جاء ذلك بحضور داود الزير رئيس مجلس امناء الكلية والأستاذ الدكتور عوني الخطيب رئيس الكلية والدكتور ياسر شاهين رئيس المؤتمر و
وفي البداية رحب عريف الحفل هيثم حجازي بالحضور، شاكراً لهم مشاركتهم في هذا المؤتمر، تلى ذلك تلاوة آيات من الذكر الحكيم والسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين.
ومن جانبه أعلن الدكتور ياسر شاهين رئيس المؤتمر ومدير مركز تنمية الموارد البشرية في الكلية خلال كلمته عن بدأ فعاليات المؤتمر والذي سيتناول موضوع " التعليم العالي "، مشيراً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر وفي دورته الخامسة وتناوله لهذا الموضوع الهام هو استشعار بأهمية العلم والعلماء والعملية التعليمية ، مؤكداً على أن التنافسية العالمية وثورة تكنولوجيا المعلومات قد فرضت على الجامعات الفلسطينية تحديات صعبة على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية ما استوجب ضرورة التزامها بالمعايير العالمية، مضيفاً: "إن هذا المؤتمر يأتي استجابة لظروف موضوعية أحاطت بواقع التعليم العالي، وفرض علينا المحاولة بطريقة جادة ومسؤولة لرصد تحديات جودة التعليم والبحث العلمي، وتحديات التمويل للتعليم الجامعي لتصحيح مسارات التعليم العالي والارتقاء به نحو مصاف الجامعات العالمية".
وبدوره أكد الأستاذ الدكتور عوني الخطيب رئيس كلية فلسطين الأهلية الجامعية على أن الكلية تركّز على دعائم الابتكار والريادة في مناهجها وذلك من خلال توطيد مهارات محددة في رحلة الطالب التعليمية منها مهارة القدرة على حل المشاكل والتفكير النقدي بالإضافة إلى ما يسمى بالمهارات الناعمة اللغوية والحاسوبية، آملين من خلال ذلك ترسيخ هذه المهارات وتمكين الطلبة من البدء بمشاريعهم الانتاجية والخدماتية الأمر الذي من شأنه أن يوقف سيل الباحثين عن الوظائف ويمكنهم من توظيف أنفسهم ذاتياً، مضيفاً: "إن كلية فلسطين الأهلية الجامعية ترفع علم الابتكار والريادة في رؤيتها ومناهجها وإدارتها فلا تترك أمراً ولا تبخل بجهد في سبيل أن يتلمس الطالب طريقه ويخرج للحياة العملية مسلحاً بكامل المهارات والوسائل التي تمكنه من المنافسة والنجاح".
وأكدت الأستاذة فيرا بابون رئيس بلدية بيت لحم خلال كلمتها إلى أن التعليم يعتبر واجب وطني للشعب الفلسطيني، الأمر الذي زاد من عدد الخريجين العاطلين عن العمل وخاصة في محافظة بيت لحم والتي وصلت فيها نسبة العاطلين عن العمل من بين الخريجين 27%، مشيرة إلى ضرورة وجود فكر ووعي ريادي في التعليم العالي وفرص ريادية في سوق العمل من أجل إحداث تغيير ومواجهة مختلف التحديات التي نواجهها، مضيفة: " إن الفكرة الريادية والمشاريع الريادية بالتعاون مع القطاع الخاص تدفع الخريجين الجدد إلى البدء بفكر يخاطب قدرتهم الذاتية للبدء بمشاريعهم الخاصة مهما كانت صغيرة".
