غزة – معا - أكد مستشار الرئيس محمود عباس لشؤون الشباب والقيادي في حركة فتح، مأمون سويدان أن الحركة تعاني من ضعف وترهل خلال السنوات الاخيرة، محذرا من أن ذلك سيؤثر على مستقبل الحركة ومجمل الحياة الفلسطينية.
وقال سويدان في مقابلة مع مراسل معا :"لا زلنا مقتنعين أن فتح رأس الحربة وحامية المشروع الوطني وهي من أطلقت الشرارة الاولى في الثورة المعاصرة وقدمت خيرة قادتها وأبنائها من الشهداء والجرحى والاسرى من أجل تحرير الوطن وبناء الدولة".
وأضاف ان فتح هي التي تحملت المسؤولة الكبرى لإنقاذ واعادة الامل لشعبنا بعد النكبة ولا زالت الرهانات على الحركة كبيرة لكن في السنوات الاخيرة وبعد الانقلاب 2007 كان واضحا أن هناك ضعفا في الحركة له انعكاسات خطيرة على مجمل الحياة والشأن الفلسطيني لان فتح حاضنة المشروع الوطني وهي الأمل بالنسبة للشعب الفلسطيني وهي أكبر فصائل منظمة التحرير.
وتابع :"الجسم التنظيمي عامة وفي غزة تحديدا يعاني من ترهل وضعف وهذا أمر لا يسهم على الاطلاق في خلق جبهة داخلية قوية ومنيعة وصلبة بالعكس له انعكاسات سلبية على مجمل الحياة الفلسطينية" .
وأردف :"حركة فتح في السنوات الاخيرة بدأت تغيب عن هموم الشارع وجمهورها وتبدو وكأنها ضعيفة ولا تلبي طموحات وآمال جماهير شعبنا".
واستطرد :" يسيطر على الجسم الحركي شخصيات ضعيفة اقل ما يمكن ان يقال عليها لا تملك رؤى واستراتيجيات لإعادة الروح للحركة واعادة الثقة لها بما يسهم في إعادة هيبتها ومصداقيته ومكانتها".
وقال سويدان ان حركة فتح تمر بأزمات كبيرة تنعكس سلبا على مجمل الشأن الفلسطيني تجعل الاحتلال يستفرد بشعبنا وتجعل خصومنا السياسيين يستخفوا ويمارسوا أجندات لا علاقة لها بمصلحة وأهداف شعبنا.
وأضاف:" فتح هي التنظيم الوطني الاصيل الذي حافظ على القرار الوطني والهوية الوطنية وحماها بالدم والشهداء... فتح رفضت التبعية ولا زالت ويجب ان تبقى كذلك وغير مسموح بأي شكل من الأشكال حرف بوصلة الحركة.. مهمة فتح تحرير الوطن والسمو بالمجتمع والرقي به الى أعلى المستويات وبناء الدولة والمؤسسات .. لكن الحركة غير مؤهلة بوضعها الحالي لذلك".
وواوضح ان الأجيال الناشئة بالحركة لا تحظى بأي رعاية أو اهتمام وتترك لفراغ الوقت دون أي برامج لصقل الشخصيات الفتحاوية وبلورتها على نحو وطني عميق.
وأضاف :"نريد أجيالا فتحاوية مناضلة وواعية مثقفة تحمل الأمانة والرسالة وتواصل مسيرة النضال ..نريد جيلا فلسطينيا قادرا على تحقيق طموحات شعبنا ".
ودعا سويدان الحركة إلى إعادة النظر في السياسات والبرامج والخطط والرؤى واسنادها إلى شخصيات وطنية واعية تستند في عملها على خطط لتحقيق أهداف محددة.
واستدرك قائلا :"لكن لا يمكن القبول بواقع توجد فيه اشخاص يمارسون عملهم بشكل من أشكال البيروقراطية كأنهم في مؤسسة "انجي أوز" أو مؤسسة خيرية .. فتح ثورة ووطن ومشروع تحرر.. من يتولون زمام الامور يريدون سلخ الحركة عن هويتها ".
وأضاف "لا أبرئ الكثير من أعضاء اللجنة المركزية لأنها تقصر في مهامها ولا تستجيب للتحديات.. مضى على الانقسام نحو 10 سنوات دون وجود رؤيا لاستعادة غزة وباتجاه عودة غزة للوطن ولا يوجد رؤية تجاه اعادة بناء جيل وصقل هويته وشخصيته ولا يوجد رؤية تجاه المجتمع سواء فيما يتعلق بالبنى التحتية والاجتماعية والاقتصادية" .
وقال :"الوضع في حالة ترهل كامل والحركة تفقد من شعبيتها كل يوم وكل ما يجري على حساب قوتها وضعفها ضعف للمشروع الوطني والمجتمع والجبهة الداخلية الفلسطينية وهذا أمر غير مقبول لأنه يسعى اليه العدو وكل الأعداء".
وأكد سويدان أن الرئيس محمود عباس لديه رغبة حقيقية ووطنية في استنهاض الحركة ودعم جيل جديد من الشباب لكن خلال المؤتمر السادس أصابت الحركة وعكة صحية بما أفرزه من لجنة مركزية ضعيفة ومجلس ثوري ضعيف.
وقال :"الازمة لم تكن في الرئيس لأنه حريص على حماية الحركة وصيانتها وتطورها والرقي بها والدفع باتجاه اجيال جديدة تتولي المسؤوليات لكن هناك جماعات تعمل بالخفاء سواء في اللجنة المركزية أو المجلس الثوري وجزء كبير منهم بلا مهام وعملهم فقط العبث بالحركة".
وأكد قائلا :"هناك أخوة مناضلون وشرفاء ولكن العبرة في النتائج والنتائج سلبية وكارثية".
ودعا سويدان إلى الاسراع في انقاذ الموقف معتبرا أن هناك مشاريع دخيلة على الحركة.
واعتبر أن الانتخابات التي تجري داخل الحركة لا تحتكم لروح النظام ولا تخدم مصلحتها ولا تفرز في الغالب نخبا قوية وأن من يفوز لا برنامج ولا خطط لديهم.
فيما يتعلق بالمؤتمر السابع، اتهم سويدان أشخاصا لم يسمهم في اللجنة المركزية والمجلس الثوري بالحركة بانهم يعطلون بشكل مقصود عقد المؤتمر.
وقال :"الرئيس منذ زمن طويل يريد عقد المؤتمر ولكن هناك من يتلاعب ويضع العصى في الدواليب ويحاول المماطلة لانهم يشعرون أن عقده لا يخدم مصالحهم ".
وحذر سويدان من أن عدم حسم الأمور ووضع النقاط على الحروف وإعادة صياغة المشهد التنظيمي بالحركة سيكون له انعكاسات سلبية على أي استحقاقات قادمة سواء انتخابات رئاسية أو تشريعية أو بلدية أو نقابية أو جامعات.
وقال :" جمهور الحركة في حالة استياء وتذمر وهناك غضب في القواعد التنظيمية .. ليست هذه فتح التي يعول عليها الشعب.. نريد فتح قوية حامية المشروع الوطني .. ونريد فتح قادرة أن تحقق آمال شعبنا بالحرية والاستقلال وبناء الدولة".