الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صالة بلدية نابلس الى أين

نشر بتاريخ: 25/05/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
صالة بلدية نابلس الى أين
رام الله - معا - بسام ابو عرة : اثارت قضية عدم استكمال البناء في صالة بلدية نابلس ردود افعال حانقة بين الرياضيين في محافظات الوطن، عموما، وشمال الضفة خصوصا، لما للصالة من اهمية كبرى وهي التي كانت ستقدم الخدمات لاكثر من 60 الف شاب وفتاة ورياضي، وبالذات في محافظة نابلس، في ظل عدم وجود اي صالة قانونية حسب المواصفات والمقاييس الدولية في المنطقة.

وكان اليوم الذي تم فيه توقيع الاتفاقية بين البلدية والوكالة الاميركية للتنمية بمثابة عيد للرياضيين الفلسطينيين نظرا لحيوية واهمية المشروع الرياضي الشبابي الذي كانوا يحلمون به منذ فترة طويلة، وعند مشاهدتهم هذا الصرح الاول من نوعه في الشرق الاوسط حسب المواصفات القانونية التي اقرتها الوكالة الاميركية للتنمية انشرحت واثلجت الصدور وبات الرياضيون على امل انهاء البناء في الصالة من اجل افتتاحها وخدمة الاندية التي طالما افتقرت لوجود ملاعب وليس وجود صالة قانونية، فكان الامل بهذا العمل وهذه الصالة يملأ الافاق .

وبينما كان الجميع يترقب بدء انطلاق العمل وانهاء الجدران الخارجية للصالة، فوجىء الجميع بتوقف العمل ليس هذا فحسب بل سحب المشروع بشكل كلي من الجهة المانحة له والتصرف بباقي التمويل الى مشاريع اخرى جانبية بعيدة كل البعد عن الرياضة والرياضيين، فوقع هذا الخبر كالصاعقة المدوية على الرياضيين الذين حلموا في الصالة التي كانوا يتمنون رؤيتها وهي تبصر النور وتخدم شبابنا وصغارنا وكبارنا، لكن هذا الحلم توقف وتبدد عندما سحب المانحون مشروع الصالة "في ليلة ليس في قمر" كما يقولون.

طبعا الذريعة التي سحب من اجلها المشروع تعود على تغييرات في البناء بكل مكوناته والذي كان رصد له مبلغ وقدره 6 مليون دولار اميريكي، لكن بعد اعادة الخبراء المختصين وهم من الوكالة الامريكية للتنمية فحص المكان والبناء تبين لهم وجوب زيادة مبلغ المشروع من 6 ملايين الى 9 ملايين وهذا الامر غير وارد في الاتفاقية الموقعة بين الوكالة الامريكية للتنمية وبلدية نابلس ما ادى الى مخاطبة البلدية في هذا التغيير والتأكيد ان الوكالة لا تستطيع استكمال المشروع بهذه الزيادة وتقترح ارسال المبلغ المتبقي منه الى مشاريع نفعية اخرى بالمدينة وهو ما وافقت عليه البلدية مباشرة ،لينتهي حلم الرياضيين ويتوقف عند بناء السور الخارجي للصالة فقط، ويعود اهل الاهتمام بالصالة الى المطالبة من جديد باستكمال البناء.

* اندية نابلس :عماد لبادة -
استهجنت اندية نابلس والمحافظة واستنكرت الايقاف غير المبرر وغير المقنع للمشروع الذي يعتبر ليس فقط حيويا للرياضيين والشباب وللمجتمع المحلي، بل ومن المشاريع ذات الأولوية المقرر في البلدية في خطتها الاستراتيجية.

وقال لبادة :ايقاف المشروع ينظر إليه كجزء من سياسة الحصار والتهميش والأغلاق الذي يمارس بتخطيط أو بلا وعي تجاه المدينة والمحافظة برمتها.
وتابع: بعد أن توجت الجهود في السابق على الشروع في تحقيق الحلم صدمت الأندية والحركة الرياضية في المحافظة بالقرار الجديد القاضي بإلغاء التمويل وبالتالي تأجيل المشروع، وتعتقد الأندية أن التراخي في قبول إلغاء أو استبدال وتحويل التمويل أو جزء منه لأنشطة ومشاريع أخرى غير مشابهة انعكاسا سلبيا للفهم الخاطئ لدى المعنيين لدور وضرورة التنمية الرياضية والشبابية في المحافظة.

