب الفلسطيني في غزّة هاشم وفي كلّ مكان. يأتي الفنّان أُسامة ليرسم لوحاته بذات المادة التي تحوّل الجفت إلى نار ووقود ليحيا به أبناء شعبه في غزة. أمّا هو ففي الجليل الصامد يرتبط مباشرة بذلك المشهد اليوميّ، ليحيي به ذاكرة الجدّ والجدّة وطرد الأعمام لمخيمات اللجوء، ورواية استلاب الأرض وتحويلها إلى مستعمرة صهيونية تأكل من الأرض تِباعًا ولا تزال. ولعلّ الفنّان أسامة سعيد لم يفكر لوهلة أنّه في حصار فعليّ كأهلنا في غزّة، بل هو هاجس الفنّان في حصار التشكيل الفلسطينيّ أينما كان في هذا الوطن السليب".

والفنان أسامة سعيد من مواليد عام 1957 في قرية نحف في الجليل، وهو يقيم ويعمل ما بين نحف وبرلين. درس الفن التشكيلي في جامعة برلين للفنون وحصل منها على درجة الماجستير في الفنون. عمل في مجال تدريس الفنون مدة عشر سنوات في كلية مركز الجليل في سخنين وفي كلية بار إيلان في صفد وفي غيرهما من المؤسسات الأكاديمية. ومنذ بداية التسعينيات شغلت أسامة سعيد العديد من المواضيع التي يستلهمها من المكان ومن طبيعة الجليل الفلسطيني الساحرة، مزاوجًا جماليات المكان مع طبقات من الذاكرة التي تختزل حكاية جدّ الفنان مع النكبة واضطرار أبنائه الكبار، أعمام أسامة سعيد، إلى مغادرتها ــ بعد أن تم إعدام رجال من القرية على أيدي العصابات الصهيونية ــ آملين العودة إليها بعد أن تستقر الأحوال، غير أن رحلة التهجير قادتهم وأفواج من اللاجئين إلى حلب في سوريا. ويبدو جليًّا أن المكان، بطبيعته وحكايات وذكريات ووجدان شخوصه، ثيمة تسيطر على أعمال أسامة سعيد في مختلف مراحل مسيرته الفنية، معالجًا إياها بأساليب فنية متعددة تتراوح بين التجريدية والتعبيرية. وقد أقام الفنان العديد من المعارض الفردية وشارك في معارض جماعية عديدة في الوطن والخارج.
ويذكر أن معرض "سماء مكشوطة" يبقى مفتوحًا أمام الجمهور في جاليري بيت مريم الكائن في رام الله وذلك حتى نهاية الشهر الجاري.