وقدم عبد المجيد ملحم المدير العام لشركة جوال كلمة نيابة عن الشركات الراعية عبر من خلالها عن شكره لزملائه في القطاع الخاص من بنك القدس وشركة باديكو القابضة والأصدقاء في المجلس الثقافي البريطاني الذين انتدبوه لألقاء كلمة ممثل الرعاة لهذا المؤتمر العلمي الهام ، مضيفاً: “نحن في شركة جوال نفتخر أننا دائما منفتحون على المشاركة ومستعدون لدعم أي مبادرات من شأنها إثراء العملية التعليمي، فبالإضافة إلى كافة البرامج التدريبية التي تقدمها جوال إلى طلاب الجامعات، تم خلال السنة الأخيرة إطلاق أكثر من برنامج في أكثر من جامعة فلسطينية وتحت مسميات مختلفة تهدف في مجملها إلى إدخال التعليم من خلال العمل إلى مناهج الجامعات، وهذا أسلوب مجرب وناجح في كثير من دول العالم، فهو ببساطة يثري العملية التعليمية لدى الطلاب ويكسبهم مهارات عملية أساسية تسهم في رفع كفاءتهم وقدرتهم على فهم متطلبات سوق العمل لإصدار جيل واع من الكفاءات الوطنية".
وفي كلمة للدكتور صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي، أشار خلالها إلى أن عاماً كاملاً مفعماً بثمانية إضرابات متوج بكثير من المحن والتجارب لم يكن سهلاً وهو يحط الرحال في منصته الأخيرة خلال يومين أو يزيد للتحضير لامتحان التوجيهي في نسخته الأخيرة بعد اثنان وخمسون عام، مضيفاً: "ليس سهلاً على الإطلاق أن تغير، ومن السهل أن تمارس رياضة الحديث وأن تمتلك من الطرف الفكري مساحة كبيرة تفرد لها ساعات طويلة في الحديث والتنظير، لكننا نبدأ بجلد ذاتنا في البداية ونقول بأن احلامنا الكبيرة وطموحاتنا أكبر، لكن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، مؤكداً على ان الوزارة في مرحلة سباق ماراثوني مع الوقت لأنها ومنذ أيام قليلة بدأت بكتابة المنهاج الفلسطيني الجديد.
وعبّر صيدم على أهمية إشراك الوزارة في مخرجات هذا المؤتمر وذلك من أجل التركيز على مواطن الخلل والبدا باستنباط الدروس والعبر والتركيز على استئصال هذه المشاكل، مصرحاً: "إن هناك انفجار في الاهتمام في التعليم العالي من قبل مؤسساته، لكن الوزارة تبحث اليوم عن الجودة مما اطرني إلى اتخاذ قرار وقف ترخيص جامعات جديدة ووقف اعتماد برامج جديدة إلا إذا تميزت ببرامجها وقدمت شيء مختلف".
ويهدف المؤتمر الذي سيمتد على مدار يومين إلى رسم ملامح مستقبل المنظومة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في ضوء مرتكزات العالم الجديد، وتقديم إطار تقييمي للمسيرة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي والتنمية البشرية والابتكار خلال الفترة 1996- 2015 م ، بالإضافة الى استشراف مستقبل التخصصات العلمية والتكنولوجية المختلفة، من خلال طرح رؤى لكيفية تحويل مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية إلى مؤسسات بحثية وريادية، وللتعرف على آليات تعزيز القدرات الوطنية للارتقاء بالتعليم والبحث العلمي والتنمية البشرية بطريقة مبتكرة.
وسيتناول المؤتمر في جلساته ستة محاور وهي تقييم واقع المسيرة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي والتنمية التكنولوجية والابتكار خلال الفترة من 1994-2015، ومستقبل المنظومة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار في ضوء الواقع الفلسطيني الحالي ومرتكزات العالم الجديد وآليات تعزيز القدرات الوطنية للارتقاء بالتعليم العالي والبحث العلمي والتنمية التكنولوجية والابتكار الجودة والنوعية والخبرات والممارسات الإقليمية والعالمية المتميزة في بناء منظومات التعليم والتكنولوجيا والابتكار وكيفية تطويرها وتمويل التعليم العالي في فلسطين والأبحاث والدراسات الريادية في المجالات البحثية.
وفي الختام تم تكريم كل من معالي الدكتور صبري صيدم لرعايته لهذا المؤتمر والشركاء في المجلس الثقافي البريطاني، بالإضافة إلى تكريم الشركات الراعية ممثلة بشركة جوال وبنك القدس وشركة باديكو القابضة.