العجرمي يؤكد على ضرورة تمكين الشباب من ممارسة دور فاعل في الحياة السياسية وصنع القرار
نشر بتاريخ: 18/11/2007 ( آخر تحديث: 18/11/2007 الساعة: 20:09 )
رام الله - معا- أكد وزير شؤون الأسرى، أشرف العجرمي، أنه لن يجري تغير إيجابي على واقع الشباب وحجم مشاركتهم في صنع القرار، ما لم ينتزعوا حقوقهم، داعيا في نفس الوقت إلى التوقف عن التعامل مع الشباب كأدوات، ووقود للعملية الكفاحية.
جاء ذلك خلال مؤتمر "الشباب يتحاورون"، والذي نظمه تحالف السلام، ومنتدى الحريات الفلسطيني، اليوم، في رام الله، بحضور حشد من طلبة الجامعات من شتى محافظات الضفة، علاوة على حنان قمر، المنسقة العامة للمنتدى، وذلك ضمن برنامج للأخير ممول من وزارة الخارجية، ومؤسسة "فريدريش نومان" الألمانيتين.
وقال: الشباب هم عماد الحاضر والمستقبل، وقد ظلوا على الدوام وقودا للعملية الكفاحية، يحملون أعباءها، ومتطلبات بناء الوطن، ولكن للأسف فإن دورهم يقتصر على أن يكونوا وقودا، دون أن يمارسوا حقهم في صنع القرار.
وقال: الفصائل والنظام السياسي الفلسطيني لا يتيح للشباب المساهمة بدور كبير وفاعل في صنع القرار بالمجتمع، فمختلف المؤسسات والفصائل تتعامل معهم كأدوات، وعلى أنهم غير قادرين على المساهمة في القيادة وصنع القرار.
وأوضح أن على الشبان المشاركة بفعالية في صنع القرار، وفي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، عبر انتزاع دورهم، وعدم انتظار الآخرين كي يفسحوا المجال لهم لفعل ذلك.
وفي الشق السياسي، بين أن الحكومة برئاسة د. سلام فياض، جاءت نتيجة الانقلاب الذي قامت به حماس في قطاع غزة، لافتا إلى أنها تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات، رغم صعوبة الظروف التي وجدت في إطارها.
وأوضح أن الحكومة تمكنت من إنهاء الحصار المالي والسياسي الذي فرض على السلطة الوطنية، وأعادت القضية الفلسطينية إلى المركز ضمن الأجندة الدولية.
وأفاد بأن السياسة التي تنفذها الحكومة مبنية على المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الحكومة ستكمل عملية نشر قوات الأمن في شتى المحافظات، وستواصل إصلاح المؤسسة الرسمية.
وتحدث عن مؤتمر "أنابوليس"، مشيرا إلى أن انعقاده يعتبر إنجازا، بصرف النظر عن النتائج التي يمكن أن تتمخض عنه.
وقال: المؤتمر يشكل إنجازا جوهريا للقضية الفلسطينية رغم أنني لا أعلم إن كان سيحدث اختراقا حقيقيا في العملية السياسية، إلا أن التحضير لعقده إنجاز للسياسة والدبلوماسية الفلسطينية، التي نجحت في إعادة القضية إلى محور الاهتمام الدولي.
وندد بانقلاب حماس في القطاع، مبينا أنه أدى إلى تراجع القضية الوطنية لعقود طويلة.
وقال: سلطة الأمر الواقع في القطاع، تفرض واقعا ظلاميا وضبابيا، وإن ما ترتكبه من جرائم يتنافى مع كافة القيم الوطنية والإنسانية والأخلاقية، وبالتالي لم يعد هناك شيء يجمعهم ببني البشر.
وقال: هم مجموعة من القتلة الدمويين الذين يحاولون اقتطاع القطاع وأية أجزاء أخرى لإيجاد سلطة إرهابية تحاول فرض نظام وأفكار بعيدة كل البعد عن ثقافة وتراث الشعب الفلسطيني.
