نشر بتاريخ: 22/05/2016 ( آخر تحديث: 22/05/2016 الساعة: 16:37 )
بيت لحم- معا- شكلت استقالة موشيه يعلون من الحكومة والكنيست الاسرائيلي قنبلة سياسية تركت اثارها بشكل كبير على المستوى الأمني والعسكري الاسرائيلي، وهذا ما التقطه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وسارع بتعين وزير البناء الضابط احتياط يؤاف جلانت في المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينيت".
وجاء هذا القرار السريع من قبل نتنياهو بتعين الضابط احتياط يؤاف جلانت في "الكابينيت" بعد ادراكه عدم وجود أي عضو في المجلس له خبرة أمنية وعسكرية وفقا لما نشره موقع "والاه" العبري اليوم الأحد، فبعد استقالة موشيه يعلون فأن "الكابينيت" أو ما اعتادت وسائل الاعلام الاسرائيلية بتسميته "المطبخ الأمني السياسي المصغر"، فقد أهم عنصر له خبرة أمنية وعسكرية ليجد نفسه نتنياهو يقف لوحدة كي يكبح جماح ضغوطات اليمين المتطرف.
وبنظرة سريعة على "الكابينيت" الذي يتخذ القرارات المصيرية في اسرائيل خاصة المتعلقة بالحروب وتفاصيلها الميدانية وقت حدوثها، سنجد قبل هذا التعيين لوزير البناء يؤاف جلانت بأن احدا من الوزراء ليس لديه أي خبرة أمنية وعسكرية ذات شأن أو اهمية، فوزير الجيش الجديد ليبرمان وفقا لكافة المؤشرات والمحللين لا يوجد لدية أي خبرة في هذا الجانب، وباقي الوزراء نفتالي بينت وكحلون وغيرهم اكتسبوا خبرة سياسية في الكنيست الاسرائيلي فقط.
وأشار الموقع إلى أن تعيين جلانت في "الكابينيت" لن يكون سهلا خاصة في التعامل مع الوزير الجديد للجيش ليبرمان، خاصة بأنه سبق وصرح بداية العام الماضي بأنه من غير الممكن تسليم وزارة الجيش الى ليبرمان، وهذا المنصب بحاجة لشخص يتمتع بخبرة وتجربة كبيرة في مجال الأمن والجيش وهذا ما يفتقده ليبرمان، لذلك من غير الممكن تسليم هذا المنصب الهام في الحكومة الى شخص مثل ليبرمان لا يتمتع بهذه الخبرة، وفقط مسألة واحدة اتفق فيها في حينه مع ليبرمان بأن يعلون غير مناسب لمنصب وزير الجيش، وقد يكون لهذا التصريح تداعيات في عمل "الكابينيت" عندما يجلس ليبرمان كوزير جيش الى جانب جلانت كعضو في "الكابينيت".
وتقارن المواقع بين المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" الحالي وبين تشكيله في الحكومتين السابقتين لنتنياهو، حيث كان في المجلس الوزاري "الكابينيت" للحكومة الأولى بين عام 2009 و2012 أثنين من قادة الجيش "ايهود باراك وموشيه يعلون"، الى جانبهم الوزير دان ميردور والذي شغل منصب امني مهم في اسرائيل لأكثر من 20 عاما، وفي وقت متأخر من فترة الحكومة انضم افي ديختر بعد دخوله الحكومة الى "الكابينيت"، وديختر شغل منصب رئيس جهاز "الشاباك" وخدم فيه لفترة طويلة.
وفي الحكومة الثانية لنتنياهو كان في "الكابينت" كان اختلاف واضح في وجهات النظر واصبح الحديث يدور عن وجود اتجاهين خاصة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فقد كان ليبرمان ونفتالي بينت في اتجاه، وتسيفي ليفني مع يائير لبيد ويعقوب بيري في اتجاه، وطبعا الى جانبهم رئيس الوزراء نتنياهو مع موشيه يعلون اللذان كان بينهما تفاهم واسع وتنسيق كبير.
وكان واضحا وجود وزراء لديهم خبرة أمنية وعسكرية، فعدى عن يعلون فأن يعقوب بيري كان رئيسا لجهاز "الشاباك" وليفني عملت سنوات في جهاز "الموساد"، كذلك فأن مستشار نتنياهو لشؤون "الأمن القومي" في الحكومتين كان يشارك بشكل دائم في اجتماعات "الكابينيت"، فقد كان في الحكومة الأولى يعقوب عميدرور ومن ثم يوسي كوهن ولديهما خبرة طويلة في الأمن، واليوم لا يوجد لدى نتنياهو مستشار لشؤون "الأمن القومي"، فبعد أن عين نتنياهو لهذا المنصب الضابط احتياط ابريال بار يوسف، منع من استلام هذا المنصب لحين انتهاء الشرطة الاسرائيلية من التحقيق في قضية له علاقة فيها.
ويخلص الموقع بنتيجة بعد هذا الاستعراض بأن "الكابينيت" والذي سيكون مطالبا باتخاذ القرارات المصيرية والمتعلقة بأمن اسرائيل، لا يوجد فيه اليوم من لديه الخبرة الأمنية سوى العضو الجديد يؤاف جلانت والذي قد لا يتوافق مع ليبرمان على تصريحاته السابقة ضده، ويبقى فقط رئيس الوزراء نتنياهو هو من سيتخذ القرارات والتي سيتحمل نتائجها تقريبا لوحده، وسيكون مطالبا بكبح جماح اليمين الأكثر تطرفا في "الكابينيت" ولن يجد الى جانبه يعلون أو بيري او تسيفي لفني ولا حتى يائير لبيد ليناصروه في الموقف.