الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نظرة عن قرب في "عيون اسرائيل"

نشر بتاريخ: 13/05/2016 ( آخر تحديث: 15/05/2016 الساعة: 13:42 )
نظرة عن قرب في "عيون اسرائيل"

بيت لحم- معا- "الحفاظ على السماء نظيفة " بهذه العبارة القصيرة والواضحة وصف العقيد "ر" قائد وحدة الرقابة والسيطرة الجوية الشمالية التابعة لسلاح الجو الاسرائيلي الهدف المركزي لهذه الوحدة .


ويعمل هذا العقيد وجنوده على مدى العام والساعات للحفاظ على السماء "نظيفة " ورصد أي محاولات اختراق جوي معادية هذا الى جانب ادارة التدخل الجوي في المجال الجوي الشمالي .


ويحاول جنودة وحدة الرقابة الجوية في المنطقة الشمالية بالجيش الاسرائيلي المتسمرين امام عشرات الشاشات المنتشرة داخل غرفة العمليات الحربية الخاصة بالوحدة التعامل مع ازدياد عدد "اللاعبين " الذين يحلقون في الاجواء الشمالية مع التركيز على النشاط الجوي الروسي في الاجواء السورية وتهديدات حزب الله القادمة من لبنان .


"نجد انفسنا بحاجة الى مزيد من الحرفية حتى نتمكن من تحديد هوية مختلف الاهداف الجوية بصورة صحيحة وبسبب ما يجري في المنطقة يتوجب علينا ان نعرف تماما كيف سنرد بالشكل الصحيح لان ثمن الخطأ سيكون باهظا جدا " قال العقدي "ر" للموقع الالكتروني للقناة الثانية الاسرائيلية الذي نشر اليوم "الخميس" تقريرا موسعا عن عمل وحدة الرقابة والسيطرة الجوية في المنطقة الشمالية .

ويعرف كسان "منطقة ميرون" المبنى المستدير الذي يشكل مقر وحدة الرقابة والسيطرة الجوية التي يعمل جنودها على مدار الساعة لمراقبة الاجواء والاتصال بالجهات ذات العلاقة بشكل مستمر ومتواصل وتكفي نظرة سريعة على مكاتب الوحدة المعروفة باللغة العبرية اختصارا " يفا " وهي الاحرف العبرية الاولى للاسم الرسمي "وحدة الرقابة الجوية " للإطلاع على طبيعة عمل عشرات الجنود والضباط التابعين لهذه الوحدة .

سيطرة جوية :
عمليا يطلب من هذه الوحدة التفوق على منظومة كاملة وظيفتها تأمين الحماية الجوية لإسرائيل "في الواقع نحن مسؤولون عن بناء وتكوين الصورة الجوية الخاصة بالمجال الجوي الشمالي وبالتالي نحن مسؤولون عن تشغيل كافة انواع القوات الجوية المسؤولة عن تنفيذ هذه المهمة مثل الطائرات المقاتلة والطائرات المروحية وأنظمة الدفاع الجوي التي تستخدم الصواريخ ارض- جو واستدعاء التعزيزات الضرورية للمكان المقصود" قال العقيد "ر" .

وأضاف "نقوم بنقل التوجيهات الخاصة بالسيطرة والعمل لجميع القوات المشاركة بما في ذلك الطيارين الحربيين والقوات الارضية وبطاريات الصواريخ حيث تعمل الصورة الجوية كلغة مشتركة بين جميع الجهات والأطراف المشاركة وجهات القيادة والسيطرة الجوية المركزية الكائنة في تل ابيب وذلك حتى يتسنى لها اتخاذ القرارات " .


اتخاذ القرارات خلال ثواني :

تعاملت الوحدة خلال العامين الماضيين مع عمليتي اختراق جوي عبر طائرات مسيرة "دون طيار" انطلقت من سوريا واخترقت اجواء هضبة الجولان المحتلة فيما تسود المخاوف الدائمة من امكانية وقوع عمليات "تسلل" جوي انطلاقا من لبنان .

"مبدئيا يكون الرد في مثل هذه الحالات منذ البداية حتى قبل ان تخترق الطائرة او الجسم الطائر الاجواء الاسرائيلية اذ يجب علينا تشخيص وتحديد هوية الطائرة في مرحلة متقدمة وتهيئة القوات الضرورية حتى تتوفر لنا الامكانيات اللازمة لمنع الاختراق واعتراض الطائرة اذا احتاج الامر ذلك لهذا فان كل عمل جوي يبدأ من الجنود المناوبين والذين يعملون على مدار الساعة في مقر الوحدة وعند الحاجة يصدر رجال الوحدة تعليمات برفع حالة التأهب القتالي استعدادا لانطلاق الطائرات المقاتلة التي سترافق الطائرة المخترقة واسقاطها وقت الحاجة، ويتم اعلان التاهب القتالي في مثل هذه الحالات في صفوف الطيران الحربي ومنظومات الدفاع الجوي المختلفة وذلك عبر اطلاق الانذار والتحذير والصافرات فيما يضع رجال وحدة الرقابة والسيطرة الجوية جميع الاطراف في تفاصيل ما يجري ويقومون بالتنسيق بين مختلف القوات المشاركة لكن لا تصل جميع الانذارات الى هذه الدرجة لكن وفي ذات الوقف فان عمليات كهذه ليست نادرة لذلك يتوجب الحفاظ على الاستعداد باعلى الدرجات " قال العقيد "ر".

ويعتبر الرادار السلاح الرئيسي لهذه الوحدة الى جانب عدد اخر من المنظومات المساندة وتستند هذه الوحدة على قوة بشرية مدربة بشكل جيد جدا قادرة على اتخاذ قرارات غاية في الاهمية والحساسية ولها اثار وتبعات خطيرة خلال ثواني معدودة فقط .

"يشكل هذه العمل تحديا كبيرا وهو مكثف وغاية في المهنية ويجلس مقابل مختلف انواع الاهداف ضابط في كثير من الاحيان يكون عبارة عن فتى في 19 من العمر وهو يصدر توجيهات بضرورة انطلاق المقاتلات الى الجو ورفع درجة التأهب وهذا النوع من العمل يحتاج الى سرعة بديهة وتفكير سريع وقدرة عالية على العمل ضمن فريق ويتخذ الجنود والضباط قرارات هامة وبشكل يومي وخلال برهة قصيرة جدا من الزمن لذلك نبحث دائما عن رجال يعرفون تماما كيفية القيام بهذه المهمة، ولهم قدرة عالية بل يحبون العمل تحت الضغط الهائل لان الحديث يدور عن مسؤولية جسيمة لانه في حال لم يتمكن جندي الرقابة المناوب من تشخيص هدف معين ومكنه بالتالي من اختراق الاجواء الاسرائيلية فان تبعات كثيرة ستترتب على هذا الخطأ". قال العقيد " ر".