وأضاف: ما حصل في القطاع يؤثر بشكل سلبي كبير على العملية السياسية والكفاحية لاسترداد الحقوق الفلسطينية، وإن إسرائيل مرتاحة لهذا الوضع.
ورأى أن المشاركة الجماهيرية الحاشدة في المهرجان الذي نظم بالقطاع الأسبوع الماضي، لإحياء الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس عرفات، بمثابة هزيمة لمشروع من نفذ الانقلاب.
وفيما يتعلق بقضية الأسرى، لفت إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس أبشع أشكال الترهيب والقمع بحق الحركة الأسيرة، مشددا على أن الجهود لن تتوقف إلى أن يتم إطلاق سراحهم.
من ناحيته، انتقد الباحث نظمي الجعبة، حال الشباب الفلسطيني، والذي رأى أنه لا يتناسب وكفاحهم على امتداد مسيرة النضال الوطني.
وحث على إجراء تغيير جوهري في واقع الشباب، وتمكينهم من أداء دورهم على شتى الأصعدة.
وقال: يجب على الشباب أن يحملوا الراية، لا أن ينتظروا إلى أن يتمكنوا من ممارسة قوتهم، وبالتالي فإن لم ينزلوا للشارع، فلن يأتي أحد لحملهم على التمتع بحقوقهم ومكانتهم.
واستغرب عدم مبادرة العديد من الهيئات المعنية بالشبان، وخاصة اتحاد طلبة فلسطين، إلى التحرك والتأثير بفعالية في بناء المجتمع.
وطالب بضرورة ضخ دماء جديدة في الاتحاد، وإعادة الاعتبار له وهيكلته، وتسليمه للشبان عوضا عن الأشخاص القائمين عليه ووصفهم بأنهم مجموعة من المتقاعدين.
واستهجن عدم مبادرة الشبان في الجامعات الفلسطينية إلى تنظيم نشاطات مشتركة، وبناء جسور التعاون فيما بينهم، داعيا إلى تجميع كافة اتحادات طلبة الجامعات في اتحاد واحد.
وخلص إلى تأكيد أن أي برنامج شبابي، يجب أن يرتكز إلى "مواجهة الأبوات والأجداد، والفكر الظلامي، وكذلك على قوة الثقافة في مواجهة ثقافة القوة"، على حد قوله.
وفي الإطار ذاته، أكد نضال فقها، المدير التنفيذي لتحالف السلام، أن على الشبان أن يلعبوا الدور المفترض بهم على شتى الصعد، وخاصة في عملية صنع القرار.
وأشار إلى المؤتمر يأتي بهدف إثارة واقع الشبان، وما ينبغي فعله للارتقاء بمشاركتهم السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موضحا أنه حصيلة تعاون التحالف ومنتدى الحريات الفلسطيني، وهو مؤسسة أهلية، تسعى إلى نشر ثقافة الإخاء والتسامح وتقبل الآخر بين أفراد المجتمع، للمساهمة في بناء نظام اجتماعي سياسي ديمقراطي تصان فيه الحقوق والحريات العامة والفردية على حد سواء، وتمارس فيه الوسائل الديمقراطية الحضارية المدنية المبنية على أساسي تقبل الآخر والحوار للسماح بتعددية سياسية واجتماعية وثقافية حقيقية في المجتمع.
وحدد أهداف المنتدى في تعزيز الحريات العامة، والوعي المجتمعي بمواضيع الحقوق وسيادة القانون والديمقراطية، ونشر ثقافة الحوار، والتعددية والتسامح وقبول الآخر، والسماهمة في تطوير القوانين والتشريعات بما يضمن التعددية والحريات العامة والحقوق، إضافة إلى نشر ثقافة السلام وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، بما يحفظ السلم الأهلي والمجتمعي الفلسطيني.