5 ملاحظات على انسحاب بريطانيا من اوروبا المتحدة

بيت لحم - معا - من المتوقع ان يهز القرار البريطاني العالم اجمع بما في ذلك الشرق الاوسط حيث سنشعر على مدى العامين القادمين بموجات ارتدادية كبيرة فيما تهدد الانتخابات الامريكية المتوقعة بزيادة وتعمق حالة اللاستقرار التي تعيشها المنطقة والعالم.

بهذه الخلاصة السريعة قدم محلل الشؤون العربية في القناة الثانية العبرية "ايهود يعاري" لملاحظاته الخمس التي وضعها على قرار الناخب البريطاني الانسحاب من الاتحاد الاوروبي او ما اسماه يعاري "الانفجار البريطاني".

وكانت ملاحظات "يعاري" المعروف بقربه من اصحاب القرار الاسرائيلي وتحديدا الامني منه على هذا النحو:

1- يعتبر القرار البريطاني اخطر قرار منذ انهيار الاتحاد السوفيتي حيث من المتوقع ان تؤدي تأثيراته على المدى القصير الى تغيير النظام القائم حاليا في اوروبا بشكل نهائي وسيستعاض عنه باتفاقيات جديدة ومختلفة تنظم العلاقات في القارة العجوز.

وستتفق انجلترا مع اسكتلندا وايرلندا الشمالية او بدونهما مع المانيا لكن بدون انيجلا ميركل، وسيعارض الفرنسيون وهم من مؤسسي ورواد فكرة الاتحاد الاوروبي الاتفاقات الالمانية البريطانية بقوة لكنهم سيقبلون نهاية المطاف بالامر فيما ستثخن الجراح اسبانيا وايطاليا، وستجيد الدول الاسكندنافية كعادتها العوم لتبقى الضربة الكبرى من نصيب دول اوروبا الشرقية وهناك بالضبط ينتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الفرصة.

2- ستعزز حالة الارتباك والحراك الشديد في اوروبا خطوات الولايات المتحدة والصين الهادفة الى التوصل الى سلسلة متدرجة من التفاهمات الكونية وستكون البادية في المجال الاقتصادي لكن التفاهمات المذكورة ستمد مع مرور الوقت الى مجال التعايش الامريكي الصيني في المجال المعروف باسم "اسيا – المحيط الهندي" بما يقيم طريقا جديدا للحرير بدات فعلا الصين بتمهيده في دول وسط اسيا ومنها الى الشرق الاوسط.

وستجبر التفاهمات الصينية الامريكية بقية اللاعبين بمكن فهم اليابانيون والهنود والروس على ملائمة خطواتهم بما يتناسب مع الواقع الجديد.

3- وفي هذا الجو وهذه المعطيات ستتراجع شهية هذه الدول في "السباحة في كومة الروث" في العالم العربي اكثر واكثر حيث تراجع الاعتماد الامريكي والصيني على نفط الشرق الاوسط فيما تهتم اليابان والهند بالحفاظ على تدفق هذا النفط اليها، فيما تولي روسيا اهتمامها الاكبر للف حبل انابيب نفطها وغازها حول عنق اوروبا وهذا ما سيدفع الشرق الاوسط الاخذ بالانهيار الى مزيد من العزلة ونحو المؤخرة.

4- يشتري رجل الاعمال الامريكي الاسطوري "فرن بافت" الاسهم ومزيدا منها حين تتدفق وتسفك الدماء في الشوارع والان يوجد الكثير من برك الدماء الكبيرة تغطي ارض الاسواق ولكن قد تكون هذه مجرد بداية السقوط قد نواجه ما يسميه التجار بـ" السكن الهاوية " ما يعني انه من الافضل لنا في هذه الفترة الامتناع عن الاقتراض والشراء.

5- ستتأثر اسرائيل كثيرا بما هو قادم خاصة وان اوروبا تشكل الوجهة الرئيسية للصادرات الاسرائيلية وفي حال تم انتخاب " ترامب" لرئاسة الولايات المتحدة من المتوقع ان تشهد امريكا صدمة وزلزال حقيقي وسيلحق تباطؤ النمو وتسجل هذه الاقتصاديات نسب نمو متواضعة اضرار كبيرة ولن يبقى امام اسرائيل أي فرصة حتى الانتخابات الامريكية للقيام بالخطوة الوحيدة المطروحة على جدول الاعمال والمتمثلة بإقامة دولة فلسطينية على غالبية اراضي الضفة الغربية استنادا لاتفاق مرحلي " سخي" مقابل ترتيبات امنية فقط.

وخلص "يعاري" في النهاية الى نتيجة مفادها " استعدوا لمواجهة الحفر الكبيرة على الطرق والكثير من المطبات الهوائية والعواصف والرعود التي ستهب في السنتين او الثلاث القادمة".