نشر بتاريخ: 02/06/2016 ( آخر تحديث: 02/06/2016 الساعة: 13:27 )
القدس - معا - دانت وزارة الخارجية التصريحات "العنصرية المتطرفة، المعادية للسلام" التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال احياء ما يسمى بـ (يوم توحيد القدس)، والتي قال فيها، أن: "القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية ولن نقبل بتقسيمها"، مدعيا أن: "جذور الشعب اليهودي في المدينة أعمق من أي شعب آخر، وهذا ينطبق أيضا على جبل الهيكل"، مضيفا: "لن نعيد الواقع في المدينة الى الوراء".
وقالت الخارجية في بيان وصل معا: هذه التصريحات التي اعتاد نتنياهو على اطلاقها، تعكس موقفه الحقيقي المعادي لعملية السلام، وأيديولوجيته المتطرفة التي تنكر الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني عامة، وبشكل خاص حقوقه في عاصمة دولته المحتلة.
وتابع البيان: تأتي هذه التصريحات عشية ذكرى احتلال المدينة المقدسة، وتتزامن مع عمليات الحشد التي تقوم بها المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في دولة الاحتلال، لمواصلة المسيرات والمهرجانات الاستفزازية، والتي تتشابك فيها عمليات الحشد هذه، مع دعوات يطلقها ما يسمى بـ (تجمع منظمات المعبد) ومنظمات متطرفة اخرى، لاستباحة الحرم القدسي الشريف، واحياء هذه الذكرى داخل باحات المسجد الأقصى في الخامس من حزيران الجاري، وجاء في تلك الدعوات: (نحتفل بيوم القدس في جبل الهيكل). كما ينظم المستوطنون "مسيرة الأعلام" الاستفزازية التي تجوب سنويا شوارع المدينة المقدسة، ومحيط أسوار البلدة القديمة مرورا بأزقتها وصولا الى حائط البراق.
وأشار البيان: ان قوات الاحتلال كثفت في الأسابيع الأخيرة من قبضتها الأمنية على المدينة المقدسة، وزادت من اجراءاتها التنكيلية بحق المواطنين المقدسيين، ونشرت عشرات الحواجز العسكرية على مداخل البلدة القديمة، ودفعت بالالاف من جنودها داخل الاحياء والبلدات العربية، واستبقت قوات الاحتلال هذه المسيرات بحملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين المقدسيين، شملت العديد من أحياء وبلدات المدينة المقدسة. تلك المسيرات الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون في أحياء القدس المحتلة، تتم بمبادرات من أقطاب الحكومة الاسرائيلية التي يترأسها نتنياهو، وفي مقدمة هؤلاء رئيس حزب البيت اليهودي "نفتالي بينت" ، الذي سيقود مسيرة لخريجي "برامج التحضير للخدمة العسكرية"، في الثالث من حزيران الجاري انطلاقا من حي الشيخ جراح وصولا الى حائط البراق، مما يفاقم من معاناة مواطنيها الاصليين، الذين يستعدون لاستقبال شهر رمضان الفضيل، وسط تصعيد اسرائيلي محموم يستهدف المواطنين المقدسيين والتضييق عليهم، سواء من خلال هدم المنازل أو الاستيطان وسحب الهويات، وابعادهم عن الحرم القدسي الشريف.
واكدت الوزارة أن تصريحات نتنياهو هذه، سرعان ما كشفت كذب وتضليل ما قاله عن عملية السلام وحل الدولتين، في المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع وزير جيشه الجديد أفيغدور ليبرمان قبل أيام، وهي تصريحات أكدت حقيقة الموقف الذي يتبناه نتنياهو، والذي يحاول اخفائه بين الفينة والاخرى، لامتصاص الضغوط الدولية، المنادية بتفعيل المسار السلمي وانقاذ حل الدولتين.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي، بتحمل مسؤولياته بجدية عالية، في ضرورة عدم تضييع الفرصة الثمينة التي توفرها المبادرة الفرنسية، لاحياء عملية السلام، قبل فوات الاوان.