الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدّول تنهار وقوة المنظمات تتصاعد وإسرائيل تستعد للأسوأ

نشر بتاريخ: 15/06/2016 ( آخر تحديث: 18/06/2016 الساعة: 08:49 )
الدّول تنهار وقوة المنظمات تتصاعد وإسرائيل تستعد للأسوأ
بيت لحم- معا- استعرض رئيس قسم المخابرات التابع للجيش الاسرائيلي المعروف اختصارا باسم "أمان" الجنرال "هرتسي هليفي" في كلمة القاها اليوم الاربعاء في مؤتمر"هرتسيليا 16" ما سماها بخارطة التهديدات والتحديات والمتغيرات الجديدة التي تواجهها اسرائيل في ظل تفكك المحيط الاقليمي القرب والبعيد نسبيا وتغير شكل القوى العسكرية وغير العسكرية التي تواجه الجيش الاسرائيلي.

واستهل الجنرال "هليفي" استعراضه الامني السياسي بالجبهة الشمالية وما تتوقعه اسرائيل على هذه الجبهة في ظل رفض الولايات المتحدة زيادة المساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل خاصة في مجال الدفاع الصاروخي.

"الحرب القادمة مع حزب الله لن تكون سهلة أو بسيطة وستخضع الجبهة الداخلية خلال هذه الحرب لتجربة قاسية جدا" قال "هليفي".

وأضاف "هليفي" مستذكرا مرور عقد من الزمان على حرب لبنان الثانية "يبدو ان طرفي الحرب لا يمانعان في التمتع بعقد آخر من الهدوء فنحن لا نريد الحرب لكننا جاهزون لها ونستعد لها بتطوير وتعزيز قدراتنا المختلفة واعتقد ان الحرب القادمة لن تكون سهلة، علما ان حزب الله خسر 1500 مقاتل سقطوا خلال الحرب في سوريا وهذه الخسارة اثرت كثيرا على المنظمة التي عاشت تجارب قاسية في سوريا من ناحية وحققت نجاحات من الناحية الاخرى".

وأشار "هليفي" الى تعقيدات الوضع الميداني من الزاوية الاسرائيلية قائلا "من ناحية تحسن الوضع لصالحنا ونحن اقوى بكثير من الاطراف التي تحيط بنا ومن الناحية الاخرى نعيش في بيئة معقدة بل يمكن وصفها بالمتفجرة ويمكن وصف الوضع بكلمة واحدة مشتقة من "تحسن وتعقد" ما يعني ان الوضع تحسن ومن ثم تحول الى معقد جدا".


وقدم رئيس " امان" تحليله ورؤيته لطبيعة الاحداث والتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية " يمكن وصف الشرق الاوسط بانه يعيش حالة مستقرة من عدم الاستقرار ويجب علينا ان نعتاد عليه غير مستقر، اسرائيل هي الطرف القوي في المنطقة لان الجيوش الكبيرة الاخرى تعاني الوهن والتحلل وتغير شكلها، هناك تهديدات جديدة تبدو في البيئة المحيطة، منها تهديد عمليات اطلاق نار عن بعد وعمليات التسلل بأساليب مختلفة، ولكن ربما تركت فينا تجربة المحرقة النازية ونهضة شعبنا التي تلتها مشاعر الضعف".

"للخطوات والإجراءات التي قمنا ونقوم بها تأثير كبير جدا على الشرق الاوسط بل يمكن ان اسمح لنفسي وأقول ان هذا التأثير امتد الى خارج الشرق الاوسط ايضا، وأقول ان الحروب قد تغيرت وكذلك المسافة بين خط الجبهة والعمق ورغم ان البرامج النووية قد قيدت وتم الحد منها لعدة سنوات قادمة لكن الحلم النووي لا زال قائما " قال "هليفي" الذي قصد البرنامج النووي الايراني.

