الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاحتلال يعتقل 65 صيادا منذ بداية العام

نشر بتاريخ: 23/05/2016 ( آخر تحديث: 23/05/2016 الساعة: 11:05 )
الاحتلال يعتقل 65 صيادا منذ بداية العام
غزة- معا- أعلن مركز الميزان لحقوق الانسان، اليوم الإثنين، أن الاحتلال الاسرائيلي استهدف الصيادين في قطاع غزة 58 مرة في عرض الحبر واعتقل 65 صيادا منذ بداية العام الحالي.

وقال الميزان في بيان وصل معا:" تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة انتهاكاتها بحق الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل منظم وجسيم، خاصة بعد سماح قوات الاحتلال للصيادين الفلسطينيين الوصول لمسافة تسعة أميال بحرية في المناطق الوسطى والجنوبية من بحر القطاع في الثالث من ابريل من العام الحالي وتتنوع تلك الانتهاكات ما بين إطلاق النار والاعتقال الاستيلاء على معدات الصيد والقوارب، كذلك الاستمرار في سياسة منع دخول محركات جديدة للمراكب، ومنع دخول مادة الألياف الزجاجية "الفيبرجلاس" والخاصة بصناعة القوارب في إطار الحصار المفروض على القطاع منذ العام 2007.

وأضاف "الميزان" أن قوات الاحتلال تواصل نهجها في إهانة واذلال الصيادين الفلسطينيين وامتهان كرامتهم أثناء ممارستهم أعمال الصيد كمصدر رزق وحيد لهم وعوائلهم، وذلك من خلال مطارتهم ومحاصرتهم واجبارهم على خلع ملابسهم واعتقالهم واخضاعهم للتحقيق وابتزازهم والاستيلاء على مراكبهم ومعدات الصيد".

وتشير عمليات الرصد والتوثيق التي يواصلها مركز الميزان، إلى تصعيد كبير في الانتهاكات الإسرائيلية خلال القترة الممتدة من 1/1/2016 وحتى صدور هذا البيان، فإن قوات الاحتلال استهدفت الصيادين 58 مرّة في عرض البحر، واعتقلت خلال تلك الحوادث عدد 65 صياداً من بينهم 10 أطفال خلال 17 حادثا، وأصابت قوات الاحتلال خلال تلك الحوادث 6 صيادين بجراح، واستولت على 22 قارباً للصيد خلال 16حادثاً، في حين خرّبت معدات صيد في عدد 10 حوادث. وكان آخر تلك الاعتداءات: اعتقالها 10 صيادين منهم طفلاً واحداً، والاستيلاء على 5 قوارب صيد، وعدد 36 قطعة من شباك الصيد.

ووفقا لرصد وتوثيق مركز الميزان، فقد فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 5:30 من صباح يوم الأحد الموافق 22/5/2016، تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين التي تواجدت في عرض بحر منطقة الواحة غربي بيت لاهيا في محافظة شمال غزة، واعتقلت 8 صيادين كانوا على متن 4 مراكب من نوع "حسكة مجداف"، من بينهم طفلاً واحدا، واستولت على القوارب وعدد 36 قطعة من شباك الصيد من نوع "ملاطش سردين".

وتفيد التحقيقات الميدانية أن قوات الاحتلال حاصرت القوارب على مرتين، في كل مرّة سيطرت على قاربين، وسحبت القوارب بعد اعتقال من عليها، وقام جنود البحرية الإسرائيلية بقطع وتخريب شباك الصيد أو سحبها مع القوارب نفسها، واستمر الحادث حتى الساعة 6:30 من صباح الأحد نفسه، والصيادين هم: راسم إسحاق زايد (29 عاماً)، وشقيقه: محمد (19 عاماً)، وكانوا على متن قارب يملكه والدهما: إسحاق محمد زايد، ويحملون (10) قطع من شباك الصيد. وصقر يونس زايد (20 عاماً)، وشقيقه: أيمن (18 عاماً)، وكانوا على متن قارب يملكه والدهما: يونس دياب زايد، ويحملون (9) قطع من شباك الصيد. أسعد محمد السلطان (52 عاماً)، وخالد محمود السلطان (21 عاماً)، وكانوا على متن قارب يملكه الصياد: محمود أحمد السلطان، ويحملون (9) قطع من شباك الصيد. محمد محمود السلطان (23 عاماً)، وشقيقه الطفل: أيمن (15 عاماً)، وكانوا على متن قارب يملكه الصياد: حسام فتحي السلطان، ويحملون (8) قطع من شباك الصيد.

