ابو مازن يدعو الى عدم خلق المبررات للعدوان وحماس تصف القطاع بقنبلة موقوتة ستنفجر في وجه العدو
نشر بتاريخ: 25/09/2005 ( آخر تحديث: 25/09/2005 الساعة: 19:07 )
رام الله- غزة- معا- بالرغم من التردد والخوف من لقاء رجال الاعلام الذي عبر عنه الرئيس محمود عباس في حديثه مع الصحافيين خلال مؤتمر حول استراتيجية اعلامية موجهة للعالم الخارجي عقد في مدينة رام الله اليوم الا ان عباس استطرد في الحديث عن كافة القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية.
واكد ابو مازن في حديثه المطول الى ان الامن هو المفتاح السحري لكل القضايا مؤكدا ان ما يتحدث عنه من امن هو الامن الفلسطيني الذي يعتبر المصلحة الوطنية الحيوية, مؤكدا انه لا اقتصاد ولا مجتمع ولا علم ولا استثمار بدون امن.
وطالب الرئيس الشعب الفلسطيني عدم اعطاء أي احد المبررات للاعتداء عليهم معتبرا انه يمكن ان يكون لدى الاسرائيليين النية للقيام بهذا التصعيد للتغطية على الخلافات الداخلية في حزب الليكود وان من المصلحة الفلسطينية ان يتم الضغط بكل الاتجاهات والتحدث مع الامريكيين للضغط عليهم.
واستعرض الرئيس الفلسطيني اهم المراحل والمحطات التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ توليه رئاسة الوزراء وتليها رئاسة السلطة الفلسطينية وتطرق الى اتفاق القاهرة الذي تم بين الفصائل الفلسطينية والذي خرج بثلاثة محاور وهي التهدئة والانتخابات التشريعية وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.
واعتبر الرئيس انه تم التباطوء كثيرا باتجاه تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المظلة التي تظلل الجميع بما فيها السلطة الوطنية التي تمثل نصف الشعب الفلسطيني والمنظمة تمثل كافة الشعب الفلسطيني ولذلك يجب اعادة اصلاح ومأسسة المنظمة لرعاية المصالح الفلسطينية.
كما تطرق الرئيس الى قضية الفساد الذي لم يستطع انكار وجودها والتمتع بها, مؤكدا ان السلطة الوطنية قطعت شوطا كبيرا وبعيدا بالاصلاح ومحاربة هذه المظاهر بمختلف اشكالها بما نسبته 50% معددا التغييرات التي اجراها في عدد من المؤسسات مثل تعيين رئيس جديد لسلطة النقد ونائبا عاما واقرار قانون القضاء والتقاعد والقانون الدبلوماسي وغيرها.
واعتبر الرئيس الحديث بتحويل الحدود والمعابر الى دولية بالموقف الخطير جدا مستبعدا الحكم عليه الان, مشيرا الى ضرورة دراسة القضية من الناحية القانونية معبرا عن خشيته ان تكون هذه مطبات لا يعرف الى اين ستوصل.
واكمل الرئيس حديثه عن الانسحاب الفلسطيني من القطاع الذي فضل ان يقال عنه الخروج الاسرائيلي وليس الانسحاب من قطاع غزة وما تبع ذلك من قضايا كالحدود ومعبر رفح والفوضى التي حصلت به والاتفاق الذي تم بين الجانبين الفلسطيني والمصري بفتح المعبر لمدة 48 ساعة للسماح للذين دخلوا وخرجوا عبر المعبر دون تاشيرة العودة الى ديارهم.
واشار الرئيس الى الاقتراح الاسرائيلي الذي قدم بتحويل المعبر الى منطقة "كيرم شالوم" الى ان يتم اصلاح معبر رفح حيث قوبل ذلك برفض فلسطيني حتى لا يعتبر ذلك سابقة وامر واقع وخطير لا يستطيع الجانب الفلسطيني التخلص منه.
واكد الرئيس محمود عباس ان الحادث الذي وقع يوم الجمعة الماضية واوقع 19 شهيدا هو ناجم عن انقلاب سيارة كانت محملة بقذائف مما ادى الى انفجارها وذلك بناء على التحقيق الذي اجراه النائب العام مشيرا الى اتهام اسرائيل بهذه العملية والعودة الى نقطة الصفر وانتظار شارون لاي شيء ( نكشة ) لتعود الاوضاع الى سابقاتها.
ورفض ابو مازن الحديث عن اطلاق سراح اسرى غزة دون غيرهم من الاسرى الفلسطينيين بعد الخروج من غزة لان الشعب الفلسطيني لم يصل الى الاستقلال بعد قائلا: عندما نطالب بالافراج عن الاسرى نطالب بالافراج عن كل الاسرى مهما كان موقعهم الجغرافي.
من جانبه قال مشير المصري الناطق الإعلامي باسم حركة حماس: "ان الخطاب الذي ألقاه اليوم الرئيس محمود عباس جاء مخيباً لآمال الشعب الفلسطيني الذي توقع أن يكون خطاباً موحداً لصفوف الشعب وحاضناً للجميع".
وأضاف المصري في لقاء اجرته وكالة "معا" أن الخطاب الرئاسي كان مخيباً للآمال لأسباب ثلاثة قال: "إن أولها, انه جاء مبرء للاحتلال من الجريمة الكبرى التي ارتكبها في جباليا, مضيفا: أن في هذا الخطاب انزلاق إلى رواية مكتب وزارة الداخلية الذي صدر بعد 4 دقائق فقط من الانفجار، متسائلا عن الأدلة التي قدمها تحقيق النائب العام، التي تحدث عنها الرئيس، مؤكداً أن الآلاف شاهدوا الطائرات التي تحلق بكثافة في سماء العرض العسكري ومن ثم أطلقت صواريخها باتجاه الموكب القسامي وسط الجمهور.
اما السبب الثاني حسب المصري فهو أن حديث الرئيس عن فوضى السلاح والفلتان الامني الذي حاول الرئيس ربطه بما حدث لم يأت بهذا السياق بل بسياق قتل موسى عرفات وهشام مكي وخليل الزبن ومحاولة اغتيال النائب نبيل عمرو، وخطف اللواء غازي الجبالي.
أما السبب الثالث فقال المصري: "إن الخطاب جاء مخيباً للآمال, وأن حماس تستغرب إصرار البعض على تبني الرواية الإسرائيلية في الوقت الذي قدمت فيه الجماهير وحماس الأدلة الدامغة والبراهين الثابتة على كذب العدو الإسرائيلي" ومن وصفهم بوكلائه على الأرض.
واستعرض الناطق باسم حماس الأدلة التي تبرهن على ان الانفجار كان بفعل إسرائيلي وخاصة القطعة الإلكترونية التي عرضها قادة الحركة وانتزعت من جسد أحد الشهداء وشهادة الآلاف من الناس ان الطائرات أطلقت صواريخها عدا عن أن الكتائب لا تعرض إلا مجسمات للأسلحة وهياكل وأدوات بلاستيكية.
وأكد المصري أن تهديدات "العدو الإسرائيلي" لن تخيف الشعب الفلسطيني الذي تعود عليها، مضيفاً :" ليعلم العدو الصهيوني أن غزة تمثل قنبلة موقوتة ستنفجر في وجهه وسيندم على هذا التصعيد وسيدفع الثمن غالياً".