جرى بثه امس: برنامج "احوالنا " يفتح النقاش حول اهمية تحديد سن الزواج ووقف معاناة الأزواج الاطفال
نشر بتاريخ: 18/11/2007 ( آخر تحديث: 18/11/2007 الساعة: 13:54 )
بيت لحم- معا- كتب منتصر حمدان- "إما ان تصبري وتتحملي او تتركي أولادك وتيجي تقعدي عندنا" بهذه العبارة كانت احد النساء الفلسطينيات التي جرى افساح المشاركة لها في برنامج احوالنا الذي تبثه فضائية تلفزيون فلسطين وغالبية المحطات المحلية التابعة لشبكة "معا"، عبرت عن تجربتها مع الزواج المبكر والذي أشارت فيه الى المعاناة الصعبة التي مرت بها خلال الزواج التي جرى ابرامه وهي تحت سن الخامسة عشر دون ان يساعدها اهلها او حتى الوقوف إلى جانبها في التغلب على المشاكل التي واجهتها خلال الزواج.
تجربة تلك المرأة التي جرى اخفاء ملامحها خلال بث البرنامج، عكست إلى حد كبير جزء من المعاناة التي تكابدها الفتيات اللواتي يجري تزويجهن في سن مبكر، إضافة إلى الكيفية التي يتعامل بها الأهالي مع الفتيات من خلال وضعهن امام خيارات صعبة مثل ترك الأولاد او الصبر على المعاناة وكأنه العيش تحت وطأة المعاناة واجب على المرأة دون حق الاعتراض.
ولخصت تلك المرأة عندما بدأت بالحديث عن تعرضها للضرب من قبل زوجها بعد اليوم الرابع من حفل زفافها احد المصاعب التي تواجه الفتيات اللواتي يكن في سن الطفولة حينما يجري تزويجهن، إضافة الى كبح جماحها في ممارسة اللعب مثلها مثل باق البنات إضافة الى عدم قدرتها على العناية بأطفالها في تلك الفترة.
وناقش البرنامج الذي إدارته الإعلامية، ولاء كراجة بمشاركة المستشارة القانونية، حليمة أبو صلب، والطبيبة النسائية د. سلوى النجاب، والشيخ، ربحي حمادة، في الحلقة التي جرى بثها أمس تحت عنوان "الزواج المبكر المفهوم وسن الزواج"، جملة القوانين المعمول بها وسط الدعوة إلى أهمية إصدار مرسوم او تعميم رئاسي برفع سن الزواج إلى 18 عاما بأسرع وقت ممكن والتأكيد على أهمية إطلاق حملة وطنية لتوعية المواطنين والأهالي على وجه التحديد بضرورة رفض الزواج المبكر بما يضمن ترتيب العلاقة الأسرية وإقامتها على أساس واعية ومنظمة تحافظ على حقوق الزوجة والزوج والأطفال على حد السواء.
واجمع المشاركون في البرنامج على ان العلاقة الزوجية السليمة لا ترتبط بنمو جسد الذكر او الانثي فقط وانما بالنمو العقلي لهمها، خاصة وان الزواج يمثل مسؤولية مشتركة بين الزوجين وتتطلب المزيد من الوعي للتغلب على المصاعب والمشاكل التي تواجه كل منهما في هذه التجربة وبما يضمن عدم فشلها وتجنب المزيد من المعاناة لكلا الزوجين.
واكدت د. سلوى النجاب على اهمية اقرار قانون عصري يمنع الزواج المبكر اضافة الى اهمية توعية المجتمع في هذا الموضوع بالغ الاهمية، مشيرة الى تجربتها باعتبارها طبيبة نسائية الى المعاناة التي تتعرض لها النساء والامراض التي قد تنتج عن الزواج المبكر بالنسبة للزوجين اضافة الى تداعيات ذلك على وضع الاسرة بصفة عامة نظرا لعدم قدرتهما على تنظيم حياتهما الاسرية.
ودعا الشيخ ربحي حمادة إلى أهمية تعديل القوانين المعمول بها بما يضمن الحفاظ على صحة المرأة ويكفل تنظيم وترتيب اوضاع الاسرة الفلسطينية لخدمة الغرض الاجتماعي والتربوي والانساني الذي تقام من اجله العلاقة الاسرية، كما اكد على ان الدين الاسلامي يضمن المساواة الانسانية بين المرأة والرحل دون التأثير على دور كل منهما في بناء اسرة قوية ومتماسكة.
ودعت المستشارة القانونية حليمة ابو صلب، الى اهمية اصدار مرسوم رئاسي عاجل يحدد سن الزواج بسن 18 عاما خاصة في ظل تعطل عمل المجلس التشريعي، موضحة ان تحديد سن الزواج يمثل حاجة ملحة لانهاء معاناة الفتيات اللواتي يصنفن ضمن فئة الاطفال.
وشددت ابو صلب في اطار ردها على احد المشاركين عبر الهاتف وانتقد عرض مثل هذا البرنامج في مثل هذا التوقيت، على اهمية العمل المتوازي في النضال الوطني والاجتماعي، معبرة عن رفضها للادعاء بان الوقت لم يحن بعد لمناقشة مثل هذه القضايا.
وياتي بث هذه الحلقة التي خصصت للحديث عن الزواج ضمن سلسلة من الحلقات التلفزيونية التي تبثها فضائية فلسطين وباق المحطات الفضائية المحلية مساء كل يوم سبت، ضمن برنامج "احوالنا" الذي يجري تنفيذها من قبل مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي بالتعاون مع تلفزيون القدس التربوي، وتخصص لمناقشة جملة من القضايا التي لها علاقة مباشرة مع قانون الاحوال الشخصية واهمية تعديله بما ينسجم مع تطور واقع المجتمع.
ويعول القائمون عليه في ان يساهم هذا البرنامج في اثارة نقاش مجتمعي واسع حول اهمية إقرار قانون الأحوال الشخصية وإنصاف المرأة خاصة وان العديد النساء يدفعن ثمن غياب مثل هذا القانون.