اتحاد لجان العمل الزراعي ينهي حملة قطف الزيتون في محافظات الضفة
نشر بتاريخ: 20/11/2007 ( آخر تحديث: 20/11/2007 الساعة: 17:03 )
محافظات- معا- اختتم اتحاد لجان العمل الزراعي حملة تطوعية لمساعدة المزارعين في قطف زيتونهم سيما في الاراضي المحاذية للمستوطنات و الجدار و تلك المهددة بالمصادرة.
وقد شملت الحملة أكثر من عشرين موقعا موزعة على محافظات الضفة لم يتمكن أصحابها من الدخول إليها. وشارك في حملة قطف الزيتون لهذا العام 60 متطوعا أوروبيا من عدة جنسيات بالإضافة إلى مجموعة من المؤسسات الأوروبية و مائة متطوع فلسطينيي من مزارعين وطلاب.
المواجهة مع الاحتلال
في معظم المناطق التي استهدفتها الحملة حاول جيش الاحتلال التصدي للمتطوعين ومنعهم من قطف الزيتون، ففي منطقة عين بير سليم الواقعة على أراضي بلدة سعير في الخليل اشتبك المتضامنون مع مستوطني "خارصينا" و" أسفر" ، حيث رفض الجيش السماح للمتطوعين البالغ عددهم ثلاثة و ثلاثين من دخول بعض الأراضي المزروعة بالزيتون و التي تم عزلها بالسياج من قبل المستوطنين.
وفي المناطق الواقعة بالقرب من مستوطنة " كرمي تسور" المقامة على أراضي حلحلول احتجز الجيش عددا من متطوعي الاتحاد لساعات طويلة إلى أن تدخل مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة، ورغم ذلك أصر المستوطنون على عدم السماح لهم بمواصلة العمل وهددوهم بإطلاق النار وكالوا لهم الشتائم. وبالقرب من المنطقة نفسها توجه خمسة عشر شخصا من المتطوعين الأجانب بالإضافة إلى صاحب الأرض وأولاده الاثنين وقد كان هناك تنسيق مسبق مع الارتباط الفلسطيني لفتح البوابة الساعة التاسعة صباحا إلا أن الارتباط ابلغهم الساعة العاشرة برفض الجيش فتح البوابة. حيث ترك المتطوعون المكان وذهبوا إلى الأراضي الواقعة بالقرب من مستوطنة " كرمي تسور " في منطقة شعب أبو يوسف إلى الشمال من حلحول وقد هرعت قوة من جيش الاحتلال بالإضافة إلى مسئول امن المستوطنة وطلبوا من متطوعي الاتحاد مغادرة المكان وحجزوا بطاقات موظفي اتحاد لجان العمل الزراعي واتصلوا بالشرطة الإسرائيلية التي حضرت على الفور وبدأت بالتحقيق مع الموظفين وابلغوهم بضرورة الحصول على تصريح لدخول المنطقة. وفي منطقة يطا الواقعة أراضيهم إلى الجنوب من مستوطنة عتنائيل قام المتطوعون بمساعدة عدد من المزارعين بعد أن منعوا من قطف زيتونهم منذ أكثر من سبع سنوات، حيث شارك خمسة و ثلاثون متطوعا أوروبيا بالإضافة إلى ثلاثين متطوعا فلسطينيا وتم فيها قطف 20 دونما من الأراضي المزروعة بالزيتون و الواقعة داخل المستوطنة، وحضر إلى المكان قوات كبيرة من الجيش و المستوطنين وقاموا بمنع دخول سيارات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني التي كانت تصاحب المتطوعين.
أما دير سامت الواقعة إلى الغرب من الجدار الفاصل شارك في قطف الزيتون خمسة عشر متطوعا أوروبيا بالإضافة إلى عشرين متطوعا فلسطينيا وقد تم قطف عشرة دونمات من الأراضي المزروعة بالزيتون.
مناطق أخرى...
والى الجنوب من مدينة بيت لحم قام المتطوعون بمساعدة المزارعين في منطقة زكريا بزراعة عدة دونمات من الزيتون في أراضي مهددة بالمصادرة و لا يستطيع أصحابها الدخول إليها بسهولة وقد شارك في هذه الحملة 33 متطوعا أوروبيا بالإضافة إلى ثلاثين متطوعا فلسطينيا وتوجه حوالي ثمانية متطوعون للمشاركة في مسيرة أم سلمونة.
وفي قرية بلعين الواقعة غرب مدينة رام الله شاركوا في المظاهرة الأسبوعية وساعدوا أهالي القرية في قطف الزيتون في المناطق المحاذية من جدار الفصل .
وتواصلت الحملة في قرية دير إستيه في محافظة سلفيت حيث شارك تسعة من المتطوعين الأجانب بالإضافة إلى 25 شخصا من الأهالي و المزارعين الذين عملوا على قطف الزيتون في المناطق المحيطة بالمستوطنات في تلك المنطقة.
واستمرت الحملة في قرية جلبون في محافظة جنين حيث شارك خمسة و عشرين شخصا منهم خمسة عشر من الأجانب في الأراضي الواقعة في الجهة الشمالية من جدار الفصل.
يذكر أن قطاع الزراعة دفع ثمنا كبير من نسبة الخسائر المسجلة، من مصادرة واقتلاع وهي مستمرة في التدهور إلى الآن خاصة أن مناطق كبيرة مهددة بالمصادرة من جراء جدار الفصل .
وبحسب إحصائيات نشرت على الموقع الالكتروني " إنسان اون لاين " تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة وقطاع غزة 1,488 كم2 أي حوالي 25.2% من إجمالي مساحة الضفة والقطاع، وتشكل المستوطنات الإسرائيلية تهديدا مباشرا للمزارعين، حيث شهدت السنوات الماضية العديد من جرائم القتل والاعتداءات الدموية التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون المدججون بالسلاح بحق المزارعين و بلغ عدد الفلسطينيين الذين سقطوا على أيدي المستوطنين خلال الفترة الواقعة بين أيلول 2000 وشباط 2007 66 شهيدا. بالإضافة إلى تنفيذ العديد من أعمال التدمير والحرق للمزروعات والأشجار خاصة في مواسم القطاف.
وقد حققت الحملة التي قام بها اتحاد لجان العمل الزراعي نجاحا خاصة أنها استطاعت أن تصل إلى المناطق الساخنة وتقديم المساعدة للمزارعين الذين يتعرضون للضغوطات اليومية نتيجة ممارسات جيش الاحتلال و المستوطنين لهم.