الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

بهدف منع الانهيار السياسي - ابو مازن القى خطابا متفائلا عدد خلاله الانجازات الادارية لسلطته

نشر بتاريخ: 25/09/2005 ( آخر تحديث: 25/09/2005 الساعة: 15:36 )
معا - كتب رئيس التحرير - في خطاب مباشر نقلته وسائل الاعلام المحلية والعربية, أتى رئيس السلطة ابو مازن على ذكر الانجازات الادارية التي اشرف على تنفيذها مثل التعديل الدبلوماسي ووقف الاعتداءات على الاراضي العامة واراضي الاوقاف وقانون التقاعد لدرجة ان المواطن غير المتتبع للانباء واخبار القصف والغارات والحشودات العسكرية حول غزة كان بامكانه الاعتقاد اننا نعيش في العام 1999 وجلّ اهتمام الناس هو التحسينات الادارية والقانونية .

وفي الباب السياسي اشار ابو مازن في رسالة ضمنية لاسرائيل ان السلطة اوفت بالتزاماتها وتعهداتها وانها انجحت الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة دون ان تطلق رصاصة واحدة على الجيش المنسحب.

وفي قراءة الخطاب ابو مازن يبدو ان الرئيس يحاول قدر الامكان تأجيل الانهيار السياسي والامني لحكومة ابو علاء قريع الى حين الانهيار السياسي في حزب الليكود وهي خطوة ذكية لكنها ليست كافية لمعالجة الاوضاع الفلسطينية الداخلية, فالوضع الفلسطيني الداخلي لم يعد يتحمل المزيد من التكتيك وتظهر الحاجة الماسة الى قيادة شفافة واستراتيجية تأخذ بيد الناس الى الخلاص, الخلاص من الاحتلال والخلاص مما هو أسوأ من الاحتلال والمتمثل بالفوضى وسوء التخطيط والعجز الاداري للسلطة.

النواب الـ 16 الذين يطالبون باسقاط حكومة قريع قد ينجحون غدا في اثارة هذه القضية امام البرلمان او قد يفشلون فيعود جزء منهم للمطالبة باسقاط وزير الداخلية ردا على الانفلات الامني، ولكنها مجرد سيناريوهات لا تأخذ ردة فعل الشارع بالحسبان حيث اثبتت التجربة في السنوات الماضية ان القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية تلحقان بالشارع ورأي الجمهور اكثر مما تصيغانه او تؤثران فيه .

عشرة ايام مضت على انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من قطاع غزة رسميا ، الا انها تبدو كعشرة اشهر من كثرة الاحداث والعناوين لدرجة ان المواطنين الفلسطينيين يسألون عن اليقين؟ ويتساءلون بدهشة كيف حدث هذا وكيف انقلبت احتفالات غزة الى جنازات، وطاولات الخطابة الفصيحة الى خشب للتوابيت ؟.

وبمعدل اربعة شهداء يوميا سقط اكثر من 40 شهيدا فلسطينيا منذ الانسحاب في مدن غزة والخليل ونابلس وطولكرم الى جانب اكثر من مئة وخمسين جريحا .

وقد شن الاحتلال حملة عسكرية واسعة هي الاكبر منذ ثلاث سنوات اعتقل خلالها اكثر من مئتي قائد وناشط معظمهم من حماس وعلى رأسهم قادة من الصف السياسي الاول مثل الشيخ حسن يوسف والدكتور محمد غزال والشيح حامد البيتاوي ويطلق الاسرائيليون اسم اول الغيث على هذه الهجمة الا انها تبدو كاختطاف رهائن لمساومة قيادة حماس في غزة عليهم .

وفي تصريح لارئيل شارون امام حكومته طلب من الجيش مواصلة الهجوم وبشدة على نشطاء وقادة حماس والمنظمات المقاومة الاخرى واستخدام - كافة السبل - لوقف صواريخ القسام وهو ضوء اخضر للجيش ليفكر بدل السياسيين الاسرائيليين المنشغلين بالتنافس على زعامة الحزب الحاكم .

وفي العمق السياسي لا ينكر المقربون من شارون ان هذه المعركة تهدف اساسا الى حسم التنافس السياسي بين شارون ونتنياهو في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود مساء الاثنين .

وبين تكتيك ابو مازن واستراتيجية شارون لا يخجل المحللون من القول ان حال فتح الداخلية ليس بأفضل من حال الليكود وان كلا الحزبين يشرفان على الانهيار السياسي والامني والاداري بشكل تراجيدي، حيث وفي حال تحطمت فتح على شواطئ الانتخابات التشريعية بداية العام القادم وتحطم الليكود بعد ان يخرج شارون منه فان المنطقة ستقف امام مزيج من الاحزاب الصغيرة او التي لن تتعدى نسبة تمثيلها الثلاثين بالمئة وهي صيغة برلمانية عاجزة عن تحريك عملية السلام وسيكون على المنطقة ان تتحمل المزيد من سنوات الاستنزاف وعلى الجمهورين الفلسطيني والاسرائيلي ان يدفع ثمن خياره الانتخابي بشكل مباشر وباهظ .