بيت لحم -معا - وسط حضور فني وثقافي دولي، افتتحت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، وكجزء من فعاليات الاحتفال بمرور عشرة أعوام على تأسيسها، مؤتمر الفن والمقاومة الدولي، وذلك في رواق مسرح دار الكلمة الجامعية.
وحضر حفل الإفتتاح عدد من الشخصيات الرسمية الأكاديمية والفنية والثقافية الإعتبارية العامة رفيعة المستوى، بالإضافة الى عدد من القناصل الفخريين الفلسطينيين، الى جانب نخبة واسعة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من مختلف الخلفيات والاختصاصات المشاركين في المؤتمر بما في ذلك فنانين، ناقدين ومؤرخي فنون، ونشطاء من مختلف انحاء العالم من فلسطين، اوروبا، الولايات المتحده، كندا، امريكا اللاتينيه، اسيا.
وقد افتتح المؤتمر على أنغام السلام الوطني الفلسطيني، وتلاه دقيقة صمت على أرواح شهدائنا الأبرار، ومن ثم ألقت الفنانة رحاب نزال منسقة المؤتمر والمحاضرة في دار الكلمة الجامعية كلمتها التي رحبت فيها بالحضور وضيوف المؤتمر، وأكدت "أن المؤتمر يعقد في شهر أيار تزامناً مع احياء ذكرى النكبة التي جرى اقتلاع وتشريد 8000 فلسطيني من الأراضي الفلسطينية وهدم اكثر من 500 قرية فلسطينية"، وأشارت على دور الفن الهام في الدفاع عن قضايا الشعوب المستعمرة والمضطهدة.
وأشاد الدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني على الجهود التي تبذلها دار الكلمة الجامعية التي تعزز الثقافة الفلسطينية،وقال:"هذا ما نحتاجه في فلسطين أن يكون دور مهم للثقافة الوطنية في اطار العمل المثابر والإرادة والرؤية مع التنفيذ الذي يليق بفلسطين، هذه الجهود لابد أن تتكامل مع الجهود الرسمية فنحن نسير في طريق واحد طريقنا معروف وهو تعزيز ثقافتنا الوطنية تعزيز تماسكنا وصمودنا على أرضنا من خلال ما تقدمه هذه الثقافة في الفنون والاداب وأيضا في التراث وهذا المؤتمر "الفن والمقاومة" مهم لكي تصل رسالة فلسطين، والشعب الفلسطيني لديه دور لديه رسالة وحضارة ومبدعين وبإرادتنا نستطيع أن ندعوهم لفلسطين لكي يتحدثون عن المقاومة التي نريدها مقاومة الثقافة، وتبادل وتكامل الأدوار مع المؤسسات الأكاديمية وخاصة مع دار الكلمة الجامعية مهم جدا لتعزيز هذه الرسالة وتوصيل هذا الصوت".
واستهل القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية حفل افتتاح المؤتمر، والقى كلمته أكد خلالها: ما دام هناك احتلال سيكون هناك مقاومة، والسؤال أي مقاومة؟ الفن هو احد اهم أدوات المقاومة المبدعة، كي لا نبقى مجرد ضحايا لا حول لهم ولا قوة، بل كي يكون لنا صوت ورواية وهوية تتحدى الاحتلال وتطور مجتمع حر يليق بابناءه ، كما ويشكل الفن أيضاً جسراً يربطنا مع العالم الكبير مشكلاً انماطاً جديدة من التضامن".
وأضاف قائلاً: "هذا هو المؤتمر الدولي الثالث عشر لكلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة حيث يجتمع مجموعة من كبار الفنانين والمؤرخين من اثنتي عشر دولة وَمِمَّا يزيد عن ثلاثين جامعة كما ونتواصل مع مجموعة مميزة من الفنانين الفلسطينيين في المهجر ".
وتخلل الاحتفال فقرات موسيقية مميزة من مقطوعات موسيقية قدمها طلبة برنامج الأداء الموسيقى في دار الكلمة الجامعية، كما وتم عرض فيلم عن كافة انجازات دار الكلمة الجامعية خلال العشرة أعوام الماضية، وفي ختام الاحتفال تم افتتاح معرض فني بعنوان "الفن والمقاومة" الذي شارك فيه 63 فنان وفنانة من جميع أنحاء العالم بما فيهم فناني دار الكلمة الجامعية، وثلاثة فنانين من مدينة غزة.
ومن الجدير بالذكر أن المؤتمر بدعم من مؤسسة EMW، ووزارة الثقافة الفلسطينية، اذ سيستمر لمدة خمسة أيام، حيث يأتي المؤتمر ضمن سلسة البرامج الأكاديمية التي تطلقها دار الكلمة الجامعية بشكل دائم، حيث تقيم سنويًا مؤتمراً عالمياً تدعو إليه مجموعة كبيرة من المختصين والباحثين من عدة دول في العالم حول موضوع معين.
وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، والتي تحتفل هذا العام بمرورعشرة أعوام على تأسيسها، أول مؤسسة تعليم عالي فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح درجة البكالوريوس في التصميم الجرافيكي والفنون المعاصرة وانتاج الأفلام، ودرجة الدبلوم في المهن السينمائية والتلفزيونية، الدراما والأداء المسرحي، الفنون التشكيلية المعاصرة، الزجاج والخزف، فن الصياغة، التربية فنية، الأداء الموسيقي، الأدلاء السياحيين الفلسطينيين، فنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم.