الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز ابو جهاد و"العصرية" يعقدان مؤتمر "ابداعات انتصرت على القيد"

نشر بتاريخ: 02/06/2016 ( آخر تحديث: 02/06/2016 الساعة: 09:51 )
مركز ابو جهاد و"العصرية" يعقدان مؤتمر "ابداعات انتصرت على القيد"
القدس- معا-  أوصى مختصون في شؤون الاسرى، وأسرى محررون ووزراء وأعضاء في المجلس ‏التشريعي، وممثلو مؤسسات حقوقية وقانونية، بضرورة العمل الجاد لتوثيق تجربة الحركة الاسيرة الفلسطينية، ‏وحفظها من خلال الابحاث والدراسات، خشية عليها من الضياع، واسنادها في وجه المحاولات الاحتلالية ‏لطمسها، كونها تجربة وطنية تهم ابناء شعبنا كافة.‏

جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي السادس من سلسلة مؤتمرات "ابداعات انتصرت على القيد، الذي عقده مركز ابو ‏جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، بالتعاون مع الكلية العصرية الجامعية، أمس الأربعاء، بعنوان ‏‏"اهمية توثيق تجربة الحركة الاسيرة الفلسطينية داخل المعتقلات الاسرائيلية"، تحت رعاية رئيس الوزراء ‏د. رامي الحمد الله، وبمشاركة وزراء ونواب في المجلس التشريعي، والسفير المصرى لدى فلسطين وائل عطية، ‏والسفير المغربي محمد حمزاوي، وأعضاء في السلك الدبلوماسي، وممثلين عن مؤسسات قانونية وحقوقية، ‏وضباط في الأجهزة الأمنية ورؤساء بلديات، وحشد غفير من المهتمين والأسرى المحررين، وذلك في قاعة الكلية ‏المربية هيام ناصر الدين بالكلية العصرية الجامعية – مبنى المحامي الدكتور حسين الشيوخي بمدينة رام الله.‏

الكلمة تنتصر على القيد

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، رحب رئيس منتدى العصرية الابداعي الكاتب والاعلامي د.حسن عبد الله ‏بالحضور، متحدثا عن مضمون المؤتمر وأهمية توثيق تجربة الحركة الاسيرة الفلسطينية.

وأشار الى تنوع ‏المضامين التي يتناولها مركز ابو جهاد في كل عام، من خلال مؤتمر ابداعات انتصرت على القيد. ‏

واكد د. عبد الله انه في واقع الحركة الاسيرة انتصرت الكلمة على القيد، واللوحة التشكيلية والمقالة والبحث على ‏الممارسات البوليسية والقمعية، وانتصرت الحقيقة على انياب الباطل.‏

التوثيق مهمة وطنية

وفي كلمته، أكد رئيس مجلس امناء الكلية العصرية الجامعية المهندس سامر الشيوخي، أهمية عقد هذا المؤتمر، ‏وأهمية موضوعه؛ لا سيما وأن توثيق وتأريخ التجربة بكل مكوناتها وتجلياتها، لا يشكل مهمةً تأريخيةً وثقافيةً ‏وأكاديميةً فحسب بل ومهمةً وطنية بامتياز لمجموعةٍ من الأسباب، منها: أن ابناء شعبنا عانوا تاريخياً من ضعفٍ ‏في توثيقِ وتأريخِ محطاتٍ مهمةٍ من التجربة النضالية، كما حصل مع ثورةِ العام 36، والأمر ذاتُه انسحب على ‏تأريخِ وتوثيقِ فصول مأساة التشردِ واللجوء في العام 1948، وكذلك الحال بالنسبةِ إلى الانتفاضةِ الأولى ‏وغيرها من محطاتِ التجربةِ الفلسطينيةِ الكلية. وهذا ما ينطبق ايضا على تجربة الحركة الاسيرة.‏

وثمّن الشيوخي اعتماد وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية لمساق الحركة الأسيرة في الجامعات الفلسطينية، ‏مشيرا إلى أن "العصريةَ الجامعيةَ" كانت لها مبادرتُها الخاصة في هذا السياق، من خلال تخصيصِ مساحةٍ ‏واسعةٍ لهذه التجربة في أحدِ مساقاتِها واستضافةِ عددٍ من رموزِ التجربة، للحديث والتفاعلِ مباشرةً مع الطلبةِ ‏وعرضِ تجاربِهم عليهم لكي يعرفوا ويتعلموا ويستخلصوا العبر.‏

ذاكرة الأمة عرضة للنهب

بدوره، قال مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة د. فهد ابو الحاج، إن تأريخ نضالات الحركة الوطنية ‏الاسيرة هو حاجة ملحة، لذلك يفترض الاسهام الوطني الشامل في تدوينها وتوثيقها، حيث ان الوثائق تعتبر ذاكرة ‏الامة والحفاظ عليها ودراستها وتقييمها من مقتضيات استمرارية حلقات الوجود ومقاومة محاولات طمس ‏الماضي.‏

واشار ابو الحاج الى ان الامم المتحضرة تهتم بتراثها، ونحن الشعب الفلسطيني لنا خصوصيتنا في هذا المجال، ‏في ظل ما يحدث من تسريب ونهب للوثائق الفلسطينية تحت الاحتلال.‏

وقال ابو الحاج: "إن مركز ابو جهاد يعتبر ارشيفا لكل ما انتجته عقول الاسرى من اعمال فكرية وابداعية تتضمن ‏الادب والسياسة والثقافة العامة والتحليلات السياسية والتجارب والثورات العالمية، اضافة الى البيانات واللوائح ‏الداخلية للمعتقلات والتنظيمات والمجلات الادبية والرسائل الشخصية والرسمية للاسرى في المعتقلات ‏الاسرائيلية، اضافة لجزء من الملفات القانونية للاسرى الفلسطينيين والعرب ويقدر عدد الوثائق الموجودة في ‏المركز 110 الاف وثيقة ادبية وقانونية وغيرها".‏

قوة إرادة الأسرى هي الأساس

وفي كلمته، ركز عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي على اهمية توثيق تجارب الحركة الاسيرة بشكل ‏عام وعرّج على اهمية البناء التنظيمي القوي الذي كان له الفضل بكل ما ابدعه الاسرى داخل المعتقلات.

وأشار زكي ‏الى قوة ارادة الاسرى حيث ان المحرك الرئيس لهم كان هو قوة الامل والذي كان الملهم لهم في كل ما ابدعوه.‏

ولفت زكي الى اهمية بقاء مركزية قضية الاسرى بالنسبة للقيادات الوطنية كافة، مضيفا أنه من الواجب احتضان ‏قضيتهم ليس فقط في مرحلة الاعتقال ولكن في مرحلة ما بعد التحرر، ذاكرا ان للانقسام الفلسطيني دور سلبي في ‏تعميم تجاربهم وتركيز الاضواء تجاه ما ابدعوه داخل المعتقلات.‏

جامعة القدس.. دور ريادي في التوثيق

وفي كلمته أشار رئيس جامعة القدس ا.د.عماد ابو كشك، في كلمته التي القاها بالنيابة د.حسن الدويك نائب الرئيس ‏للاتصال والتنمية، الى أن جامعة القدس أدركت مبكرا اهمية وجود مؤسسة تعنى بتوثيق تجارب الاسرى وعلى ‏ذلك فقد لبت الجامعة طلب ابو الحاج في العام 1997 في فترة رئاسة د. سري نسيبة، ووفرت له كل ‏الامكانات لكي ينطلق في توثيق وجمع ارث الاسرى واستمرت المسيرة حتى يومنا هذا والى أن أصبح لدينا الآن ‏صرحا خصص لحفظ نتاجات الاسرى، لينتج عنها ارشيفا ضخما ادركت الجامعات العالمية أهميته.‏

ولفت إلى ان بعض الجامعات الاميركية والاوروبية سبق وأن طلبت الحصول على هذه الوثائق إلا انه تم رفض ‏هذا الطلب خشية من أن يساء استخدامها. وشكر د.الدويك، الكلية العصرية الجامعية على احتضانها للمؤتمر للعام ‏الثالث على التوالي.‏

ملف الأسرى على سلم الأولويات الوطنية

الى ذلك، أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.واصل ابو يوسف في كلمة القوى الوطنية والاسلامية، ‏أهمية قضية الاسرى وتوثيقها وتأريخها، وإبقاء ملف الأسرى على سلم أولوياتنا، لما فيها من أهمية في تاريخ ‏شعبنا الفلسطيني.‏

وأضاف أبو يوسف أن هناك جهودا تبذل من قبل بعض المؤسسات في سبيل توثيق تجربة الحركة الاسيرة، لكن المطلوب ‏بذل جهد أكبر في توثيق هذه التجربة المهمة.‏
شعبنا يتجرع مرارة الاعتقال.

ورحب رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع باسم رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله، ‏بالحضور، شاكرا مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس والكلية العصرية الجامعية على تنظيم ‏هذا المؤتمر، الذي يأتي للعام السادس على التوالي، خدمة لقضية الاسرى التي تعتبر غاية في الأهمية لشعبنا، لا ‏سيما وأن نحو 800 الف فلسطيني تجرعوا مرارة الاعتقال لمرة واحدة او لعدة مرات منذ العام 67 وحتى الآن، ‏مشددا على أهمية توثيق تجربة الحركة الاسيرة، في سبيل حمايتها من الاندثار، كونها تعدّ من التجارب الأهم في ‏مسيرة شعبنا النضالية.‏

يُذكر أن المؤتمر اشتمل على جلستين رئيستين، تضمنتا اوراق عمل تناولت قضية توثيق تجارب الاسرى، ‏حيث تحدث الباحث جهاد صالح عن أهمية التوثيق في التجربة الفلسطينية، فيما تناول الاستاذ راضي الجراعي في ‏ورقته، تجربة مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس في التوثيق- الموسوعة نموذجا.

و‏تناول ورقة بعنوان دور الاعلام الحديث في توثيق تجربة الاسرى للاعلامي د.وليد العمري، وتحدث وليد الهودلي ‏عن التوثيق والتأريخ من خلال الأدب، بالاضافة الى ورقتي عمل قدمهما حافظ ابو عباية ومحمد البيروتي، فيما ‏تحدث في الجلسة الثانية، كل من، حلمي الاعرج في ورقة عن دور المؤسسات الحقوقية في توثيق الانتهاكات ‏الاسرائيلية، وورقة اخرى عن توثيق انعكاسات تجربة الحركة الاسيرة على ذوي الاسرى قدمتها تمارا حداد، ‏فيما تناول خالد قزمار توثيق الانتهاكات الاسرائيلية بحق الاطفال الاسرى، بالاضافة الى اوراق عمل قدمها ‏عوني فارس ووصفي كبها وشادي جبري.‏

وتخلل المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات التي عملت على توثيق تجربة الحركة الاسيرة وممن كان لهم دور فاعل ‏في اسناد الاسرى وقضيتهم.‏