الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

احمد يوسف: لقاء الخريف سيضاف الى قائمة اللقاءات الفاشلة منذ مؤتمر مدريد وحتى الآن

نشر بتاريخ: 14/11/2007 ( آخر تحديث: 14/11/2007 الساعة: 19:28 )
غزة-معا- قال الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية،أن لقاء الخريف سيضاف إلى قائمة اللقاءات الفاشلة التي تعاقبت منذ مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991 وحتى الآن، وسيعود الريئس أبو مازن بيدين فارغتين، ويعاود العزف على وتر أن حماس هي السبب.

وبين يوسف في بيان صحافي أصدره المكتب الإعلامي للأمانة العامة لمجلس الوزراء،اليوم أن كل التوقعات الفلسطينية والعربية والدولية وحتى الإسرائيلية لا تعلق كبير الأمل على هذا اللقاء،مشيراً الى أن لقاء الخريف - كما وصفه أحد المحليين الغربيين ـ هو أشبه بحفلة عرس احتشد لها المهنئين، وغاب العروسان.

ونوه الى أن لا أحد يرفض أن تنعقد المؤتمرات أو الاجتماعات للبحث عن حلول سلمية للقضية الفلسطينية، ولكن الإشكالية أن مثل هذه اللقاءات تكررت بشكل ممل وفاشل على مدار السنين التي أعقبت أو سبقت أوسلو، كما أن نفس الوجوه والألقاب وأساليب التسويغ تتكرر، وإن كان السقف الوطني قد تدنى أكثر لدى البعض بصورة أضحت تشكل تهديدًا خطيرًا يمس بثوابت قضيتنا الوطنية.

وذكر يوسف،أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إمتهنت سياسة التسويف وشراء الوقت والتنكر للإستحقاقات المترتبة عليها بعد كل إتفاقية يتم التوقيع عليها، وهي تراهن دائماً على دعم الإدارة الأمريكية لها سياسياً وعسكريًا، وأيضاً على نفوذ تلك الإدارة في تطويع الموقفين العربي والإسلامي، وترويض السياسات الأوروبية بما ينسجم مع سياساتها ورؤيتها الرافضة لأية توجهات حقيقية نحو السلام الذي ينهي الاحتلال، ويؤسس للدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 والقدس عاصمة لها.

وأضاف"لقد عودتنا الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أن تتحدث عن السلام فيما جرافاتها ودباباتها لا تتوقف عن اجتياح القرى والمدن الفلسطينية، و تقوم بتدمير المساحات الخضراء والإستيلاء عليها لإقامة المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري تحت ذرائع أمنية وحجج وهمية".

وزاد "ليس هناك في الأفق ما يجعلنا نتفائل بإمكانيات نجاح لقاء الخريف، فالقيادات الثلاث عاجزة ومشلولة، ولديها من المشاكل والانشغالات الداخلية ما يجعلها جميعاً مرشحة للفشل والسقوط، فالرئيس بوش فقد شعبيته، والحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه يواجه ظروفاً صعبة في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر 2008، وهو معرض للخسارة أمام الحزب الديمقراطي، وبالتالي فإن بقاء الجمهوريين في الحكم هو ضرب من المحال، كما أن نفوذهم في الكونجرس قد تقلص لصالح الأغلبية الديمقراطية فيه".

وقال يوسف،لا يمكن التعويل على إدارة هي في طريقها إلى الرحيل، والرئيس القادم ستكون له سياسات مغايرة للنهج الذي سار عليه سلفه جورج بوش.

وتابع قائلاً، أما أولمرت فهو ليس بحالة أفضل، وهو مثل صديقه جورج بوش فقد شعبيته وتلاحقه ملفات الفساد، وهناك الكثير من الخلافات داخل حزبه والاحزاب المتحالفة معه، وهم يتوعدونه إذا ما أقبل على اتخاذ أية خطوات تمس الوضع النهائي للمناطق المحتلة، ولذلك فإن حراكه السياسي سيظل محدوداً وليس لديه ما يمكن تقديمه للفلسطينيين في موضوع القدس، اللاجئين، الجدار والمستوطنات.

وأضاف: إذا نظرنا للرئيس محمود عباس، فنحن لا نرى أن الرئيس عباس يحظى بأي إجماع وطني خلفه، فلقد خسر حركة حماس التي تمثل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني، وعمل على تعميق هوة الخلاف بين الضفة الغربية وقطاع غزة حين اصر على قطع طريق الحوار بين فتح وحماس، وأسس لحالة من التشظي السياسي والأمني والاجتماعي بين شطري الوطن في سابقه لم يستطيع المحتل القيام بمثلها، وهذا ما يجعل الرئيس في موقع يشبه من يذهب إلى الهيجا بغير سلاح.

واكد يوسف،أن الرئيس أبو مازن فقد معظم رصيده في الشارع الفلسطيني، لأن رهاناته ما زالت على الطرف الأمريكي المنحاز لإسرائيل، وهي نفس الرهانات التي كرست حالة التراجع والفشل منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 في واشنطن.

وشدد على أنه ليس لدى أولمرت ما يقدمه في ذلك اللقاء إلا الابتسامات الخادعة أمام عدسات المصورين، والحديث بلغة السلام التي لا تشكل تهديداً لمستقبله السياسي، وتكفي لدغدغة مشاعر الوفد الفلسطيني، وتغذيته بالمزيد من أوهام السلام القادم.

وكشف النقاب عن وجود جهود ومحاولات كبيرة يبذلها البعض لإستدارج المملكة العربية السعودية لحضور المؤتمر وتحقيق خطوة اختراق واسعة في جدار الممانعة لإسرائيل، مناشداً خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله مقاطعة هذا اللقاء، وذلك لما تحظى به المملكة من مكانة مركزية في وجدان أمتنا العربية والإسلامية.

وأكد يوسف،ان وقوف السعودية في وجه هذه المحاولات لتطبيع العلاقة مع إسرائيل يعزز من قدراتنا على الصمود في وجه المخططات الصهيو-أمريكية الهادفة لكسر إرادة شعبنا وأمتنا في التصدي لها.