هموم المطاردين كما يصفها صحفي اسرائيلي التقى عددا منهم في طولكرم
نشر بتاريخ: 13/11/2007 ( آخر تحديث: 13/11/2007 الساعة: 19:06 )
بيت لحم -معا- نشر الصحفي الاسرائيلي افي سخروف تقريرا موسعا عن حياة المطاردين في مخيم طولكرم وما وصفه بالنبذ الاجتماعي الذي يواجهونه مستندا في ذلك الى ما حدث في مقهى " فوزي بابا" الذي وصله المطاردون من كتائب شهداء الاقصى حوالي الساعه الثانية عشر ظهرا وما ان دخلوا الى المقهى الذي عج بالرواد ولاعبي الورق حتى اختفى الزبائن العاديون وخرجوا الى الشارع المجاور تاركين المقهى للمطاردين .
واقترب صاحب المقهى فوزي متوافي من المطارد مؤيد ابو تمام وهمس في اذنه قائلا " لماذا اتيتم هنا؟ " ومتوافي يعرف مؤيد منذ ايام الصبا حيث تربطه بولده صداقة منذ نعومة اظفارهم ولكن حسب قول متوافي فأن قدوم المطاردين يرعب الزبائن ويجعلهم يتركون المقهى .
واستطرد متوافي " انظر ماذا حدث؟" جميعهم ذهبوا انني لا ارغب في حضور المطاردين هنا لان الجيش يستطيع القدوم في اي وقت ولا يميز بين مطارد ومدني .
وقال احد الذين تركوا المقهى حسن سلامة "بانه يشعر بالخوف حين يتواجد بالقرب من مطاردي كتائب الاقصى ، الله يستر ، وضعهم الامني خطير وصعب وانا اخاف ولا ارغب في البقاء بالقرب منهم ".
وتوجه شريك سلامة في لعبة الورق عبد الرحيم الى قائد المجموعه ابو طالب الذي شمله العفو وكان ضمن قائمة الـ 180 مطلوبا الذين اخرجوا من قوائم المطلوبين وقال " هل تعتقدون بان وجود الصحفيين الاسرائيليين يمنحكم حصانه؟ لا يوجد امن عليكم المغادرة فورا ، وهنا استجاب مطاردو كتائب الاقصى الى الضغط الاجتماعي الكبير وغادروا المكان وخرجوا الى الشارع .
ويعيش مطاردو كتائب الاقصى ضائقة كبيرة بسبب السياسة غير الواضحة التي اتبعتها اسرائيل بخصوص العفو وقال ابو طالب:" هناك 13 مطاردا في طولكرم شملهم العفو لكن اثنين منهم تم اعادتهم الى قوائم المطاردين من ضمنهم ابو تمام ولا زال تسعه منهم يخضعون لفترة تجريبية فيما حصل اثنان على عفو كامل لماذا؟ لا احد يعرف، التزمنا جميعا بالاتفاق ، ولم يمنحونا العفو ".
وتتجاوز المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المطاردون او من شملهم اتفاق وقف المطاردة قضية الجلوس في مقهى ويبدو ان ايام العظمة والقداسة التي عاشوها ايام قائدهم الكبير رائد الكرمي قد ولت وانتهت حيث يحاول مطاردو كتائب الاقصى في مخيم طولكرم في الايام الاخيرة التعايش مع ظواهر اجتماعية تعطيهم شعورا بالنبذ وعدم الارتياح .
وضرب ابو طالب مثلا على ذلك وقال " نفرض ان احد المطاردين طلب سيارة اجرة من المدينة القريبة وحين يحضر السائق ويلاحظ بان الزبون هو من المطاردين يدوس على دواسة البنزين ويختفي فورا واذا دخل احد المطاردين الى دكان لشراء علبة سجائر فانهم يعطونه اياها مجانا حتى يفارقهم بسرعه وحتى صالونات الحلاقة في المدينة غير راغبة في استقبالنا ويضطر الحلاقون الى القدوم الينا في مكان سري ".
والمشكلة الكبيرة التي يعاني منها المطاردون هي تصنيفهم كرافضي الزواج علما بان اعمار اغلبهم تجاوزت السنوات الاخيرة من عشرينيات العمر وحتى وصلت الى الثلاثين وهو سن يعتبر في المجتمع الفلسطيني كبيرا وليس صغيرا والسبب في ذلك هو احجام ذوي الفتيات عن تزويج بناتهم لمطارد كما حدث مع ابو تمام الذي قال " طلبت فتاة من سكان المخيم للزواج لكن والدها رفض لانني مطارد ، اي حياة استطيع ان اعرضها عليها، انا اعاني من عجز في يدي اليمنى بسبب اصابة خلال انفجار عبوة ناسفه كنت اعدها لهذا وبكل تأكيد لم ترغب بالزواج مني ، وانا الان لن احاول طلب يد فتاة اخرى .
وقال صديق ابو تمام غير المطلوب والذي طلب اخفاء اسمه خشية ان يربطه الجيش بالمجموعه " انا احب الشباب انهم اصدقائي ، افهم ، لن ازوجهم ابنتي لانني لا اريد ان يدخل الجيش الى بيتها كل ليلة ويعتقلها فيما يفر زوجها الى الشوارع ، انني اريد لها حياة جيدة ".
لدى صالح دباس الذي يعتبر مطاردا مع وقف التنفيذ قصصا اقل اثارة حيث طلب قبل ثلاثة اشهر فتاة للزواج ولكن والدها رفض وهنا وفي ساعة غضب اقترب دباس من عامود الكهرباء الذي يزود المخيم بالتيار واطلق النار عليه وادخل المخيم في ظلام لعدة ساعات لكن والد محبوبته بقي على رفضه .
واضاف دباس " قبل عدة اسابيع خطبت فتاة اخرى وهذه المرة كانت فتاة يتيمة الاب ومن عائلة فقيرة ولا تعتبر من العائلات الهامة لكنني حتى الان غير متأكد من اننا سنتزوج لانني لا اعرف ماذا يحل بمصيري او اذا كنت سأحصل على عفو كامل ام لا؟".
الرسالة الرئيسية للمجموعه بعيدة عن ان تكون رسالة حربية حيث قال لي ابو تمام سجل باللغة العبرية " يكفي ، لقد مللنا ، خلص خلص ، نحن نريد السلام ، نريد حياة طبيعية ، كل ليلة انا لا انام واسير بين ازقة المخيم وفقط ليلة الاحد الماضي دخل الجيش الى المخيم وفررنا من وجههم من سطح منزل الى اخر ومن زقاق الى اخر وحين نريد النوم ننام في الشارع تحت قبة السماء ، شوف ابن عمي ، واشار الى صاحب بقالة قريبة ، حتى هو لا يريدني ان ادخل الى بقالته ".