وما لهذا الدور من قدرة وتأثير على مستقبل الأجيال القادمة وهناك صرخة مكتومة وربما يكون لها تأثيرمدوي وصاخب للأندية والمراكز الشبابية والكثير من مؤسسات المجتمع المدني للضغط وبقوة من أجل المضي قدما في تحقيق وتنفيذ ما تحتاجه المدينة والمحافظة من بنية تحتية رياضية متوازنة وبما يعيد جزء من التاريخ المضيء ويوفر إمكانيات كبيرة للأجيال القادمة.

* د.خالد قادري ممثل بلدية نابلس-
كشف د.قادري ممثل بلدية نابلس الحالية عن ان سبب توقف مشروع الصالة كان من قبل الوكالة الامريكية للتنمية، وانهم اي الامريكان قرروا سحب المشروع كونه يحتاج الى 3 مليون دولار اضافية الى مبلغ الـ 6 مليون التي كانت الوكالة وافقت عليها ووقعت الاتفاقية مع البلدية حينذاك.
وقال : بعد معاينة لجنة مختصة من الخبراء الاميركيين للصالة قرروا حاجتها الى اعادة في البنية التحتية ونظام الحماية وكل ذلك بحاجة الى مزيد من الدعم المالي بتكلفة 3 مليون دولار، وهذا خارج نطاق الاتفاقية التي وقعت بين الوكالة وبلدية نابلس.

واضاف: تمت مخاطبة البلدية من قبل الوكالة على سحب المشروع والاستفادة منه في مشاريع اخرى تفيد المدينة فقبلت البلدية وتم تحويل جزء من الاموال الى الشوارع وترميمها.

وتابع: جاءت فكرة المشروع العام 2006 - 2007 - 2008 عندما كان يقود البلدية الحاج عدلي يعيش لكن الوكالة الامريكية رفضت التعامل مع البلدية في حينه بحجة ان حماس هي من تقود البلدية، فتم سحب المشروع من البلدية لصالح محافظة نابلس ووافقت الوكالة على توقيع الاتفاقية بعد ذلك مع المحافظة وتم توقيع الاتفاقية مع البلدية لاحقا بعد انتهاء فترة الحاج عدلي يعيش في البلدية.

* د. غسان المصري مدير عام التخطيط والدراسات الاستراتيجية في محافظة نابلس -
استغرب كيف وافق رئيس لجنة تسيير الاعمال الغاء اضخم مشروع في الوطن،وكشف د. غسان المصري عن قصة وبداية الصالة التي لم تكتمل وقال: المشروع ضمن الخطه الاستراتيجية لمحافظة نابلس، وتم تقديم المشروع الىusaid من المحافظة، وتمت الموافقة المبدئية عليه، ثم طلب تفاصيل المشروع عن طريق المحافظة لانهم لا يتعاملون مع بلدية نابلس بحجة ان ادارتها حماس وهي ايام الحاج عدلي يعيش.

واضاف: تم اعداد المخططات كاملة وتكفلت المحافظة مع وزارة الحكم المحلي باعداد عطاء وطرحه لجميع المكاتب الهندسية على ان يتم تمويله من الطرف الفلسطيني، واخذت موافقة رئيس الوزراء سلام فياص في حينه على التمويل بمبلغ 35 الف دولار لاعداد المخططات كاملة وتم انجاز ذلك.
وتابع قائلا: تم الطلب من الممولين ان تكون ملكية الارض باسم محافظة نابلس وطلبنا من البلدية التنازل عن ملكية الارض لصالح المحافظة وتم ذلك، ومن خلال التواصل مع c.h.f والمتابعة الدائمة والاسبوعية انطلق العمل في المشروع واستغرق اقامة الجدار الخارجي عدة اشهر وتم التواصل بين البلدية برئاسة غسان الشكعة بعد فوزه في الانتخابات وتعامل الجهة الممولة مع البلدية.

