مادح نفسه !! بقلم --صالح حساسنة

بيت لحم - معا - يعيش المنتخب الإنجليزي لكرة القدم - في هذه الأيام - حالة من الغليان على إيقاع تصريحات نارية تشنها الصحافة المحلية ، عندما يواجه "أسود أوروبا" القدر المشئوم ، المتمثل بقرب مغادرة الإنجليز للبطولة الأوروبية الكبرى من بابها الواسع ، بعد مواجهة مصيرية مع كرواتيا، سيبذل فيها عناصر الأسود جهداً مضاعفاً ، من أجل التأهل لمونديال أوروبا ، في صيف بلاد الشوكولاه المقبل !

ولأول مرة منذ عقود ، يواجه المنتخب الإنجليزي مأزق عدم التأهل لليورو باستحياء ، لأن بلادهم كانت السبب الرئيسي في اندلاع الثورة الكروية ، التي أنجبت قوانين كرة القدم الأساسية ، التي طبقتها جميع البلدان على مر العصور والأزمان ، فكيف لا تتأهل إنجلترا إلى محفل دولي كبير ، وهي التي اخترعت فنون الكرة وقوانينها ؟

ومن المتوقع ، أن تفتح الصحافة المحلية ، ومعها الجمهور الإنجليزي عند الخروج ، أبواب جهنم ، للاعبي منتخبهم ، ولمدربهم الشرس ستيف مكلارين ، الذي يحلم في هذه الليالي بكوابيس مزعجة ، لأن مقصلة المدربين ، قد تطيح برأسه قريباً من تدريب المنتخب الإنجليزي ، وتلقيه مع تاريخه ، في حاوية التاريخ ، حيث لا ينفع الندم ، ولا العشم!

ولعل ما يثير السخرية فعلاً ، أن واحداً من لاعبي المنتخب الإنجليزي السابقين ، ممن استضافتهم قناة البي بي سي الرياضية ، صرح بأن الإنجليز سيتأهلون إلى يورو 2008 في النمسا وسويسرا، بعد فوز ساحق على كرواتيا ، وهزيمة نكراء للدب الروسي ، من منتخب الكيان الصهيوني ، مشيراً إلى أن الله عز وجل ألهمه بفوز تاريخي للإنجليز ، وخسارة مرة للروسيين ، على أيدي عزيزتهم الكيان الصهيوني، ولا أخفي للسادة الكرام ، أن الرجل كان يضع ساقاً فوق ساق ، ويمضغ العلكة ، ويصرح بقلب يملؤه الغرور !!

ولا أدري كيف يتحامل مكلارين على نفسه ، ويقول خلال تصريحه في إحدى وسائل الإعلام الإنجليزية ، أن الأسود يعدون العدة للقضاء على الكروات ، بخطة هتلر ، فيما نلاحظ أن قلب الدفاع ريو فيرديناند ، ورمانة الميزان أوين هارجريفز ، والجولدن بوي واين روني لن يلعبوا اللقاء لظروف عديدة ، فهل سيعد العدة فعلاً للقضاء على الكروات ، أم أنه سيحزم أمتعته للرحيل ، ويطلق لساقيه العنان ويسابق الريح هرباً من الفضيحة ، ويقول " نفذت بريشي" !!

الخطأ خطأ مهما كان ، لكن أن يكون بتلك السذاجة التي تؤدي إلى أن يقوم مكلارين ومن قبله مسئولو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ، بإجراء مقابلات صحفية ، هدفها التشويش على أذهان عناصر المنتخب ، وزرع الغرور في قلوبهم ، كون بلدهم أنجبت للعالمية حرفة كرة القدم ، فتلك الكارثة التي لا يمكن الوقوف عند مجرد التحقيق في ملابساتها ، فهل يعلم الإنجليز أجمع المثل العربي الذي يقول : " المادح لنفسه كاذب " .. وعلينا أخذ العبر !