الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاردنية فرح البدارنة: سنكون جاهزين للعرس العالمي

نشر بتاريخ: 16/06/2016 ( آخر تحديث: 16/06/2016 الساعة: 16:53 )
الاردنية فرح البدارنة: سنكون جاهزين للعرس العالمي
زيورخ - معا : "لقد لعبت لسنوات على هذه الملاعب، وأنا سعيدة اليوم بالمساهمة بتطويرها نحو الأفضل، لكي تستفيد كرة القدم الأردنية منها لسنوات طويلة" هذا ما عبرت عنه المهندسة فرح البدارنة مدير دائرة المسابقات والملاعب في اللجنة المنظمة المحلية لنهائيات كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة الأردن 2016 FIFA.

واكبت فرح البدارنة اللاعبة الدولية السابقة في المنتخب الأردني للسيدات والمهندسة المسؤولة عن تطوير وبناء الملاعب التي ستستضيف العرس العالمي جميع الخطوات التي اتخذها الأردن من أجل أن يحظى بإقامة هذا المحفل الكبير، وفي خضم العمل المتواصل للإشراف على تجهيز الملاعب قالت لموقع FIFA.com "كان مشواراً طويلا بالفعل، لقد بدأت العمل منذ اللحظة الأولى على تحضير ملف الإستضافة، توليت مهام وضع الدراسات الفنية للملاعب ومدى الاحتياجات التي يجب توفرها، وبعد أن فزنا بشرف الإستضافة بدأت مهام تطبيق المخططات على أرض الواقع، كان عملا شاقا بالفعل سواء من حيث اعادة بناء الكثير من المرافق أو حتى إضافة مبان جديدة، أضف على ذلك تطوير ملاعب التدريب وعددها 17 ملعبا، حيث توجب تطوير الكثير منها بعد أن انتهت مدة صلاحياته، فيما تم بناء ثمان ملاعب تدريبية جديدة. قبل أربعة أشهر من الحدث العالمي أعتقد أننا وصلنا لمرحلة متقدمة جدا من الجهوزية، يتبقى فقط المرحلة الأخيرة التي ستنجز في الاسابيع المقبلة".

علاقة البدارنة مع كرة القدم تعود لسنوات طويلة، حيث بدأت في المدرسة "كنت شغوفة جدا بممارسة الألعاب الرياضية، واستهوتني كرة القدم تحديدا، لم يكن هناك فتيات يلعبنها وكنت اتشارك اللعب مع الفتيان، كانت علامات الاستغراب والدهشة تملأهم عندما أركل الكرة، لم يكونوا ليتصوروا براعة الفتيات بلعب الكرة".

تضيف "بعد أن دخلت كرة القدم للسيدات إلى الأردن انضممت إلى النادي الأرثوذكسي، وبعد ثلاث سنوات تمت دعوتي لصفوف أول منتخب نسوي أردني، كان شيئا فريداً بكل تأكيد. خضت العديد من المباريات والبطولات التي ساهمت بانطلاقتها وتطوير اللعبة للأفضل، إنه لشرف كبير حقا. مارست اللعبة على هذا المستوى لثمان سنوات قبل أن تداهمني الإصابة وتحرمني من متابعة مشواري كان شيئا مؤلما لي، لكن في النهاية يمكنني القول أن كرة القدم علمتني كيفية تحويل نقاط الضعف إلى القوة، وأن أعمل مع الفريق وأحقق الهدف الأسمى".

حققت فرح اللاعبة العديد من الإنجازات مع المنتخب الأردني للسيدات كان أبرزها الفوز بلقبين في بطولة غرب آسيا ولقب بطولة كأس العرب الأولى، إضافة لتحقيق الظهور في دورة الألعاب الآسيوية 2006 و2010 "كانت تلك الفترة أشبه بقاعدة لكي ننطلق نحو المستقبل، حققنا الإنتصارات على صعيد منقطة غرب آسيا، وكان الفوز بكأس العرب أمراً رائعا لن أنساه حيث تفوقنا على المنتخب المصري الذي يسبقنا من نواحي الخبرة، كما أن التواجد ومواجهة منتخبات آسيوية كبيرة عاد علينا بالفائدة، ولذلك نجحنا أخيرا في تحقيق التأهل الأول لنهائيات كأس آسيا 2014، كنت أتمنى المشاركة فيها لكن الإصابة حرمتني من نيل هذا الشرف".

خلال فترة ممارستها لكرة القدم واظبت فرح على تحصيلها العلمي، ونالت الدرجات المطلوبة لدخول مجال الهندسة الذي انتقته بعناية "في المدرسة تميزت بعشق لمادة الرياضيات وبعض المواد العلمية، قررت التوجه لدراسة الهندسة وحددت مساري فيها واخترت (الهندسة الصناعية). كان دخولي لهذا المجال أشبه بالتحدي الإيجابي، فبينما كانت والدتي تشجعني على ممارسة كرة القدم، كان والدي يخشى أن تعطلني اللعبة عن تحصيلي العلمي. لكنه فيما بعد أصبح فخوراً بي بعد أن تفوقت في الدراسة والرياضية".

تضيف البدارنة "كنت أدرك أن الهندسة الصناعية ستعطيني فرصة أكبر في العمل لاحقا، لقد ساعدني هذا الأمر على معالجة وإيجاد الحلول وأن أكون دائماً قادرة على التعامل مع المواقف والمشاكل المختلفة التي أواجهها في العمل والحياة بشكل عام. وبالفعل أثبت هذا في فرصة العمل مع الإتحاد الأردني لكرة القدم، لقد جمعت بين خبرتي الكروية ومهاراتي التعليمية وعملت هناك على العديد من المشاريع لذا كان من السهل التحول للعمل في اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم."

وتعتقد فرح أن الأردن 2016 ستكون مجرد البداية حيث قالت "أعتقد أننا حققنا وسنحقق الكثير من هذا الحدث الكبير، لقد ساهم بنشر كرة القدم للسيدات في الأردن وحتى منطقة الشرق الأوسط وبات المجتمع متقبلا أكثر من أي وقت مضى لممارسة الفتيات لكرة القدم، وبعيداً عن النتائج الفنية أنتظر أن يتعاظم التركيز والاهتمام من قبل الجميع بكرة القدم للسيدات هنا، وهو ما يعني مواصلة العمل والتطوير".

مضيفة "منتخب الأردن لا زال في فترة التحضيرات ولديه الوقت للارتقاء بمستواه، ولكن ما يميز الفتاة الأردنية عشقها للوطن وقدرتها على مضاعفة المجهود فوق أرضية التباري، أنتظر هذا من جميع اللاعبات وقت البطولة ويجب على الجميع مناصرتهن. أما رسالتي لبقية الفتيات في الأردن أن يلاحقن حلمهن والإيمان بنفسهن وعظمتهن لأن كل ذلك في المقابل سيجعل التحديات في حياتهن أسهل".​

موقع الفيفا