واشار المصري الى حدوث مستجدات كان ابرزها تدخل الممول لتطوير نظام الحماية والسلامة العامة وبعض الشروط لتطوير المشروع ، وتبين الحاجة الى رفع التكلفة الى 9 مليون دولار بعد ان كان توقيع الاتفاقية في السابق 6 مليون وكانت المرحلة الاولى بتكلفة مليون دولار لاقامة الجدار الخارجي الضخم ، وبعد انجازه تم الاتفاق على التمويل بمبلغ 6 ملايين ما بين رئيس البلدية غسان الشكعة والجهة الممولة والجهة المنفذة ايضا.

وكشف المصري ان ما حصل من تطورات عندما حضر وفد من الـ usaid والتقى برئيس لجنة تسيير الاعمال في البلدية وابلغه عدم امكانية توفير تمويل بمبلغ 9 ملايين دولار لاستكمال المشروع وعرضوا عليه تحويل المبالغ المرصودة للمشروع للبلدية لبعض المشاريع الصغيرة كاولوية تعبيد واصلاح بعض الطرق ووافق رئيس لجنة تسيير الاعمال على ذلك، علما ان الاتفاق على المشروع منذ البداية لم تكن البلدية طرفا فيه.

وختم المصري: المحافظة صاحبة المشروع والارض ما زالت حتى اللحظة ضمن ملكيتها، ولا اعرف كيف وافق رئيس لجنة تسيير الاعمال على الغاء اضخم مشروع صالة رياضية في الوطن في محافظة نابلس وهناك الكثير من التساؤلات حول ذلك؟
*دور المجلس الاعلى للشباب والرياضة:
اعتقد ان للمجلس الاعلى للشباب والرياضة دورا محوريا ومهما في هذا الموضوع بصفته المسؤول الحكومي عن اية مشاريع تنموية للرياضة والشباب ومن خلاله تتم الامور بالطرق القانونية، واذا كان مشروع البلدية اوقف وتم تحويل ما تبقى من منحة الى مشاريع اخرى بعيدة كل البعد عن الرياضة، فيجب على المجلس التدخل في هذا الجانب من باب المسؤولية، فلا يعقل ان يتم البدء بمشروع حيوي ومهم جدا لمحافظة كبرى ويتم ايقافه لاي سبب، واذا كانت الوكالة الاميركية للتنمية لا تريد استكمال المبلغ فعلى المجلس الاعلى التدخل من خلال جلب مانحين اخرين بحيث يسدون العجز او الزيادة الطارئة للمشروع او حتى الاتيان بمانحين يتبنون المشروع من الفه الى يائه، وهذا من صلب عمل المجلس الذي نكن له كل تقدير لعمله الدؤوب والمتواصل في مشاريع كثيرة ناجحة فنأمل خيرا من هذا المجلس.

*دور البلدية والمحافظة والمجتمع المدني-
لكل مؤسسة وطنية واهلية في محافظة نابلس دورها الرئيس في هذا الموضوع ، فعلى البلدية عمل كبير يجب القيام به لانه من صلب عملها وهو السعي لتكملة العمل في الصالة تحت كل الظروف، وطرق كل الابواب من اجل الوصول الى انهاء العمل في الصالة للحيلولة دون ان يتبخر الحلم الذي راود الجميع بوجود صالة هي الاولى من نوعها في الشرق الاوسط لو استكمل البناء بها، إن واجب البلدية الان العمل على ايجاد مانحين اخرين وليس الاكتفاء برفع اليد عن الموضوع والاستفادة من بعض امواله في ترميم بعض الشوارع.

وما يسري على البلدية يندرج على المحافظة فهي الاخرى مطالبة بنفس العمل ونفس السيناريو لان هذا المشروع يخدم العديد من الفئات العمرية ذكورا واناثا، كبارا وصغارا مدارس وجامعات واندية ومؤسسات اهلية وحكومية، فواجب المحافظة ايجاد البدائل من الممولين حتى ترى الصالة النور ، فهناك اكثر من 60 الف مستفيد منها ، فحبذا لو تتصدى المحافظة بالتعاون مع الجميع بهذا الموضوع وتتبناه، ونفس الشيء بالنسبة للمجتمع المدني فهو صاحب دور مهم في هذا الموضوع من خلال الدعم والاسناد.