نشر بتاريخ: 03/06/2016 ( آخر تحديث: 05/06/2016 الساعة: 13:17 )
بيت لحم - معا - تناول موقع "والاه" العبري اليوم الجمعة موضوع "حل الكنفدرالية" في الوقت الذي تستعد باريس لافتتاح مؤتمرها تمهيدا لاطلاق محادثات سلام فلسطينية اسرائيلية.
وربط الموقع بين تصريح الدكتور سري نسيبة رئيس جامعة القدس قبل ما يقارب شهرين في معرض تصريح له حول "خيار حل الكنفدرالية" مع المملكة الاردنية الهاشمية، والذي لقي صدى بين قطاع معين من الشعب الفلسطيني خاصة رجال الاعمال والتجار وفقا للموقع العبري، وبين زيارة رئيس الوزراء الاردني الأسبق عبد السلام المجالي الى مدينة نابلس بضيافة رئيس البلدية السابق غسان الشكعة، والموقف الذي عبر عنه في الكلمة التي القاها أمام عدد كبير من قيادات فتح ورجال الاعمال، والتي دعا فيها لاقامة كنفدرالية فلسطينية اردنية فور قيام الدولة الفلسطينية، مشيرا بأن الاردن لا يمكنها الاستغناء عن فلسطين وكذلك الحال لا يمكن لفلسطين الاستغناء عن الاردن.
هذه التصريحات التي حاول الموقع العبري الربط بينها والصدى الذي تركته في الشارع الفلسطيني، والتي تترافق مع مؤتمر باريس بحضور 28 وزير خارجية وامين عام منظمة اقليمية ودولية قد يراد منها خلط الأوراق، خاصة بأن الدكتور سري نسيبة اليوم ليس له دور رسمي في اتخاذ القرار الفلسطيني، وكذلك رئيس الوزراء الاردني المجالي اليوم بعيد عن صنع القرار الاردني.
وتوجه الموقع العبري بالسؤال للدكتور يوأف الون من جامعة تل أبيب والخبير في الشأن الاردني حول هذا الموضوع، الذي بدوره قال "هذا يبدو وكأنه محاولة من شخص خبى دوره ويحاول من خلال هذه التصريحات العودة الى رأس العناوين".
وأضاف "لقد سبق وصرح المجالي هذا التصريح قبل سنتين أو ثلاث سنوات، وهذا الخيار وضع على الطاولة عام 1982 كمبادرة من قبل الملك حسين، وفي عام 1985 تم التوقيع على اتفاق بهذا الخصوص بين عرفات والملك حسن، ولكن قيادة منظمة التحرير رفضت هذا الاتفاق، وفي عام 1988 اقدم الملك حسين على فك الارتباط مع الضفة الغربية، ومع ذلك فأنه يجب التذكير بأن الموقف الاردني التقليدي لم يسقط خيار الكنفدرالية، ولكنها ستقوم فقط بعد قيام الدولة الفلسطينية.
ويستبعد الدكتور الون أن تلجأ الاردن اليوم لهذا الخيار مشيرا بأن هذا الخيار يتم تداوله عندما تنعدم الخيارات والحلول السياسية الأخرى، وقد يكون التطرق لخيار الكنفدرالية في هذا الوقت محاولة للضغط على اسرائيل في اقامة دولة فلسطينية، مع انه ليس لأي طرف من الاطراف التزام بهذا الخيار، ففي الجانب الاردني لا أجد أي دعم رسمي لهذا الخيار ولا حتى في محيط الهيئات الرسمية الاردنية، والديموغرافيا في الاردن تتحدث لوحدها، فالفلسطينيين يشكلون اليوم 50% من سكان المملكة، والاردنيين يشكلون من 25 الى 30% وباقي السكان هم لاجئين عراقيين وسورين، لذلك فأن المملكة لا يمكنها اليوم ان تخاطر باللجوء لهذا الخيار.
وأشار الموقع بأن مصادر فلسطينية تحدثت مع الموقع حول هذا الموضوع مؤكدة بأن الموقف الفلسطيني حول الكنفدرالية مع الاردن يمكن بحثه بعد قيام الدولة الفلسطينية فقط، مصادر أخرى فلسطينية قالت بأن القضية التي تشغل المملكة اليوم ليس حصول كنفدرالية أم لا ، ما يقلق المملكة ويشكل قضيتها الاساسية الجمود الذي لحق بعملية السلام ووصولها الى طريق مسدود، وهناك تخوفات اردنية بأن تدهور الوضع في الضفة الغربية سيكون له انعكاس كبير داخل المملكة، والتوترات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولم تتقبل عمان بعض الخطوات التي قام بها أبو مازن في المجتمع الدولي، بسبب عدم اطلاع الملك عبد الله على بعض هذه الخطوات.
كذلك فأن المقاطعة في رام الله تنظر بعد الرضى على ما تقوم به بعض المسؤولين الاردنيين من لقاءات مع قادة فلسطينيين استعدادا لمرحلة ما بعد أبو مازن، خاصة بأن لقاءت جرت مع محمد دحلان وكذلك مع ناصر القدوة ومع جبريل الرجوب.