الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخارجية تدعو لصياغة استراتيجية تفاعلية تواجه مخاطر ما يتعرض له الاقصى

نشر بتاريخ: 13/06/2016 ( آخر تحديث: 13/06/2016 الساعة: 14:43 )
رام الله- معا- تواصل الحكومة الإسرائيلية وأذرعها وأجهزتها المختلفة تصعيد إجراءاتها العدوانية ضد المسجد الأقصى المبارك، وتتبع سياسة التدرج في تنفيذ مخططاتها الهادفة إلى تقسيمه زمانياً ومكانياً، فقد قامت بتحويل مفهوم زيارة غير المسلمين للمسجد الأقصى إلى إقتحامات يومية لليهود والمستوطنين المتطرفين، وتعمل على تكريسها وكأنها أمر طبيعي ومألوف، وعملت على زيادة أعداد المقتحمين ومجموعاتهم، وزودتهم بمرشدين من اليهود المتطرفين، وسمحت لهم القيام بطقوس تلمودية، وعقد مراسم زواج، وتدريب على تقديم القرابين. 

هذه الإجراءات المتصاعدة بالتدريج لم تتوقف ومتواصلة على مرآى ومسمع من الجميع. إن سياسة التدرج الإسرائيلية تحقق مبتغاها من خلال خلق وقائع جديدة تبني عليها، وأن هذه الوقائع يتم إستيعابها في ظل أن الأحداث اليومية المتكررة لم تعد تستقطب إهتمام الإعلام الدولي. لقد أصبحنا نخشى أن نستيقظ في لحظة متأخرة، لنجد تواجداً إستيطانياً دائماً في الحرم القدسي الشريف، وقد تم تخصيص أماكن لليهود في باحاته، وقد قُسّم زمانياً ومكانياً بإجراءات تهويدية كاملة، وتكرار مأساوي لتجربة الحرم الإبراهيمي الشريف.

وأدنت وزارة الخارجية الفلسطينية الإنتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد المسجد الأقصى المبارك، معربة عن استغرابها من صمت المجتمع الدولي وغالبية الدول على تلك الانتهاكات الجسيمة، والتي تمثل مساساً بالأماكن الدينية والمقدسات، وتهدد بشكل مباشر بالحرب الدينية، وتشكل خرقاً فاضحاً لمقولة الوضع القائم في الأقصى.

وأوضحت الوزارة ان الرئيس محمود عباس أكد على أن المسجد الأقصى خط أحمر لن نسمح بالمساس به، مما يتطلب منا جميعاً اعتبار ذلك تعليمات مباشرة، تستدعي وضع خطة تحرك متكاملة، تحمل مقومات النجاح، قادرة على تفعيل جميع الإمكانيات، ليس فقط الفلسطينية وإنما العربية والإسلامية والدولية أيضاً. ترى الوزارة أن الجميع مطالب بتلقف هذا الإعلان الهام من قبل الرئيس والتنسيق فيما بينهم، والتعامل معه بمنتهى الجدية اللازمة قبل فوات الأوان، كما تجدر الإشارة إلى أهمية التصريحات التي صدرت عن الأوقاف الإسلامية، والتي أكدت أن إسرائيل تعمل على تجريدنا من حقوقنا الطبيعية والتاريخية المتواصلة بإدارة الأقصى. 

وأكدت الوزارة أنها ستواصل عملها كما دأبت عليه مع الجهات كافة، سواء السياسية أو الدينية أو الفعاليات المختلفة لصياغة مثل تلك الإستراتيجية بأسرع وقت ممكن، كما ستواصل بذل جهودها بفاعلية أكبر لتعميق التنسيق وتفعيل دور البعد العربي والإسلامي حيال هذا الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، والسعي للإستفادة من كل الإمكانيات المتاحة في الإطارين الإقليمي والدولي.