بيت لحم -معا - هو الإبن الروحي لأكثم حسن مهاوش القيادي في تنظيم داعش، القادم من أطراف الأنبار الحدودية مع سوريا والياً لفترة امتدت من يوم تكليفه إلى يوم ضربة جوية عراقية على موقع جمعه بعدد من عناصر التنظيم. يحسن المقداد استخدام السلاح، عمل ميداني مع التنظيم لم يكن كافياً لأن يتجنب غباء أوقعه في شر أعماله. ملفات المحمول حسمت وضعه وكيف كان قبل النزوح. زي عسكري وسيارة عسكرية، وحياة يومية مع داعش بما كان كافياً لأن يجتاز مرحلة المغرر بهم إلى درجة عسكرية لإدارة مواجهة في أحياء المدينة.
يأخذ المقداد قطعة سكاكر كبيرة مرتدياً زياً أنيقاً، يسير مختالاً دون أن يخرق الأرض، ملمس شعره يدل على نعمة يسبح بها في زمان ومكان لا يصلح معهما إلا الغبار، تتنقل العيون عليه وعلى مظهره. طالما اختط طريقاً بين حي نزّال وصولاً إلى مركز المدينة الواقعة شرق الأنبار، تهديداته نافذة، لا يتزحزح المسدس عن خصره إلا حين يكتب مأساة بيده، عمره لا يزيد عن 19 عاماً، صلاحياته تصل إلى حد تنفيذ غير المتوقع والصادم. يقود سيارة عسكرية من طراز "سلفرادو" ولا يعرف هدوءً في حياته، يتنقل بين أحياء المدينة ويرتبط بعلاقات طيبة مع كبار قومه.
كل ذلك أمسى من الماضي، تسلل زياد كما تشي هويته المزورة مع النازحين، لم يكد ينهي ثلاثة أيام قبل أن يقع في غير المتوقع بعدما أطلق طفل نازح العنان لغضبه: هو.. هو من قتل صديقي دهساً بالسيارة، صرخة طفل أطبقت على مخيم نازحي الأنبار ودوت، فكانت كافية لمسلسل القصص أن يكون على كل لسان.
هو الإبن الروحي لأكثم حسن مهاوش القيادي في تنظيم داعش، القادم من أطراف الأنبار الحدودية مع سوريا والياً لفترة امتدت من يوم تكليفه إلى يوم ضربة جوية عراقية على موقع جمعه بعدد من عناصر التنظيم. يحسن المقداد استخدام السلاح، عمل ميداني مع التنظيم لم يكن كافياً لأن يتجنب غباء أوقعه في شر أعماله. ملفات المحمول حسمت وضعه وكيف كان قبل النزوح. زي عسكري وسيارة عسكرية، وحياة يومية مع داعش بما كان كافياً لأن يجتاز مرحلة المغرر بهم إلى درجة عسكرية لإدارة مواجهة في أحياء المدينة.
على أكثر من جبهة قاتل المقداد، يقول ضابط في الشرطة الاتحادية. اعترف قبلها بانضمامه للتنظيم، عاش فروى قصص آخر أيام داعش داخل الفلوجة، التجهيز للعمليات والانضمام لمجموعة مقاتلين لا تحتاج لقسم وطقوس كما في المرة الأولى. التنظيم واجه انهياراً بين صفوف مقاتليه ووقع قادته العراقيون داخل الفلوجة (الحديث عن عمر عبد الله ذياب وآخرين) في حرج مع عناصر مسؤولة في التنظيم وأغلبهم من العرب والأجانب، فما كان من قادة داعش إلا أن عاجلوا وتحت ضغط الصدمة والعمليات إلى الإسراع بشن هجمات انتحارية دفعاً للعتاب وفي محاولة أخيرة لإعاقة تقدم القوات العراقية والقوات الساندة من الحشد الشعبي وفصائل المقاومة.
بعدها زال هذا الحاجز وأفلت ضميره بلا تحكم. جال في شوارع الفلوجة متعطشاً لمهنته الجديد التي ألبسته ثياباً وأجلسته خلف مقود سيارة ونقلته من فصيل أمني في "ديوان الحسبة" إلى المهمات العسكرية التي لم يكن يريد. قتل وإصابات خطرة بحجم حقيقة الحرب والميدان، بدأت الحرب حقاً وبدأت معها حقيقة المصير تلوح في أفق أفكار الشاب، كلها كانت كفيلة لأن يهرب المقداد، الذي كان جهّز نفسه بهوية مزورة ولعلمه بطرقات الهروب من المدينة صوب القوات العراقية، ولمعرفة مسلحي التنظيم به نصحهم بالاستتار حتى يدرس موقعاً ميدانياً ليتقدموا. وهكذا هرب بخديعة بحثاً عن حياة منعها عن آخرين أبرياء، تسلل بصعوبة فوصل، نعومة خده وسنه خادعان مكنّاه من المكوث لأيام معدودة لكن غير المتوقع كان من أبناء جلدته ومحلته ممن نالهم نصيب السوء، "أوقفوه للمقداد" صرخ طفل بريء. لا عزيزي أنا زياد. عاود الطفل الصراخ والعويل فانهار المريب قائلاً خذوني.
سأل الميادين نت المقداد بعد أن سمح له بلقاء قصير به.. كيف تختصر حياتك؟ لم يجب بل اكتفى بأنه بلا حياة وعاش مريضاً ميتاً بين "اخوة الجهاد".
المصدر: الميادين