وفيما يتعلق بالموضوع والحالة الفلسطينية قال رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية "نلحظ عدة تحديات كبيرة جدا على الساحة الفلسطينية فهناك دول بالقرب منا دون كهرباء وقطاع غزة انحدر في هذا المجال بنسبة 40% وحين يتدهور حال جيرانك فإن قيمة منزلك لن ترتفع وهذا ما يجب اني شعرنا بالقلق فوجود شرق اوسط فقير يشكل تربة حيدة للتطرف الديني والقومي".

"نعيش منذ أكتوبر الماضي موجة إرهاب ينفذها افراد منفصلون لكنهم متأثرين بالتحريض الذي فشل في جر الشارع الفلسطينية بأكمله وهذا التصعد يختلف عن كل ما سبقه كونه يأخذ الشكل العصري والحداثي حيث يغيب البعد الايديولوجي اكثر لكن الامور تنحو باتجاه الهدوء وتراجع عدد العمليات والسؤال ليس فيما اذا كانت ستقع عمليات مستقبلا؟ بل كيف يجب علينا ان نخفض عددها ونقلص من نوعيتها". قال الجنرال "هليفي".

وتناول "هليفي" شخص الرئيس الفلسطيني "ابو مازن" بالتقييم قائلا "رغم معارضته للكفاح المسلح يخوض ضدنا نضالا دوليا لكنه يرى من موقف المتفرج في الضفة الغربية ما يجري في الشرق الاوسط ويدرك تماما ان الاوضاع يمكن ان تصبح اسوأ بكثير".

وعرج "هليفي" على ايران معتقدا انها ستحترم خلال السنوات الاولى الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى العظمى.

"ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي منظمات الارهابية مثل حماس وحزب الله على الرغم من عدم وجود منظمة تمتلك القدرات التي يتمتع بها الجيش السوري او المصري على سبيل المثال، لكن الدول تسير نحو الضعف فيما تتصاعد قوة المنظمات، ما يفرض علينا تحديات جديدة كما تتواجد القوى العظمى العالمية في المنطقة بشكل مباشر، كما لم يحدث منذ اكثر من 40 عاما، ان ساحة اللعبة قد تغيرت ولم يعد الامر بين الاشرار والأخيار وأصبت رقعة الشطرنج بأكثر من لونين ويوجد هنا خليط شائك ومعقد من المصالح، فحين يكون عدونا اللدود على وشك تلقي ضربة قاسمة حينها ارغب انا شخصيا وبشكل غريزي بتحذيره لانه ليس من الجيد لنا ان يصيب عدونا هذا السوء نحن ننتقل من صراع الحدود الى الصراع الديني" قال "هليفي".

وتناول "هليفي" في الجزء الاخير من استعراضه الامني السياسي التغيرات التي احدثتها وسائل الاتصال الاجتماعي، وقال بعد ان استذكر صور النصر التي تحققت في الحرب العالمية الثانية وصولا الى حرب الايام الستة 1967 "نجد صعوبة جمة في العثور على صورة نصر من الاعوام الاخيرة لان صور النصر السابقة كانت ضمن حروب خاضتها دول ضد دول اخرى، وليس كما هو الحال اليوم حيث تخوض فيه الدول حروبا ضد منظمات وحين تخوض الدولة حربا ضد منظمة فإن القوي يصبح اقل جاذبية".

"لا زلنا نعاني من ذكرى تاريخية أليمة نتجت عن حرب يوم الغفران لكن في العادة الحرب تندلع حين يرغب بها الطرفين او طرفا واحد على الاقل واليوم يدو من المنطقي انها لن تندلع لان الطرفين غير معنيين بها لكنها ستندلع رغم كل هذا".

وتحدث "هليفي" في نهاية استعراضه امام المؤتمر المنعقد في مقر "المركز متعدد المجالات" في هرتسيليا عن دول الخليج وعلى رأسها السعودية قائلا "انها ليست نفس السعودية التي عرفناها قبل عام ونصف فهناك ملك جديد وحاشية محيطة به تدعم وتريد قيادة العالم السني وهي تقوم بإصلاحات داخلية تهدف الى قيادة البلاد نحو اقتصاد مختلف غير مرتبط بالنفط وجزء من مصالح الدول السنية يقضي بتقربها منا ويوجد فرصة لتحقيق ذلك".