الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخارجية: البناء الاستيطاني لن يستطيع احتلال وعي الفلسطينيين

نشر بتاريخ: 06/06/2016 ( آخر تحديث: 06/06/2016 الساعة: 18:42 )
رام الله- معا- بعد مرور أكثر من 48 عاماً على إحتلال وضم القدس، لا زالت إسرائيل كقوة إحتلال تجهد نفسها في تنفيذ خطط وإجراءات عنصرية تهدف إلى تعزيز سيطرتها على القدس الشرقية وإدماجها في إسرائيل، غير أن الوقائع والأحداث تثبت لإسرائيل فشل هذه المحاولة، وتؤكد في ذات الوقت أن النجاح غير مرتبط بالبناء الإستيطاني وحجمه في القدس، بقدر ما هو مرتبط بموقف المواطن المقدسي وإنتمائه وولائه، وكيف يُعرف نفسه. فبالأمس ورغم تلك التظاهرة المصطنعة التي تحاول دولة الإحتلال من خلالها سنوياً، إقناع نفسها بالسيطرة على القدس، فلقد أكدت أحداث الهبة الأخيرة أنها بعيدة كل البعد عن تحقيق ذلك، كما أن مسيرة المستوطنين بالإعلام يوم أمس في البلدة القديمة بدت لكل مراقب أنها تعكس تظاهرة مصطنعة وإصطناعية، غريبة عن المكان، ولا تنتمي أيضاً للتاريخ الذي يعج به. 

وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقت معا نسخة عنه إن إسرائيل كقوة إحتلال تحاول إقناع نفسها بأن البناء الإستيطاني هو الطريق الرئيس لتحقيق ذلك الهدف، وتأتي الوقائع والأحداث في كل مرحلة لتقول أن البناء لم يكن ولن يكون قادراً على تثبيت سيطرة الإحتلال على القدس أو تمرير إداعاءات تنكر حق الشعب الفلسطيني في المدينة المقدسة المحتلة، ومهما كان حجمه وإمكانياته في خلق وقائع جديدة على الأرض، فإن كل القراءات والدراسات تثبت أن هذا البناء الإستيطاني لن ينجح ولم ينجح في تهويد القدس المحتلة، ورغم ذلك فالإحتلال مستمر في سياساته الإستيطانية، حيث تم تسليط الضوء مؤخراً على مخطط إستيطاني جديد تسعى بلدية الإحتلال إلى بنائه على أرض مطار قلنديا شمال القدس المحتلة، والذي من المقرر أن يضم (15000) وحدة إستيطانية، ويعتبر هذا المشروع الإستيطاني الأكبر والأضخم في المدينة المقدسة منذ بناء المجمع الإستيطاني الضخم في جبل أبو غنيم جنوب القدس في منتصف سنوات التسعينات. هذا المخطط الإستيطاني الجديد يأتي بعد فترة قصيرة من بدء الأعمال لتشييد مجمع تجاري ضخم في المنطقة الصناعية (عطروت)، وبالتحديد في جزئها الجنوبي، وهو ما رحب به نشطاء اليمين المتطرف واعتبروه خطوة مهمة في طريق تشديد القبضة الحديدية التهودية على المدينة المقدسة، ويسعى الاحتلال من خلال هذا المشروع الاستيطاني في منطقة مطار قلنديا الى تقوية التكتل الاستيطاني في الشمال الشرقي للقدس، بما يساهم في عزلها وفصلها عن محيطها الفلسطيني.

وأكدت الوزارة أن البناء الاستيطاني لم ولن يستطيع احتلال وعي الفلسطينيين وتزوير هوية المدينة المقدسة، وتؤكد أن معركة تهويد القدس هي معركة خاسرة بكافة المعايير، وهو ما اكتشفته اسرائيل كقوة الاحتلال تحديدا في الهبة الشعبية الاخيرة عندما انفجرت أحياء القدس وضواحيها وانتفض مواطنوها، صغارهم قبل كبارهم في وجه الاحتلال، لكي تكتشف اسرائيل كم هي بحاجة الى احتلال القدس من جديد.

ودعت الوزارة جميع الدول التي اجتمعت في العاصمة الفرنسية باريس، والتي تنوي التحضير لمؤتمر دولي للسلام، الى زيارة القدس المحتلة، للاطلاع على تلك المخططات، وعلى سياسة التمييز العنصري (الابرتهايد) السائدة في المدينة، لعل وعسى أن يساهم ذلك في تحقيق رؤية أكثر وضوحا لديها، تمكنها وتساعدها في معالجة قضية القدس بحكمة أكبر ورؤية أوضح.