عريقات يؤكد التزام القيادة بالحقوق الوطنية ورفضها تحويل اجتماع "أنابوليس" إلى أداة لانتزاع تنازلات فلسطينية
نشر بتاريخ: 17/11/2007 ( آخر تحديث: 17/11/2007 الساعة: 20:50 )
رام الله -معا- قال د. صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، أن المشاركة الفلسطينية في اجتماع السلام المقبل "أنابوليس" ليس هدفا بحد ذاته، مشددا على تشبث القيادة الفلسطينية بالحقوق الوطنية، ورفضها أن يكون المؤتمر أداة لانتزاع تنازلات منها.
وأشار عريقات خلال ندوة سياسية بعنوان "اجتماع أنابوليس ... تفاؤل سياسي أم تعزيز للانقسام"، نظمها مركز القدس للإعلام والاتصال (JMCC)، في رام الله، إلى أنه لم يتم توجيه دعوة رسمية للجانب الفلسطيني للمشاركة في الاجتماع، الذي لم يحدد موعد محدد له.
ونوه إلى أن الشعب الفلسطيني وقيادته لا يبحث عن إجراءات حسن نوايا أو بناء الثقة مع الإسرائيليين، بل ينتظر تنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليهم، بموجب خطة "خارطة الطريق"، والتي تنص على ضرورة وقف كافة النشاطات الاستيطانية، وانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي الفلسطينية، وإعادة الأوضاع فيها إلى ما كانت عليه قبيل اندلاع الانتفاضة الأخيرة.
وأفاد بأن القيادة الفلسطينية تدرك أن الدعوة للاجتماع ليس نتيجة "صحوة ضمير" من قبل الإدارة الأمريكية، بل نتاج وجود مصالح لها، لكنه أكد أن المشاركة فيه لن تكون على حساب المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني.
وبين أن انعقاد الاجتماع مطلب فلسطيني وعربي، لافتا إلى أن ذلك لا يعني تخلي القيادة عن موقفها الثابت بخصوص التوصل إلى وثيقة مشتركة مع الجانب الإسرائيلي قبيل انعقاده، مشددا على وجود خلافات عميقة مع الإسرائيليين بهذا الشأن.
وأوضح عريقات أن المشاركة في الاجتماع تأتي بهدف إبراز التأكيد على رغبة الشعب الفلسطيني بالسلام، وحمل المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته لإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة في حزيران العام 1967.
وذكر أن على اللجنة الرباعية وخاصة أميركا، الاضطلاع بمسؤولياتها في تحريك عملية السلام، محذرا من أنه في حال عدم حصول ذلك، ستظل المنطقة في حلقة مفرغة.
وانتقد الموقف الإسرائيلي الداعي إلى اعتراف السلطة الوطنية بيهودية إسرائيل، مبينا أن ذلك أمر مرفوض بالمطلق.
وخص جانبا من حديثه للأوضاع في القطاع، مبينا أن على حماس التراجع عن الحسم العسكري الذي أقدمت عليه.
من جهته، اعتبر أيمن دراغمة، النائب عن كتلة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حماس، أنه ليس هناك ما يدعو للتفاؤل إزاء اجتماع "أنابوليس"، باعتباره يحمل بذور فشل أكثر من نجاح، موضحا أن أميركا معنية بالاجتماع، لانتزاع تنازلات من الطرف الفلسطيني، وإيهام الرأي العام الدولي أن الرئيس الأميركي جورج بوش، حقق إنجازات في المنطقة خلال فترة ولايته، التي شارفت على الانتهاء.
وقال: المؤتمر يمثل مصلحة أميركية وإسرائيلية، ولذا أميركا بحاجة لعقده ولو بالشكل، وبالتالي فنحن كحلقة ضعيفة، لا ينبغي أن نكون متفائلين حياله".
وأضاف: نحن كفلسطينيين وفي ظل حالة الضعف التي نعاني منها بسبب الانقسام الحاصل، وغياب غطاء عربي ودولي داعم للمفاوض الفلسطيني، فإننا سنذهب للقاء مكشوفين، خاصة وأن العرب لن يستطيعوا الذهاب إلى أنابوليس وهم متفقين على برنامج".
وأوضح أنه إن كان ولا بد من المشاركة في "أنابوليس" فلا بد من وضع شروط مسبقا، تتضمن إنهاء كافة الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالانقسام في الساحة الفلسطينية، دعا القيادة الفلسطينية وحماس إلى اتخاذ خطوات لتجاوز الحالة السائدة في الأراضي الفلسطينية.
وقال دراغمة: على الكل طي صفحة الماضي وتحمل مسؤولياتهم، لا سيما وأن ما وقع في القطاع لم يكن وليد 14-6، بل الكل مسؤول عنه، وبالتالي لا بد من إنهاء هذا الوضع، واستئناف الحوار الوطني.
بدورها، قالت خالدة جرار، النائب عن كتلة أبو علي مصطفى: أعتقد أن المؤتمر سيشكل نجاحا أميركيا وإسرائيليا، لأن أميركا في هذه المرحلة بحاجة لحشد دولي لتعزيز مصالحها في المنطقة، وبالتالي إذا عقد بمشاركة فلسطينية وعربية سيعطي نوعا من الغطاء لسياستها فيها، أما الإسرائيليين فيهمهم لدوره في التطبيع مع العالم العربي، وبالتالي فإنه سيشكل للفلسطينيين فشلا ذريعا".
وأضافت: في ظل حالة الضعف الفلسطيني القائم، وتواصل الاحتلال وممارساته، سيشكل المؤتمر مناسبة لتقديم مزيد من التنازلات من قبلنا، ولذا دعونا إلى عدم المشاركة الفلسطينية والعربية فيه".
وبينت أن عقد أي مؤتمر دولي، ينبغي أن يكون لتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، مبينا أن المؤتمر الدولي يفتقر إلى الكثير من العناصر الضرورية لنجاحه، وإنجاز الأهداف الوطنية.
أما بسام الصالحي، النائب عن كتلة البديل، فلفت إلى أن السياسة الأميركية تجاه الموضوع الفلسطيني، تفتقر إلى التوازن، والرغبة في إنهاء الاحتلال، ما يقلل من فرص نجاح اجتماع "أنابوليس".
وقال: هناك مراهنة فلسطينية أكثر من اللازم على أن هناك تغيرا في السياسة الأميركية تجاه الشأن الفلسطيني، لكن هذا ليس صحيحا، ولذا أعتقد أن القيادة الفلسطينية ملزمة بإعادة النظر في جدوى الذهاب إلى أنابوليس.
وأردف: السياسة الأميركية إزاء القضية الفلسطينية ليست المطلوبة، وبالتالي فإن المشاركة في مؤتمر كهذا خطأ كبير.
وقال: لا حماس ولا فتح على ضوء مسلكهما خلال الفترة الماضية قادرين على إخراج الناس من الأزمة الراهنة، خاصة وأن السلطة تحولت خلال السنوات الماضية إلى سلطة مصالح مجموعات مختلفة، وبالتالي هناك حاجة لإجراء تغيير جذري فها، وإعادتها سلطة وطنية بكل معنى الكلمة.
وبخصوص الوضع الداخلي، أشار إلى ضرورة قيام حماس بإنهاء كافة مظاهر الحسم العسكري، ليصار بعدها إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، يحاسب عبرها الشعب الفلسطيني الجميع.