بطولة المزرعة:الشهيد أيسر الزبن تحلق عالياً في ليلة الإنقضاض على اللقب

رام الله - معا - حسام باسم الزين : على وقع ليلةٍ كرويةٍ ساحرة،مسروقةٍ من أمجد الليالي والسجلات الكروية التي عاشها نادي المزرعة الشرقية عبر تاريخه الحافل، وتحت أنظار حشدٍ مدوٍ من الجماهير الذين غص بهم مجمع نادي المزرعة الشرقية الرياضي وغصت بهم جنبات ملعبه الأربعة،اختتم نادي المزرعة الشرقية بطولته الرمضانية والتي ينظمها للسنة الثانية توالياً، بتتويج فريق صقور الشهيد أيسر الزبن بطلاً على عرش البطولة بعد فوزه على خصمه اللدود فريق الثقافي بركلات الحظ الترجيحية بعد التعادل بهدفين لكل منها، في مباراةٍ رسمت فيها أقدام اللاعبين أروع لوحات الفن الكروي وعُزفت فيها أجمل سيمفونيات الساحرة المستديرة،فكان هذا فصلها ومشهدهاالأول.

وفي الفصل الثاني،وبعد أن أُذن للسلام الوطني الفلسطيني بإطلاق لحنه الخالد والمجيد،أطلق الحكم محمد رضوان العنان لصافرته ايذاناً ببدء فصول الملحمة الكروية الموعودة،وما كاد يطلقها حتى دوّت الحناجر وتعالت الصيحات وارتفعت دقات القلوب تشجيعاً واحتفاءً بالفريقين اللذان ما توانا عن شن الغارات المتبادلة، وتبادلا السيطرة على الملعب والكرة، حتى تمكن اللاعب سامح شيخة من افتتاح التسجيل لفريق الصقور من تسديدة زاحفة من خارج منطقة الجزاء،لكن فريق الثقافي لم يستسلم وضغط على خصمه إلى أن عدل النتيجة بعد لعبة جماعية مميزة بهدف اللاعب رامي شيخة،

وبعد ذلك استمر اللعب سجالاً بين الفريقين الى أن تلقى الثقافي لطمةً قوية بطرد الحكم للاعبه المميز سند شلبي بعد تلقيه الإنذار الثاني وبه انتهت مجريات الشوط الأول،

وفي الشوط الثاني ورغم النقص العددي، تمكن فريق الثقافي من اقتناص هدف التقدم عبر اللاعب كريم حميدة عبر رأسية محكمة صعق بها فريق الصقور الذي لم يستفق من صدمته حتى تلقى صدمة أخرى بطرد لاعبه ومسجل هدفه سامح شيخة بعد تلقيه الإنذار الثاني وبه تعادلت كفة الفريقين،وبعد ذلك لم يستسلم الصقور وواصلوا ضغطهم وهجماتهم دون جدوى، وما أن استعد الحكم لاطلاق صافرته ايذاناً ببدء الثقافي لاحتفالاته حتى صعق اللاعب عبد الرحمن قاقي الجميع بهدف التعادل في الأنفاس والثواني الأخيرة، في لحظة تجلى فيها غدر كرة القدم بأقسى صوره،وبعد ذلك لجأ الفريقان الى ركلات الحظ الترجيحة التي تلاعبت بأعصاب الجميع قبل أن تنتهي لصالح الصقور بستة ركلات مقابل خمسة للثقافي وبها انتهى فصل المباراة الثاني.

وفي المشهد الختامي والأخير، قامت الهيئة الإدارية للنادي وبمشاركة الكابتن عبد الناصر بركات مدرب منتخبنا الوطني وعدد من الشخصيات الإعتبارية بتوزيع جوائزها على الفرق المتوجة، والتي شاركت بعضها وجماهيرها هذه الفرحة العارمة التي استمرت حتى ساعات متأخرة من هزيع ليل الأربعاء-الخميس،معلنةً بذلك انتصاراً مدوياً لكل القيم والمفاهيم الرياضية السامية والنبيلة التي لطالما دأب نادي المزرعة الشرقية على غرسها وترسيخها منذ تأسيسه حتى اللحظة، ومتعهداً باستمراره للعمل بها .