القدس - معا - اعلن قسم التحقيق مع افراد الشرطة (ماحش) الاسرائيلية عن اغلاق ملف التحقيق في استشهاد الفتى المقدسي محمد سنقرط (16 عامًا)، اثر تعرضه لاطلاق الرصاص المطاطي الاسود من النوع الذي تطلق عليه الشرطة الإسرائيلية اسم "الطابات الاسفنجية"، دون تقديم لائحة اتهام ضد الشرطي الذي قام باطلاق الرصاص، وذلك بسبب عدم وجود أدلة كافية كما جاء في رسالة ماحش الى عائلة الشهيد.
واكتفى قسم التحقيق في الشرطة الاسرائيلية بتحويل الملف الى قسم الانضباط في الشرطة. وهذه هي المرة الأولى التي تعترف بها الشرطة الاسرائيلية بأن هذا الرصاص، الذي اعلن عنه بأنه رصاص غير قاتل، يؤدي الى القتل.
وقالت جمعية حقوق المواطن في اسرائيل انه يجب الاعلان رسميًا ان الطابات المطاطية السوداء التي تستعملها الشرطة في العديد من الأماكن هي سلاح قاتل، يجب منع استخدامه ومنع استخدام البدائل التي تم تطويرها وتحمل نفس الصفات.
وقالت المحامية ان سوتشيو ان الاصابات الخطيرة التي تعرض لها اكثر من 30 فلسطينيا في القدس الشرقية، حيث يستخدم هذا الرصاص المطاطي القاتل بكثافة، يفند ادعاءات الشرطة بأن هذا السلاح غير قاتل. فيلاضافة الى اصابة محمد سنقرط بالرأس هناك 14 شخصًا فقدوا احدى اعينهم، وهناك العديد من الاطفال مع اصابات خطيرة. لذلك يجب الضغط على الشرطة ووزارة القضاء والمستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية من اجل منع المزيد من الاصابات والقتل، ومنع استخدام هذا النوع من الرصاص المطاطي الذي تسميه الشرطة "كرات اسفنجية" على كافة اشكاله وانواعه، منعًا لوقوع المزيد من الضحايا والاصابات الخطيرة.
ووفقًا للتحقيق الذي أجراه قسم التحقيق مع الشرطة (ماحش) الاسرائيلية فان احد افراد قوة حرس الحدود التي شاركت في صد مظاهرة في حي وادي الجوز في القدس الشرقية، اطلق رصاصًا مطاطيًا من فئة الطابات المطاطية السوداء على المتظاهرين، ما أدى الى أصابة محمد برأسه، اصابة شديدة، أدت الى استشهاده بعد عدة ايام.
ونصت رسالة نائب رئيس قسم التحقيق مع الشرطة المحامي هادار تسور، على ان الشرطى الذي اطلق الرصاص المطاطي لم يحصل على رخصة استخدام هذا النوع من الرصاص المطاطي، لكن اثناء مشاركة وحدته في قمع المظاهرة في وادي الجوز، كان بحوزته البندقية الخاصة بهذا النوع من الرصاص المطاطي الأسود والمعدات والرصاص الخاص بها.
وتجدر الاشارة الى ان جمعية حقوق المواطن كشفت انه بعد ستة اشهر من استخدام الرصاص المطاطي الأسود قامت الشرطة بتعديل أوامر استخدام الرصاص المطاطي، والتمييز بين النوع الأزرق والاسود، رغم الفوارق الكبيرة بينهما، في الوزن والمواد المصنوعة منها.
لقد بدأت الشرطة باستخدام الرصاص المطاطي الاسود في القدس الشرقية قبل نحو سنتين، ومنذ ذلك الحين تحذر جمعية حقوق المواطن الشرطة والمستشار القضائي للحكومة من استخدام هذا السلاح القاتل، الذي أودى بحياة الفتى محمد سنقرط، وأدى الى اصابة أكثر من 30 شخصًا، 14 منهم فقدوا احدى أعينهم، وأكثر من نصفهم هم اطفال، احدهم عمره اقل من 12 عامًا، تعرض لاصابة بالغة تسببت باضرار جسيمة في رأسه ودماغه. بالاضافة الى ذلك لم يُتهم اي من المصابين بهذا الرصاص القاتل بأي تهمة، الا في بعض الحالات. ورغم الاوامر التي تدعي الشرطة بانها تُلزم افرادها بالعمل بها، بعدم اطلاق هذا الرصاص المطاطي باتجاه القسم العلوي من الجسم ولا باتجاه الاطفال، الا ان غالبية الاصابات هي في الجزء العلوي وقسم كبير منها في الرأس، وغالبية استخدامه تتم في القدس الشرقية بشكل خاص.
وتظهر المعلومات التي حصلت عليها جمعية حقوق المواطن ان استخدام هذا النوع من الرصاص المطاطي ارتفع بعد استشهاد سنقرط، رغم ادراك الشرطة ووزارة القضاء خطورة الاصابات التي يتسبب بها، ورغم المعلومات التي وصلتهم حول اصابات الأطفال والاصابات العديدة في الجزء العلوي من الجسم، الأمر الذي يتنافى مع الاوامر الرسمية التي اعلن عنها، الا انه لم يتم اتخاذ اي اجراء من قبلهم لفحص هذه التجاوزات الخطيرة، او فحص مدى خطورة الاصابات التي تسببها هذه الكرات المطاطية القاتلة.