وحول الحادثة أفاد الصيّاد: عبد الباري محمد السلطان، المركز بأن "قوات الاحتلال لاحقت قوارب الصيادين أثناء خروجهم من البحر وعلى مسافة تقدر بـ 300 متراً تقريباً من الشاطئ، وحوالي 1500 متراً من حدود الفصل الشمالية، في المنطقة الواقعة شمالي غرب منطقة الواحة، وحاصر زورقان حربيان حسكتين في البداية، وأجبروا من عليهما من صيادين على خلع ملابسهم والنزول للماء والسباحة نحو أحدهما، ومن ثمّ اعتقلوهما، وربطوا الحسكة وما عليها من معدات وجرّوها معهم تجاه الطراد الذي يتوقف غرباً في عمق مياه البحر، وبعد حوالي ساعة كرر الزورقان الفعل واقتادوا حسكتين آخرتين، ليصبح عدد الحسكات أربعة كان عليهما ثمانية صيادين.

وفي حادثٍ ثانٍ، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 8:00 من صباح يوم الأحد نفسه، تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين التي تواجدت في منطقة الواحة ذاتها، واعتقلت الصيادين أحمد محمد زايد (32 عاماً)، وشقيقه: إبراهيم (21 عاماً)، الذين كانا على متن مركب من نوع (حسكة مجداف)، واستولت على القارب. وتفيد التحقيقات الميدانية أنهما دخلا البحر على حسكة يملكها الصياد كامل ذيب الأنقح، لجمع شباك الصيد التي رماها جنود البحرية الإسرائيلية أثناء اعتقال أبناء عمهما: راسم ومحمد إسحاق زايد، قبل سويعات.

وحول الحادثة أفاد نقيب الصيّادين في محافظة شمال غزة جهاد أحمد محمد السلطان، الذي تواجد في المنطقة، بأن "قوات الاحتلال لاحقت القارب أثناء ذهاب الصيادين لجمع شباك أبناء عمهما من البحر وعلى مسافة تقدر بـ800 متراً تقريباً من الشاطئ، وحوالي 2500 متراً من حدود الفصل الشمالية، في المنطقة الواقعة غربي منطقة الواحة، وحاصر زورقان يتبعان لبحرية الاحتلال الحسكة، وأجبروهما على خلع ملابسهما والنزول للماء والسباحة نحو أحد الزورقين، ومن ثمّ اعتقلوهما، وربطوا الحسكة وجرّوها معهم تجاه الغرب في عمق مياه البحر.

وفي حادثً ثالث، فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة، عند حوالي الساعة 10:20 من صباح الأحد، تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين التي تواجدت في المنطقة نفسها، وتفيد التحقيقات الميدانية أن الطراد الإسرائيلي لاحق عدد من قوارب الصيادين لغرض ايقافها واعتقال من عليها، بيد أن الحسكات نجحت في الإفلات منه والابتعاد عن المكان، وهو الأمر الذي دفع الصيادين لمغادرة البحر وعدم استكمال أعمال الصيد، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وجدد مركز الميزان لحقوق الإنسان استنكاره الشديد لانتهاكات قوات الاحتلال المتواصلة في عرض البحر واستمرار إيقاع العقاب الجماعي بالصيادين بما يمسّ بحقهم في الحياة وسلامتهم البدنية وكرامتهم الإنسانية، وينتهك حقهم في العمل وفي مستوى معيشي مناسب، الأمر الذي ينعكس سلبا على تمتع أسرهم ولاسيما الأطفال بحقوقهم، في ظل إدخال غالبية صيادي قطاع غزة تحت خط الفقر بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم.

وشدد مركز الميزان على أن السياق العام لتعامل سلطات الاحتلال مع الصيادين يثبت أن ما تقوم به لا يعدو كونه ترهيبا، كونها وفي كل الأحوال تخضع الصيادين لمعاملة قاسية ومهينة وتعتقلهم تعسفياً وتستولي على قواربهم ومعداتهم ومتعلقاتهم الشخصية وتفرج عنهم بعد ساعات بسبب عدم وجود أي مبرر لإدانتهم أمام محاكمها التي تتميز بابتعادها عن تحقيق العدالة.

وأكد الميزان أن عدم إدانة الصيادين تؤكد أن الانتهاكات المرتكبة بحقهم ليست سوى ترهيباً وعقاباً جماعياً في سياق العقاب الجماعي المفروض على قطاع غزة للعام التاسع على التوالي.

وجدد المركز التأكيد على حق الصيادين في ممارسة أعمالهم بحرّية في بحر غزة، كحق أصيل من حقوق الإنسان، وأن قوات الاحتلال ترتكب انتهاكات منظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان باستهدافها المتكرر للصيادين.

وعبر الميزان عن استهجانه لاستمرار صمت المجتمع الدولي وتحلله من التزاماته القانونية بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني ولاسيما اتفاقية جنيف الرابعة، مؤكدا أن استمرار صمت المجتمع الدولي أسهم ولم يزل في تشجيع قوات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الانتهاكات.

وجدد مركز الميزان مطالبته المجتمع الدولي ولاسيما الدول الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالقيام بواجبها الأخلاقي والقيام بخطوات عملية لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يمثل جريمة حرب مستمرة.