نشر بتاريخ: 20/11/2007 ( آخر تحديث: 20/11/2007 الساعة: 17:19 )
بيت لحم - معا - باركت الأسرة الرياضية الفلسطينية الخطوة الهامة ، التي أقدم عليها فخامة الرئيس محمود عباس ، بالمصادقة على تشكيلة التوليفة الجديدة للجنة الاولمبية الفلسطينية ، التي سيناط بها الاطلاع بالمهام الأولمبية ، حتى أولمبياد الصين العظيم ، والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة ، لفرز قيادة جديدة لرأس هرم الرياضة الأهلية .
وتظهر أهمية القرار الرئاسي ، بالنظر للأوضاع الحساسة ، التي يعيشها الشعب الفلسطيني ، الذي ينتظر على أحر من الجمر النتائج ، التي قد يسفر عنها مؤتمر انابوليس ، الذي يناقش جوهر الصراع العربي الإسرائيلي ... وبالنظر للحالة غير العادية ، التي يعيشها الوطن ، جراء الانقلاب غير المبرر ، الذي نفذ في محافظات قطاع غزة ، وما رافق ذلك من اعتداء آثم على رمز المثل الرياضية الفلسطينية ، بالتدمير والسلب والنهب للتراث الرياضي ، المادي والمعنوي في مقر اللجنة الاولمبية !
وتأمل الأوساط الرياضية الفلسطينية الخير في المكلفين ، من القدامى ، الذين حافظوا على مواقعهم ، وبعضهم يَعتقد انه سيبقى عضوا أبديا في اللجنة ... ومن الأعضاء الجدد ، ممن يطمحون في نفض الغبار عن كل ملفات لجنتنا الأولمبية ، وجعلها أكثر مهنية وديناميكية في التعاطي مع استحقاقات فلسطين الجديدة ، التي تحكمها المؤسسات ، ولا يشكل الشخوص فيها ، إلا قطع غيار تستبدل عندما يلزم الأمر ، وعندما تحتم المطالب الفنية الاستبدال !
المهم أن فخامة الرئيس محمود عباس بتّ في الملف الرياضي الأكثر حساسية ، الذي يحير الشارع الرياضي الفلسطيني ، منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن ، بإعادة تشكيل هذه اللجنة المعمرة ، على أمل أن تسود الروح الفلسطينية الجديدة ،تسيير هذه اللجنة المؤقتة بعيدا ، بعيدا عن الأساليب القديمة، التي اتسمت بالفردية والارتجالية والمزاجية !
والحق يقال : إن معالي وزيرة الشباب والرياضة ، السيدة تهاني أبو دقة أنجزت وعدها بالتغيير ، رغم أن هذا التغيير الإصلاحي لم يكن جذريا ، ولكن لا بأس ، فنصف البطن يسد الرمق ، والبركة في الأعضاء الجدد ، الذين نعول عليهم كثيرا ، للمساهمة في تغيير عقلية اللجنة الأولمبية ، والعمل على تجسيد المفاهيم والمثل الأولمبية ، كما ينبغي أن تكون ، لا كما يريد المنتفعون !!
والحق يقال : إن خطوة وزارة الشباب والرياضة جاءت متأخرة ، ولكن لا بأس ، فان تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي ، لأن كل دقيقة تأخير تؤجل تجسيد التغيير نحو الأفضل ، ولن تحسب في ميزان حسنات المسئولين ، والأوساط الرياضية الفلسطينية لن تنسى سنوات الهيمنة الأولمبية ، التي أنجبت ردة رياضية ، ولن تغفر الأجيال الفلسطينية القادمة لكل من ساهم في هذه الأخطاء القاتلة ، ممن ارتكبوها ، أو باركوها ، أو التزموا الصمت حيال مرتكبيها ، أيا كانت المواقع القيادية للمعنيين !
