ندوة حول قضية اللاجئين في الجامعة العربية الأمريكية
نشر بتاريخ: 13/11/2007 ( آخر تحديث: 13/11/2007 الساعة: 18:01 )
:جنين - معا - أقيم في الجامعة العربية الأمريكية وضمن فعاليات أسبوع مقاومة جدار الفصل العنصري ندوة حول مستقبل قضية اللاجئين.
شارك فيها عمر عساف : عضو اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة وخالد منصور: عضو الهيئة الوطنية العليا لعودة اللاجئين وحسين حماد استاذ التاريخ في الجامعة العربية الأمريكية.
وقد افتتح اللقاء د.محمود أبو مويس والذي أشار إلى اهمية طرح هذه القضية في هذا الوقت ونحن على أبواب مؤتمر أنابوليس.
كما ربط بين مشروع الترانسفير ومشروع بناء جدار الفصل العنصري معتبرا أنهما مشروعان مكملان لسياسة واحدة هدفها الطرد والتهجير لكل ما يمت للحضارة العربية في هذه البلاد.
اما خالد منصور والذي استعرض مواقف مختلف الأطراف من هذه القضية ، فقد أشار الى أن التزايد السكاني الفلسطيني والصمود على الأرض قد أفشلا المخطط الصهيوني الذي هدف من وارء التهجير الى أفراغ الأرض وتغيير معالمها السكانية ، ومن هنا جاءت فكرة بناء الجدار لتتغلب على هذه المعضلة.
واعتبر منصور ان هناك اجماعا صهيونيا على عدم السماح بعودة اللاجئين الى ديارهم ورفض الاعتراف بالمسئولية السياسية والقانونية والأخلاقية لان ذلك يتعارض مع مقولتهم: أرض بلا شعب والدعاية الصهيونية التي تعتبر أن العرب هم المسئولون عن مشكلة اللاجئين بسبب شنهم الحرب على اسرائيل.
أما فلسطينيا فقد اعتبر منصور ان الموقف الفلسطيني متمسك بحث العودة في جميع برامج فصائله ولكنه اعتبر ان هناك بوادر غير مشجعة تلوح بالأفق منها أن هناك امكانية للتنازل عن حق العودة من خلال ترداد مقولة " حل متفق عليه" الأمر الذي يعني أن هذا الحل لا بد من موافقة اسرائيل عليه . اما أمريكيا فهو موقف منحاز لاسرائيل على الدوام خصوصا في هذه القضية كما يتضح من رسالة الضمانات التي وجهها بوش لشارون، كما ان أوسلو الذي انتهج سياسية تجزئة الحلول الامر الذي نجم عنه تأجيل قضية اللاجئين كنا فيه حديث عن النازحين ولم الشمل في اطار مفاوضات متعددة الأطراف، أما الهجوم الأسرائيلي الكاسح في هذه القضية فقد كان على الرئيس أبو عمار في كامب ديفيد لإجباره على التنازل عن حق العودة ودفع أبو عمار حياته ثمنا لذلك.
وتساءل منصور ماذا سيخرج مؤتمر أنابوليس حول هذه القضية؟ معتبرا أن هناك تخوفات لدى ثلثي الفلسطينيين حول مستقبل اللاجئين في انابوليس في ظل ما يشاع عن عودة الى مناطق السلطة الفلسطينية أو حل متفق عليه أو الاتفاقيات الجانبية من قبل بعض الأطراف الفلسطينية.
واعتبر عمر عساف:عضو اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة، والذي تحدث عن قضية اللاجئين ضمن مشاريع التسوية المطروحة، فقد اعتبر أن المؤامرة بدأت عام 1948 في أروقة الأمم المتحدة حين استثني اللاجئون الفلسطينيون من اشراف المفوضية العامة للاجئين وهي التي أعادت 70 مليون مهجر حول العالم الى ديارهم بينما أنشئت لنا وكالة خاصة هي الأنروا.
واستعرض عساف المواقف الاسرائيليية من قضية اللاجئين بدءا باستعداد اسرائيلي لاعادة 100-150 الف لاجئ مقابل سلام شامل في المنطقة مرورا بطرح اينزهاور عام 1955 لاعادة 200 الف وتطوين 160 الف اخرين في سوريا و120 الف في الاردن.
واكد هذا الموقف كيسنجر في وقت لاحق، الى قرار194 فمؤتمر مدريد والذي أصبحت المواقف الامريكية والاسرائيلية بعده اكثر وضوحا فقبل مدريد كانت اسرائيل تمتنع عن التصويت، اما بعد مدريد فاصبحت اسرائل ترفض وامريكا تمتنع.
واضاف عساف أنه في أوسلو 2 عقدت تسع جولات من المفاوضات من اجل تحديد من هو النازح وكم عددهم دون ان تتوصل الى أي اتفاق. اما كلينتون فقد طرح خمسة عناصر لحل قضية اللاجئين تتلخص في امكانية العودة الى اراضي السلطة الفلسطينية، ومسألة الأراضي المتبادلة، والتوطين في الدول المجاورة بالاكراه أو الاختيار وعودة بضعة الاف في اطار لم الشمل على فترات ومنية متباعدة.
واعتبر عساف أن الميزان الديمغرافي هو الأساس في الحسابات الاسرائيلية التي تسعى للحفاظ على معادلة ديمغرافية 60-40% بين اليهود والعرب.
وحذر عساف من الانخداع ببعض المصطلحات مثل العودة الى الوطن قبل تحديد ما هو الوطن، اضافة الى احياء يعض المبادرات الميتة مع اقتراب مؤتمر انابوليس كجنيف وغيرها وتقديم غطاء سياسي لها والتي لا يوجد فيها كلمة واحدة تتناول حثق العودة.
اما الدكتور حسين حماد فقد تحدث عن التهجير والعزل في الفكر الصهيوني من نظرة تاريخية ثم استعرض الموازين الديمغرافية بين العرب واليهود وخطط اسرائيل في تهجير يهود الفلاشا والتضييق على العرب من أجل الهجرة الطوعية والقسرية حتى لا يتحقق الاختلال الديمغرافي الذي يهدد يهودية الدولة العبرية .
وربط حماد بين هذه الخطط وبناء جدار الفصل العنصري الذي هو نوع اخر من انواع التهجير مشيرا الى نسب الهجرة المرتفعة بين صفوف الشباب الفلسطيني بسبب انسداد الأفق .
واعتبر حماد أنه لا يوجد في الأفق المنظور بوادر حل لهذه القضية فالحالة الفلسطينية والعربية والدولية ليست مؤهلة بسماتها الحالية لحسم أي من قضايا الحل النهائي .
من جهة أخرى استمر توافد الوفود على فعاليات معرض الحرية الثاني لمقاومة جدار الفصل العنصري في الجامعة.
واعتبر معتصم زايد عضو اللجنة التحضيرية لأسبوع مقاومة الجدار ان الأقبال الواسع للاطر الشعبية على فعاليات الأسبوع يؤكد ضرورة الاستمرار في مثل هذه الفعاليات من أجل تذكير الشباب بقضاياهم الرئيسية في ظل حالة التشرذم القائمة.