الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 04/06/2016 ( آخر تحديث: 04/06/2016 الساعة: 13:35 )
محطات من دورينا
بقلم: صادق الخضور
دوري كرة السلة يتواصل بنشاط وهمة، ويحسب لاتحاد السلة هذا الجهد الطيب، مع الإشادة بمستوى التغطية الإعلامية للدوري والحديث يشمل الجانبين الكمي والنوعي، فالمتابعة الإعلامية هذا الموسم مختلفة، وتشهد مواكبة نوعية، وفنيا لا تعترف المباريات بمنطق التاريخ، والنتائج غير المتوقعة تتوالى، وقد يكون لدينا بطل جديد للدوري.
ومع استمرار لدوري في رمضان وجدولة المباريات نهاية الأسبوع ليتسنى للجماهير المتابعة والتفاعل مع المباريات، وهو ما سيضفي على مباريات الدوري نكهة خاصة.

حقائق صادمة .. وما المطلوب؟
خلال ورشة عمل أقامها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مؤخرا؛ برزت ملاحظات عدّة، لعل أهمها وجود قصور في طبيعة تعاطي الإدارات مع الاحتراف في حالات كثيرة، منها وجود بنود في عقود بعض اللاعبين تتيح لهم عدم حضور إلا تدريب واحد، وعدم مبادرة أي إدارة مثلا لاتخاذ إجراءات وتشكيل لجان تحقيق وردع لاعبين هددوا بترك الفرق في مباريات حاسمة رغم أن اللوائح تتيح ذلك، وعدم وجود معرفة إدارية في كثير من جوانب المشاركات، بل وصل الأمر حدّ التعاقد مع المدربين في كثير من الحالات بعد الانتهاء من التعاقد مع اللاعبين!!
هذه الملاحظات لا تندرج في إطار موقف الآخرين من أي ناد، بل من موقف النادي من ذاته، وهو ما يتطلب تدارك الخلل، وعدم السماح ببقاء هذه الملاحظات ماثلة، والأندية التي نهجت هذا النهج من التهاون في كثير من الحالات مطالبة بالمراجعة.
تدريب واحد، ثم وجود لاعب يهدد بلعب مباراة.......حقائق صادمة، لكن الثانية نتيجة منطقية للأولى.
أبناء النادي يهددون بعدم اللعب مع ناديهم ومنهم لاعبو منتخب وطني، فكيف لمن لا يوظف انتماءه لصالح فريقه الذي أبرزه أن يتفانى في منتخب وطنه؟ ولماذا لا تكون معايير الانتماء حاضرة في انتقاء عناصر المنتخب؟ .
كثيرة هي الحقائق، وللأسف تتوالى كل موسم، ثم يأتيك من يحاول تبرير الفشل، وهنا لا نتحدث عن ظواهر قد تحدث لأنها بالفعل حدثت.
أما المطلوب.. فتغيير في السلوك الإداري، وتشكيل فريق إداري متخصص مساند لكل إدارة حتى لو تطلب الأمر التعاقد مع مستشار إداري، والبدء في التعامل المسئول من الإدارات مع كل ظواهر سلبية.
والمطلوب زيادة الاهتمام بإشراك أبناء النادي الواعدين، وتحديد سقف أعلى للتعزيز، والسماح بالتعاقد مع لاعب من خارج فلسطين شريطة أن يكون ممن بإمكانهم القدوم دون أن تتحمل الأندية وزر ذلك، وتبدو وجهة أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا قابلة لتحقيق هذا المعيار، وكلنا يعرف مدى نجاح تجربة احتراف لاعبين برازيليين في صفوف الوحدات.
والمطلوب أيضا أن تبادر الأندية في حال وجود موقف غير مقبول من لاعب بمخاطبة الاتحاد لعدم إدراجه مثلا ضمن المنتخب، لا أن تواصل الإدارات التعامل بتناقض مع الأمور، وتتعاطى مع التفاعل مع المنتخب بقدر عدد لاعبيها فيه.
ظواهر عدّة برزت، والحديث عن دمج أبناء النادي مجرد حديث عابر غير مقرون بآليات وخطط واضحة، فقد تتبنى أندية معينة هذا الخيار للموسم القادم، وقد تتراجع أندية أخرى تبنته هذا الموسم عن تبنيه لأنها كادت تهبط، والخلل في النهاية ليس في المبدأ بل في آلية التعاطي معه، فالإدماج الفجائي حافل بالمخاطر، وحين نطالب الأندية بالإحلال فهذا لا يعني أن المطالبة فورية، وبإمكان كل ناد بناء خطة لثلاث سنوات على هذا الصعيد، وللحديث بقية.

المدرب المحلي ...مفخرة
وأبدأ بالكبيرين أيمن صندوقة وأسامة أبو عليا...فهما فخر لفلسطين، وحققا مع الأهلي ما فاق التوقعات في ظل استلام الفريق بعد انتهاء التعاقدات، فمن خلال التعامل المهني والمدروس من هذين المدربين مع المعطيات الموجودة، واصل الأهلي حضوره واستعاد بريقه بعد أن كاد أن يعاني ويعاني، فكل التقدير لهذين المدربين اللذين سطرّا إبداعا تجلى في أكثر من مباراة آسيويا ومحليا، ويمكن منح الأهلي آسيويا لفب" متأهّل لم يتأهل"، وفعلا هو كذلك فقد كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل آسيويا، وصعود الأهلي لنهائي الكأس هذا الموسم مختلف عن الموسم الماضي، لأن معظم الفرق تعاطت هذا الموسم مع بطولة الكأس بجدية، فتجاوز الأهلي فرقا كبيرة، وهنا نسجل الاعتزاز بالمدربين صندوقة وأبو عليا، ويكفيهما فخرا أن الأداء في الفريق تفوق على النتائج رغم أن النتائج كانت طيبة.
مصطفى كنعان.. وقيادة السمران للمحترفين، وعلي حوامدة والإنجاز الكبير مع السموع في أول موسم احترافي، وخضر عبيد والنتائج والتتويج مع العميد، وصباح صباح مع الثقافي، ووليد فارس الذي أعاد للبيرة ألقاً تلاشى أو كاد، فإذا به منافسا على الصعود مستعيدا زخم الماضي، ورائد الخضور الذي عاش الإنجاز مع فريقين من المحترفين والمحترفين جزئي في موسم واحد، والقائمة تطول وتطول.... لكن القاسم المشترك أن المدرب المحلي قدّم موسما استثنائيا ما يجعله مستحقا للتكريم.
وعلى هامش التكريم المنتظر من الاتحاد للفرق مع اختتام الموسم: لماذا لا يكون هناك تكريم لأفضل مدرب محلي، وأفضل مساعد مدرب، وأفضل مدرب لياقة، وفقا لمعايير خاصة؟! يبرز في طليعتها الإنجاز.