كان الله في عون فلسطين ، ورياضتها المسكينة كيف تحملت هذا الكم الأخطاء الرياضية ؟ وكيف قبلت السكوت على عدم انتخاب لجنة اولمبية ، كنا تنص القوانين الأولمبية منذ منتصف الثمانينات ؟ ولكن ها هي بوادر الفرج قد أهلت ، وها هي الجماهير التواقة للتغيير تستبشر خيرا بالتشكيلة الأولمبية الجديدة .
ولا يخفى أن العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية لم تكن انسيابية ، وساد خلق التناكف والجدل والخصام ، والقطيعة أحيانا هذه العلاقة ، التي لم تتحسن إلا أيام الوزير الشيخ طلال سدر رحمه الله ، لان معالي الوزير الراحل قبل على ورقة بيضاء كل مطالب رئيس اللجنة الحاج احمد القدوة !!
ومنذ مجيء الوزيرة تهاني أبو دقة إلى الوزارة في شارع الارسال برام الله ، فتحت قنوات المشورة مع الجميع ، وعلمت أن بعض أعضاء اللجنة الأولمبية لم يحضروا ولو اجتماعا واحدا للجنة ، منذ انطلاق الانتفاضة ، بسبب عدم التواصل الجغرافي بين الضفة والقطاع ، والسؤال هنا لماذا لم تجتمع اللجنة ؟ ولماذا لم يجتمع أعضاؤها ولو في بلد محايد كمصر أو الأردن ؟
ويأمل الشارع الرياضي الفلسطيني من المكلفين بالقيادة المؤقتة للمقادير الأولمبية فتح كل الملفات ، وإظهار الحقيقة كاملة عن المرحلة السابقة ، ويجب عليهم أن يسالوا : كيف كانت تدار اللجنة الاولمبية ؟ وكيف شكلت الوفود الرياضية للدورات العربية والآسيوية والدولية ؟ وكيف كانت ملفات اللجنة المالية تدار ؟ وغيرها من الأسئلة الأكثر إلحاحا .
ويجب على اللجنة المؤقتة أن تسعى للحفاظ على الحقوق الاولمبية لجميع الفلسطينيين ، وارغام الجميع على التفاعل مع واجباتهم الأولمبية ، والحرص على التسيير الشفاف والنزيه لكل الملفات ، دون تداخل الصلاحيات ، وعدم السماح لأي كان بتجاوز صلاحياته ، وعدم السكوت على الأخطاء ، ولو كان الأمر يتعلق برئيس اللجنة الاولمبية ، لان سلوك المجاملة ، الذي يطبع علاقاتنا الرياضية ، يجب أن ينتهي ، حتى لا يصبح الأمر ضربا من النفاق !1
ويجب على المجتمع الرياضي الفلسطيني عدم السكوت على تصرفات اللجنة المؤقتة ، وعدم التمديد لها بعد أولمبياد بكين ، لأن المهمة الأولى لهذه اللجنة المؤقتة يتلخص في التحضير للأولمبياد ، والتحضير للانتخابات ، ويجب أن تفتح هذه اللجنة كل دفاترها بشفافية أمام المسئولين ، وتنهج السبل الكفيلة بمحاسبة المقصرين ، ومساءلة من يسيئون استخدام مهامهم ، ومن يتجاوزون صلاحياتهم الأولمبية !
وقبل هذا وذاك على اللجنة المؤقتة تشكيل لجنة تحقيق نزيهة لمعرفة هوية العابثين بمقاديرنا الأولمبية ، ممن سرقوا ودمروا مقر اللجنة في غزة ، على هامش الانقلاب المقيت !
وزيرة الشباب والرياضة أوفت وعدها : بفتح ملفات اللجنة الاولمبية ، ما ظهر منها وما بطن ، والكرة الآن في ملعب معالي الوزيرة لفتح ملفات أخرى في الوزارة ، التي اعتمدها الراحل الشهيد أبو عمار وزارة الدفاع عن المصالح الفلسطينية العليا ، والأمر هنا يحتاج إلى عودة ، في حلقة قادمة .
والحديث ذو شجون
[email protected]