قوات الاحتلال تزرع الرعب بطائراتها في كل مكان في القطاع
نشر بتاريخ: 25/09/2005 ( آخر تحديث: 25/09/2005 الساعة: 14:35 )
غزة- معا- لم يعد للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة طعم ولا معنى فالكل عاد إلى مربع الرعب الأول، هذا لسان حال الفلسطينيين في كل مكان من القطاع المحرر، فالصراخ الليلي يكاد يسمع من كل بيت في غزة، الأطفال لم يرحموا حتى النساء دخلت دوامة الخوف إلى قلوبهن.
المرأة والرجل والطفل الجميع يكاد لا يصدق هل استيقظ حقاً على صباح جديد وأشرقت عليه الشمس مرة أخرى، فليلة أمس لم تكن واحدة من الليالي المحببة إلى قلوب المواطنين، فبين التفريغ الهوائي للطائرات والقنابل الصوتية وقنابل الإضاءة إلى القصف الصاروخي والمروحي بالفانتوم لإحدى المدارس المحببة للأطفال في حي التفاح المكتظ شرقي مدينة غزة.
مدرسة دار الأرقم التي أنشأتها مجموعة من المتبرعين وخاصة الشيخ عيد بن خليفة آل ثاني برأس مال قدره 2 مليون دولار أضحت مسواة بالأرض، حيث أتى القصف الإسرائيلي مساء أمس بطائرات إف 16 على مبنى الإدارة بالكامل، وحسب أبو حسن الشمعة المسؤول عن المجمع الإسلامي بغزة فإن مجمل الخسائر المادية تقارب مليون دولار، مؤكداً لـ "معا" ان اهم مبنى في المدرسة أتت عليه الطائرات بالكامل فدمرت فيه طوابقه الثلاثة، ومختبر الحاسوب الذي يحوي 36 جهاز حاسوب، وآلات التصوير والطباعة والآلات الحاسبة وكل أثاث المكتب، ومخزن الكتب والزي المدرسي، عدا عن مصعد للحالات الإنسانية.
وأكد الشمعة ان المدرسة لا تحمل أي يافطة لحماس منذ بدأت عملها قبل 5 سنوات، وأنها جاءت فقط لترعى الأيتام من أبناء الشهداء وتوفر لهم الزي المدرسي والمواصلات والكتب والدراسة بشكل مجاني، ولتعوض بعض النقص المتواجد في بعض المدارس الأخرى، مشيراً إلى أن الرسوم لبقية الطلبة تقل بشكل ملحوظ عن أي رسوم لأي مدرسة خاصة أخرى.
فيما يؤكد مدير المدرسة محمد صيام ان العملية الدراسية ستبدأ من جديد بعد أيام قليلة حتى يتم رفع كافة الأطلال والردم الذي خلفه الدمار، حيث ستبدأ وزارة الإسكان والأشغال العامة في إزالة الدمار، مشيراً إلى ان المدرسة تحوي 38 صفاً دراسياً إضافة إلى المصلى والمختبرات والساحات المقامة على مساحة إجمالية تقدر بـ 450 متراً مربعاً حيث تحطمت جدرانها وأبوابها ونوافذها ومرافقها الصحية، منوهاً إلى أن المدرسة تلجا إلى كل يد نظيفة لاعادة البسمة إلى قلوب أكثر من ألف ومائتي طالب 40% منهم أبناء شهداء وأيتام.
وأكد صيام ان الهدف الإسرائيلي من تدمير المدرسة هو تدمير المسيرة التعليمية مشيراً إلى ان المناهج الدراسية لا تخرج عن مناهج وزارة التربية والتعليم لكافة مراحل المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية.
الأطفال الذين تجمهروا حول الدمار وفوق الجدران المحطمة ما فتئوا يصفون للصحافيين والإعلاميين والمصورين دهشتهم من استهداف اجمل مدرسة في مدينة غزة، مستنكرين قيام الاحتلال باستهداف المدارس التي يحبونها ويلعبون في رحابها، عدا عن انهم يتعلمون الصلاة داخل مسجدها.
الطفل محمد حسونة في الصف الخامس تكاد تخرج من بين أسنانه لعنات يصبها على الطائرات الإسرائيلية التي أرعبت كيانه طيلة الليل، وأيقظت إخوته الصغار من نومهم، فيما لم ينم احدهم لحظة واحدة ونزل بسرعة إلى الشارع ليشهد عن كثب الدمار الذي قطع عليهم التيار الكهربائي وخطوط المياه والهاتف.
الدمار طال عدداً من المنازل المجاورة، التابعة لعائلات غزال، الددح، حسونة وغيرها، حيث أسقطت نوافذها كما لحق الدمار ببعض جدرانها وأسطحها.
العائلات التي لم تنم لها عين تؤكد انها يومياً تخاف من السيطرة الإسرائيلية على المعابر والحدود والبحر والجو، والتي حسب قولهم أفرغت الانسحاب من مضمونه.
فتقول الحاجة أم ماجد حسونة: إن العائلة المكونة من سبع أسر وبها 60 طفلاً سمعت بعد منتصف الليل انفجاراً هائلاً هز المكان حتى اعتقدوا انه زلزالاً، مؤكدة ان حالة من الصراخ والتوتر والهيجان والاستنفار كانت تسود داخل البيت حيث يعاني بعض الأطفال حالياً من ارتفاع درجة حرارتهم، وبعض التشنجات عدا عن إصابة بعض الرجال في المنزل بشظايا الزجاج المتطاير في المكان، مناشدة السلطة الفلسطينية والمسؤولين بزيارة المكان والاطمئنان على أحوال الناس هناك.
السياسة الإسرائيلية باستهداف المدارس ليست جديدة بل سبقها تدمير إسرائيلي واستهداف لمدرسة بالقرب من دير البلح بالقرب من مستوطنة كفار داروم سابقاً عدا عن استهداف مبنى البوليس الحربي التابع لجامعة الأقصى بالقرب من خانوينس.