الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو يعرض الامن القومي الاسرائيلي للخطر

نشر بتاريخ: 19/05/2016 ( آخر تحديث: 21/05/2016 الساعة: 08:22 )
نتنياهو يعرض الامن القومي الاسرائيلي للخطر
بيت لحم - معا- تحت هذا العنوان تناول المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية رون بن ايشاي اسناد وزارة الجيش الاسرائيلي الى افغدور ليبرمان، مشيرا بأن نتنياهو فضل الحسابات السياسية على الحسابات الأمنية الاسرائيلية.

وأقل ما يقال عن هذه الخطوة التي سيتم من خلالها استبدال موشيه يعلون في وزارة الجيش بليبرمان بأنها خطوة غير مسؤولة من قبل رئيس الوزراء نتنياهو، فهو يقوم بتعريض "الأمن القومي" الاسرائيلي للخطر بطريقة غير معقولة، فهي جاءت ضمن حسابات سياسية لنتنياهو وخضوعه لضغوطات اليمين المتطرف في حزب "الليكود"، وكذلك فأن هذا التصرف من قبل نتنياهو غير اخلاقي، كونها رسالة لقادة الجيش وكبار الضباط في جهازي "الشاباك والموساد"، ويمنع عليهم التحدث علنا بخلاف الخط المعتاد للائتلاف الحكومي، وكل من يتحدث علنا بما يخالف هذا الخط سيجد نفسه قد فقد منصبه.

ويضيف المحلل العسكري بن ايشاي بأن الضرر الفوري وقع كونها خطوة غير مسؤولة من قبل نتنياهو، فهو قام بتغيير وزير جيش ذا خبرة كبيرة، ويتمتع بالهدوء وقدرة على الحكم ولديه رؤية استراتيجية، والتي ثبتت في أكثر من تجربة، بوزير جيش ليس لديه أي خبرة أمنية، وسيتعين عليه اتخاذ قرارات والتي قد تحدد مصيرنا جميعا، من اللحظة وحتى الثانية الأولى التي يتسلم فيها هذا المنصب.

صحيح بأنه ليس بالضرورة بأن يتسلم وزارة الجيش في اسرائيل شخص من الجيش ويمكن لشخصية سياسية مدنية تسلم هذه الوزارة وينجح في هذا المنصب، كما حدث سابقا عندما استلم موشيه ارنس وزارة الجيش وهو لم يكن من الجيش ونجح في هذا المنصب، ولكنه يجب ان يتمتع بخبرة وفهم للمسائل الأمنية والتي تساعده في اتخاذ القرارات في لحظة الحقيقية.

وحتى لو فكر نتنياهو بأن ما يتمتع به من خبرة ومعرفة في الجوانب الأمنية قد يغطي النقص في هذا الجانب لدى ليبرمان، يجب عليه المعرفة بان وزير الجيش يتخذ عشرات القرارات دون الرجوع الى رئيس الوزراء خلال الأسبوع وقبل عرضها على المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت"، وهو من يقرر للجيش الخطط التنفيذية العسكرية وما يشتريه وما لا يشتريه وغيرها الكثير.

لقد اصبح واضحا اليوم بان من سيجلس في مقر قيادة الجيش من دعا الى تدمير سد اسوان وتحويل قطاع غزة الى ملعب كرة قدم، وللتذكير فأن ليبرمان بسبب هذه التصريحات عندما كان وزير خارجية اصبح غير مقبول لدى المصريين، والمعروف بأن التعاون الأمني مع مصر هو حجر الاساس لأمن اسرائيل خاصة في هذا الوقت الذي اصبحت حدودنا الجنوبية يتهددها الخطر نتيجة نشاط "داعش " في سيناء، ليس واضحا ماذا سيكون رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما يسمع بتعين ليبرمان وزيرا للجيش.

كذلك فأن الولايات المتحدة لن تتقبل هذا التغيير وتعين ليبرمان في هذا المنصب بسهولة، وكذلك الحال مع العديد من الدول الأوروبية الصديقة، ولنا في تجربته كوزير للخارجية في حكومة نتنياهو ما يدل على ذلك، صحيح بأن يعلون لم يكن على وافق مع الادارة الأمريكية وبرزت تناقضات علنية بينه وبين حكومة نتنياهو، ولكنهم كانوا يحترمون تجربته الأمنية وخبرته التي كانت تساعد كثيرا في المفاوضات الثنائية في هذا المجال.

ويخلص بن ايشاي الى نتيجة بأن الجيش الاسرائيلي برمته هو من سيدفع الثمن لهذه الخطوة الغير مسؤولة التي اقدم عليها نتنياهو بتعين ليبرمان وزيرا للجيش، وسيحدث تغيير في الخطط والتعليمات والتي سوف تتسبب في العديد من المشاكل داخل الجيش، على سبيل المثال الموقف الذي رفضه يعلون من العبارة التوراتية "من تعتقد بأنه جاء لقتلك قم وبادر واقتله" وتطبيقها في الجيش، قد تتغير مع قدوم ليبرمان الى وزارة الجيش ويطبقها ضمن تعليمات للجنود .